95 عامًا على ميلاد الشهيد ياسر عرفات
يصادف اليوم 4 أغسطس، ذكرى ميلاد القائد الفلسطيني ياسر عرفات، المعروف بلقب "أبو عمار"، الذي شغل منصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وحاز على جائزة نوبل للسلام.
ياسر عرفات
اسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وُلد عرفات في القاهرة عام 1929، لأسرة فلسطينية، وقضى طفولته وصباه هناك، قبل أن ينتقل إلى القدس مع شقيقه ليعيشا مع أقارب والدته في حارة المغاربة، حيث مكث هناك مع خاله سالم أبو السعود لأربع سنوات.
سعى عرفات للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وشارك في النضال مع الفدائيين الفلسطينيين، لكنه لم ينضم رسميًا إلى أي منظمة.
انخرط في الجيش المصري خلال حرب غزة، وعاد إلى القاهرة في أوائل 1949 بسبب نقص الدعم اللوجستي.
عبد الناصر يستقبل عرفات، فيتو
رفض عرفات خطة تقسيم فلسطين التي أقرتها الأمم المتحدة، مبرزًا موقفه من خلال مقارنة القرار بقصة المرأة التي رفضت تقسيم طفلها، مشددًا على أنه يعارض الصهيونية وليس اليهود.
وفي الخمسينات، ساهم عرفات في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وأصبح ناطقًا رسميًا باسمها عام 1968، ثم انتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.
وفي عام 1974، ألقى عرفات كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قال جملته الشهيرة: "جئتكم حاملًا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وقاد "أبو عمار" معركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 1982، ونجح في الصمود خلال الحصار الإسرائيلي على بيروت، الذي استمر 88 يومًا، وانتهى باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة.
وعاد عرفات إلى فلسطين في 13 سبتمبر 1993، على رأس كادر منظمة التحرير، بموجب اتفاق أوسلو المبرم في البيت الأبيض.
بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 بسبب التعنت الإسرائيلي وحرص عرفات على عدم التفريط في الحقوق الفلسطينية و المساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى، وحاصرت قوات الاحتلال عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، وأجرت عمليات عسكرية في المدن الفلسطينية أطلقت عليها اسم "السوري الواقي"، مما أدى إلى حصار مشدد عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
وأطلق جنود الاحتلال القذائف والرصاص التي طالت جميع أركان المبنى حتى وصل الرصاص إلى غرفته شخصيا، واستشهد أحد حراسه وأصيب آخرون بجروح، ولم ينسحبوا إلا بعد تفجير آخر مبنى فيها.
وعاود الاحتلال مهاجمة مقر عرفات من جديد، وقاموا باحتلال مبنى المقاطعة طيلة ستة أيام وشنوا عليه عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة، ودعت حكومة الاحتلال إلى التخلص من عرفات، بقتله أو إبعاده أو سجنه وعزله.
وفي عام 2004 تدهورت الحالة الصحية لياسر عرفات وأعياه المرض، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من نوفمبر 2004.