اعتقدها البعض "خدعة بصرية".. "جوهرة" تتألق في سماء الكويت بمشهد مثير للإعجاب

اعتقدها البعض "خدعة بصرية".. "جوهرة" تتألق في سماء الكويت بمشهد مثير للإعجاب

 "لوحة منسوجة من ضوء النجوم وغُبار الزمن.. نرى فيها عظمة الكون في أبعد أركان الوجود"، هذا ما قاله المصور الكويتي المُختّص بالتصوير الفلكي، علي العبيدلي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

لطالما كانت علوم الفضاء بمثابة شغف للعبيدلي، ما دفعه لتصويب عدسة كاميرته نحو سماء صحراء السالمي في دولة الكويت، والتقاط أحد أبرز الظواهر الفلكية المثيرة للإعجاب.

وتُعتبر صحراء السالمي "المكان الأمثل" لمشاهدة الأجرام السماوية، بحسب قول العبيدلي، بسبب قلّة التلوث الضوئي مقارنة بسماء المدن أو الضواحي السكنية.

وعند تواجده هناك، كان المصور الكويتي محظوظًا برصد "مجرة الدوامة"، التي تُعتبر إحدى أكثر المجرات الحلزونية شهرة في عالم الفضاء. 

تقع المجرة على بعد حوالي 31 مليون سنة ضوئية من الأرض في كوكبة السلوقيان (Canes Venatici). وتتكوّن من هيكل حلزوني مميز، وتُعتبر مكانًا نشطًا لتشكّل النجوم.

وأوضح العبيدلي أن "ما يميز مجرة الدوامة هو أنها تتفاعل مع مجرة قزمة مصاحبة تُعرف برقم 5195 في فهرس العام الجديد (NGC 5195)، حيث تؤدي هذه التفاعلات إلى تشوّه الأذرع الحلزونية لمجرة الدوامة وتكثيف تكوّن النجوم".

وجاءت تسمية المجرة من شكلها الحلزوني المميز الذي يشبه دوامة المياه. وعندما رصدها الفلكيون لأول مرة، كانت أذرعها الحلزونية واضحة وهي تلتف حول نواتها اللامعة.

وتطلّب تصوير هذه المشاهد الفلكية تحضيرًا جيّدًا من قبل المصور الكويتي.


بداية، حرص العبيدلي على تخطيط جلساته عند مغيب ضوء القمر المنعكس، والذي يكون عادة في مرحلة "المحاق"، حتى لا يتداخل الضور المنبعث منه مع الضوء الذي يُحاول العبيدلي جمعه من الهدف.

واستغرقت جلسة التصوير كاملة حوالي 5 ساعات و45 دقيقة، حيث رصد التلسكوب 69 لقطة بتعريض طوله 5 دقائق لكلّ لقطة.

وفي شهر مارس/ آذار، كانت درجات الحرارة لا تزال مقبولة ليلًا، ما جعل قضاء ليلة في الصحراء أسهل من فترة الصيف.

ولكن هذا لم يمنع المصور الكويتي من مواجهة بعض التحديات أثناء التصوير.  


ففي المناطق الصحراوية، تنخفض الحرارة بعد غروب الشمس بشكل تدريجي وسريع. وبالتالي، تتغيّر دقة الصورة نتيجة تغيّر درجة الحرارة، ما يتطلّب إعادة ضبطها كلّ 60 دقيقة على الأقل.


ولكن، اعتقد بعض الأشخاص أن هذه المشاهد ليست سوى "خدعة بصرية"، ولا يوجد شيء مثل المجرات أو السُدُم.

وأوضح المصور الكويتي أن صوره حازت على اهتمام منصات عالمية عديدة، مثل "Astrobin"، وأيضًا تمت مشاركتها من قبل صفحات تُديرها وكالة "ناسا". 

"جوهرة" في تاج الكون

ومن بين أجمل الحقائق عن "مجرة الدوامة" أنها من أوائل المجرات التي رصد فيها الفلكيون ثقباً أسود هائل الكتلة في مركزها بشكل مباشر. ويؤدي هذا الثقب الأسود، وهو مُحاط بقرص من الغاز والغبار، إلى انبعاث إشعاعات شديدة مع دورانها نحو الداخل. 


وبالتالي، يُعدّ هيكل المجرة الحلزوني ونواته النشطة بمثابة موضوع مثالي لدراسة كيفية تأثير الثقوب السوداء الهائلة على ديناميكيات المجرات عامة.

وأوضح العبيدلي أنه في أعماق السماء البعيدة، تتألق "مجرة الدوامة" كـ"الجوهرة" في تاج الكون.