ماذا فعل الجيش الإسرائيلي في مساجد لبنان؟!
بيروت| لبنان – استعراضات بهلوانية على الشاشة وصناعة "ترند" على مشاهد القتل وتدمير مساجد لبنان وقبلها في غزة، لتحقيق شهرة بلون الدم الأحمر؟ أم هي حرب دينية تشعلها إسرائيل؟ أم سياسية لتحقيق مكاسب لليمين المتطرف "نتنياهو"؟، يتراقص الجندي الإسرائيلي أمام كاميرا هاتف، يبدأ أمام العالم، يدنس المقدسات ويفخخ المساجد والمدارس والمنازل بأطنان من المتفجرات، ومن داخل المساجد "بيوت الله في الأرض".
تدمير مساجد لبنان وغزة "هَوس وجنون"!
(Bombing) انفجار، يتلوه ضحك ولهو وعًلو، وبعدها شمعة عيد ميلاد وموسيقى ورقص، ما هذا التناقض النفسي الحاد الناعم، كيف لإنسان بهذا الجنون أن يتحول من وحش إلى "عازف كمان" يرقص على موسيقى كلاسيكية وفي الخلفية صوت انفجار مليئ بالصخب، تسمى في علم النفس "التجرد العاطفي" وهي الحالة التي يعتاد فيها الجنود على العنف لدرجة تفقدهم التعاطف الطبيعي تجاه ضحاياهم، كنوع من التأقلم مع بيئات الصراع.
تفسيرات تربط سلوك الجندي الإسرائيلي بنظرية "التجرد من الإنسانية"، حيث يتم تصوير الأعداء أو الضحايا كمجرد أهداف، ما يسهم في تسهيل إيقاع العنف دون إحساس بالذنب. في سياق الصراعات الطويلة، يؤدي تكرار مشاهد العنف والمعاناة إلى اضطرابات مثل "الصدمة المتكررة" أو "التبلد العاطفي"، في النهاية هو قاتل ومحارب لبيوت الله المعمرة أكثر من عمر دولته الطارئة، إذ يتجاوز عمر بعضها 100 عام.
غارة إسرائيلية كثيفة تستهدف بلدة الضهيرة في القطاع الغربي جنوب لبنان وتدمر مسجدا فيها. يذكر أنه تم قتل 3 جنود إسرائيليين في البلدة بداية الحرب على لبنان حسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية#لبنان #حرب #إسرائيل #ترند #فيديو #viral #اكسبلور pic.twitter.com/5dYvBlLOKX
— RT Arabic (@RTarabic) October 13, 2024
إسرائيل تقصف بيوت الله
اسهدفت طائرات إسرائيلية عدة مساجد في جنوب لبنان، بما في ذلك مسجد "يارون" في قضاء بنت جبيل، حيث تعرض للتدمير الكامل خلال الغارات الأخيرة التي شنتها إسرائيل على المنطقة، وشملت الهجمات أيضًا بلدة عين بعال ومنطقة صور التي تأثرت جراء غارات عنيفة طالت دور العبادة والمساجد، في تصعيد يُعدّ الأول من نوعه نحو المقدسات الدينية في لبنان.
أكدت مصادر لبنانية أن الهجمات لم تقتصر على المساجد، بل استهدفت أيضًا مواقع قريبة من الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأمر الذي زاد من التوترات وأدى إلى ردود فعل غاضبة من المنظمات الدينية والمدنية.
مسجد أثري له قدسية خاصة
إلى ذلك، قال رئيس بلدية القرية فؤاد ياسين لوكالة فرانس برس إن القرية التي تقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات من الحدود، فقدت موقعا محبوبا يجمع الناس.
في غضون ذلك، أكد ياسين "كان مكانا مهما لأن العائلات كانت تتجمع في الساحة المجاورة له في المناسبات الخاصة"، مضيفا أن المسجد أثري وله مكانة وقدسية خاصة.
مشاهد الدمار من #كفرتبنيت في #جنوب_لبنان بعد استهدافها فجرا pic.twitter.com/HmYIFrbJOq
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) October 13, 2024
تدمير المساجد انتهاك للقوانين الدولية
يذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 2347 لعام 2017 يركز على حماية الممتلكات الثقافية والدينية، بما في ذلك دور العبادة، ويعتبر تدميرها انتهاكًا للقوانين الدولية. يمكن اعتبار هذه الأفعال جرائم حرب تستدعي المساءلة، تعكس هذه التصريحات القلق المتزايد حول تأثير الصراعات والنزاعات على التراث الثقافي والديني، وتؤكد على ضرورة احترام القوانين الدولية لحماية هذه الممتلكات.
يشيرعدد من المحللين إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي ضد دور العبادة، إلى جانب التصريحات الساخرة لبعض الجنود الإسرائيليين أثناء تنفيذ التفجيرات، يعزز مخاوف تصعيد أوسع في المنطقة، خاصةً وأن إسرائيل ذكرت على لسان قادتها، أنها حرب دينية باستخدام كلمات تلمودية "العمالقة، يعوشع" وما إلى ذلك.
منذ 23 أيلول/ أيلول الماضي، وسعت "إسرائيل" نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 2729 شهيدا و12 ألفا و772 جريحا، وأضافت أن أرقام الضحايا من النساء والأطفال بلغت 706 شهداء و3536 مصابا، ومن الكوادر الصحية 172 شهيدا و233 مصابا.
تداعيات تفجير دور العبادة
دعت جهات دولية إلى تحييد دور العبادة عن النزاعات المسلحة، مؤكدين أن استهدافها لا يخدم سوى إذكاء النزاع وتهديد التعايش السلمي في لبنان.
وفي تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية:"استهداف دور العبادة يُعد خرقًا جسيمًا للقانون الدولي ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال". كما أشارت المنظمة إلى أن الهجمات تستهدف أيضًا المدنيين وتساهم في تعميق المأساة الإنسانية في المنطقة.
تدمير المساجد في غزة
انفوجرافيك | وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أعلنت عن إحصائيات تكشف حجم الخسائر التي تكبدتها بعد مرور عام على حـرب الإبادة في قطاع غزة.
تأثيرات التصعيد على الوضع الإقليمي
تشير التقارير إلى أن التصعيد الحالي يمكن أن يكون له تداعيات أكبر على الوضع الإقليمي، حيث يُخشى من أن تؤدي الهجمات المتكررة إلى نشوب صراع أوسع في المنطقة. ووفقًا للمحللين، فإن هذه التطورات قد تدفع بعض الفصائل اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مضادة، مما يزيد من احتمال وقوع مواجهات شاملة.
إضافة إلى ذلك، يُخشى من أن تؤدي الانتهاكات المتكررة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، حيث يعاني العديد من اللبنانيين من الظروف الصعبة نتيجة للنزاعات المتواصلة، وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في لبنان قد تدهور بشكل كبير، حيث يعاني نحو 1.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ما يزيد من قلق المجتمع الدولي بشأن تداعيات النزاع المستمر.
استنكار دولي دون لََجم إسرائيل
على الصعيد الدولي، أعربت منظمات حقوقية ودولية عن قلقها من التصعيد الإسرائيلي ضد دور العبادة، داعيةً إلى إجراء تحقيقات شاملة في هذه الهجمات، وقالت الأمم المتحدة إن استهداف دور العبادة يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي، ويجب أن يتحمل المسؤولون عواقب أفعالهم.
كما دعا عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا وكندا، إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين ودور العبادة في لبنان، مؤكدين أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن "استهداف دور العبادة يمثل تعديًا صارخًا على حرية العبادة وحقوق الإنسان".
في ظل تصاعد العنف في المنطقة، تظل الأعين مشدودة إلى الوضع في لبنان وغزة وما يمكن أن ينتج عن هذا التصعيد الإسرائيلي، وتبقى الأسئلة حول مستقبل المنطقة بلا إجابات، لا أحد يتوقع حنون رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"!
اقرأ أيضاً:
الأردن يدين مصادقة "الكنيست" على قانون منع فتح ممثليات دبلوماسية في القدس الشرقية المحتلة