إسرائيل تقتل 20 طفلاً في غزة ولبنان

إسرائيل تقتل 20 طفلاً في غزة ولبنان

صحيفة THE HILL
غزة ولبنان يشهدان تصعيدًا عسكريًا وسط تزايد التوترات الإقليمية وترقب لتغيير في السياسة الأميركية

في تصعيد إسرائيلي جديد، أسفرت غارات جوية إسرائيلية، يوم الأحد، عن مقتل العشرات في كل من قطاع غزة ولبنان، بما فيهم ما لا يقل عن 20 طفلًا، وفقًا لتقارير من مسؤولين في الصحة.

في غزة، استهدفت إحدى الغارات منزلًا يأوي عائلات نازحة في مخيم جباليا، ما أسفر عن استشهاد 17 شخصًا على الأقل، بينهم تسع نساء، وفقًا لما أعلنه مدير مستشفى الأهلي في غزة، فضل نعيم، وفي لبنان، استهدفت غارة قرية شمال بيروت بعيدًا عن منطقة وجود مقاتلي حزب الله، ما أدى إلى استشهاد 23 شخصًا، من بينهم سبعة أطفال، دون أي تحذير مسبق للإخلاء.

تصاعد الحرب وجرائم الاحتلال

جاءت هذه الغارات الإسرائيلية وسط توترات متزايدة في المنطقة في ظل تصاعد الجرائم والإبادة الجماعية في قطاع غزة، بالتزامن مع تجدد الأحداث على الساحة اللبنانية، وزعم الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مواقع يُعتقد أن مقاتلين ينشطون فيها، إلا أنه لم يقدم أي دليل على هذه الادعاءات، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس". ويجري حاليًا مراجعة تفاصيل الغارات من قبل الجهات الإسرائيلية المعنية، فيما وصفت مصادر فلسطينية ولبنانية القصف بالعشوائي وغير المبرر.

في أحد أبرز الاستهدافات، طالت غارة أخرى منزلاً لعائلة الخور، مما أدى إلى مقتله مع زوجته وأطفاله الثلاثة. وأكدت فرق الدفاع المدني التابعة للحكومة في غزة أن هذا الهجوم تسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين، في وقت تواصلت فيه الغارات على القطاع المكتظ بالسكان.

في لبنان، شهدت قرية هادئة شمال العاصمة بيروت غارة مفاجئة أسفرت عن استشهاد 23 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، بحسب ما أفادت به السلطات الصحية، وبحسب شهود عيان، لم يكن هناك أي تحذير مسبق للمدنيين من هذه الغارة، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط اللبنانية والدولية على حد سواء.

التداعيات السياسية والدولية

تأتي هذه الغارات في وقت حساس يشهد ترقبًا عالميًا للتغيرات المحتملة في السياسة الخارجية الأميركية مع قرب عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعلى الصعيد الدولي، يُنظر إلى السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط كعامل حاسم في دعم إسرائيل ضمن هذا الصراع الممتد.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجريا ثلاث محادثات هاتفية منذ إعلان فوزه في الانتخابات الأميركية، ما أثار تكهنات حول إمكانية حدوث تحولات جديدة في النهج الأميركي تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وكذلك العلاقات مع لبنان.

يرى مراقبون أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، إذ أظهرت سياسته السابقة دعمًا قويًا لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وقد اعتُبرت هذه التحركات مواقف شديدة الانحياز لصالح إسرائيل، أدت إلى تعقيد مسار السلام وزيادة حدة التوترات.
تعود أسباب تصاعد الأوضاع إلى تاريخ طويل من الحروب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، التي تضم حركات مسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي. كما تشهد الحدود اللبنانية توترات مستمرة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من حزب الله، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

يعتبر التدهور الأخير في الأوضاع جزءًا من سلسلة من الاشتباكات المتجددة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرتها على ما تدعي حدودها، في حين تؤكد الفصائل الفلسطينية على حقها في المقاومة، ومع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، يبرز التساؤل حول إمكانية التوصل إلى حل دائم للصراع أو الدخول في حلقة جديدة من العنف الذي لا ينتهي.

مع استمرار التصعيد العسكري في غزة ولبنان، تعلو أصوات المنظمات الدولية والأمم المتحدة مطالبةً بالتحقيق في الحوادث الأخيرة وحماية المدنيين العالقين في مناطق الحروب، ومع اقتراب تسلم ترامب الرئاسة، يترقب المجتمع الدولي بقلق الخطوات المقبلة في ظل احتمالية عودة السياسات الأميركية التي قد تزيد من تعقيد الموقف في الشرق الأوسط.

وتبقى قضية استهداف المدنيين موضع قلق بالغ وموضوعًا حساسًا يؤثر على سمعة الأطراف المتورطة ويعزز مطالب المجتمع الدولي بإنهاء التصعيد وتبني الحلول السلمية المستدامة.


Share: