لماذا خسرت كامالا هاريس؟ وكم أنفقت على الحملة؟
خسرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، السباق الرئاسي لعام 2024 أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب، على الرغم من الإنفاق الكبير الذي بذلته حملتها الانتخابية في محاولة لكسب تأييد الناخبين، وخاصة في الولايات المتأرجحة.
وكشف تقرير نشرته صحيفة *واشنطن إكزامينر* أن حملة هاريس أنفقت مبالغ طائلة على الترويج الإعلامي وجذب الشخصيات الترفيهية لدعم حملتها، في مسعى لكسب أصوات الناخبين، إلا أن هذا الإنفاق لم يحقق النتائج المرجوة.
ووفقًا للتقرير، دفعت حملة هاريس مليون دولار لشركة الإنتاج "هاربو" التابعة لأوبرا وينفري، مقابل استضافة حدث كبير لدعم نائبة الرئيس. وأقيم هذا الحدث في سبتمبر، واستقطب عددًا من الشخصيات المؤثرة والنجوم الذين أبدوا دعمهم لهاريس.
كما ظهرت أوبرا وينفري في التجمع الانتخابي الأخير لحملة هاريس في فيلادلفيا عشية يوم الانتخابات، وقدمت خطابًا حماسيًا دعت فيه الناخبين لدعم هاريس وأشادت بالقيم والنزاهة التي تعكسها حملتها، قائلة: "نحن نصوت للقيم والنزاهة. نحن نصوت للشفاء بدلاً من الكراهية."
دعم حملة كاميلا هاريس؟
لم يكن دعم وينفري الوحيد الذي أنفقت عليه حملة هاريس أموالًا كبيرة؛ فقد كشفت *واشنطن إكزامينر* عن إنفاق الحملة مبالغ كبيرة أخرى على ظهور هاريس في برامج وبودكاست شهيرة.
فعلى سبيل المثال، أنفقت الحملة ستة أرقام لبناء استوديو خاص لظهور هاريس في بودكاست "Call Her Daddy" الذي تستضيفه أليكس كوبر، حيث تم تصوير المقابلة في غرفة فندق بواشنطن العاصمة ونُشرت في أكتوبر، في محاولة لاستقطاب جمهور البودكاست من الشباب.
وعلاوة على ذلك، أنفقت حملة هاريس 1.4 مليار دولار على الإعلانات السياسية، حيث سعت للوصول إلى الناخبين في مختلف الولايات، وخاصة الولايات المتأرجحة التي تعتبر حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات.
كما خصصت الحملة حوالي 20 مليون دولار لإعلانات وفعاليات انتخابية في الولايات المتأرجحة، ولكن الإنفاق على الفعاليات الفنية لم يكن له التأثير المطلوب؛ فقد نظمت الحملة حفلات موسيقية بمشاركة نجوم مثل جون بون جوفي، وكريستينا أغيليرا، وكاتي بيري، وليدي غاغا، لجذب الحشود ودفع الناخبين المترددين للمشاركة، إلا أن ذلك لم يحقق النجاح المنتظر.
لماذا خسرت هاريس؟
وبرر بعض المحللين فشل حملة هاريس رغم الإنفاق الكبير بكون الرسالة الانتخابية لم تكن فعالة بما يكفي للتأثير على الناخبين. وقال براد تود، الاستراتيجي الجمهوري، في تصريح لـ *واشنطن إكزامينر*، "المال لا يمكنه شراء الحب أو مرشح جيد." وأوضح أن الإعلانات مهمة للناخبين المتأرجحين، ولكنها غير كافية إذا لم تكن الرسالة ملائمة وتقدم بشكل مقنع. وأضاف تود أن حملة هاريس فشلت في فصل نفسها عن السياسات غير الشعبية لإدارة بايدن، التي كانت جزءًا منها.
ورغم الانتقادات، فإن حملة هاريس لم تعلق على الانتقادات الواردة في التقارير الإعلامية. وبحسب مراقبين، فإن الإخفاق الانتخابي يعكس تحديات أكبر للمرشحات النساء في المجال السياسي، حيث يعانين من التدقيق الشديد في سياساتهن وأدائهن.