فزعة على تويتر| الكاتب الكويتي مشعل النامي يتطاول على نساء غزة 

فزعة على تويتر| الكاتب الكويتي مشعل النامي يتطاول على نساء غزة 

 غزة -عبد الرحمن جمال أبو عساكر

"تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"

ضج العالم الرقمي بمثل قديم فصيح؛ تسلل للغة الدارجة من الأجداد للآباء للأحفاد، المئات  من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي؛ أطلقوا حملة مضادة "فزعة" لصد مزاعم تمس نساء غزة وزوجات الشهداء، اتهامات وزرع فتن وتشكيك و "قذف" محصنات، كل هذا كان ليلة أمس، تغريدة واحدة للكاتب الكويتي مشعل النامي؛ جعلت مساحة المنصة تشتعل دفاعاً عن المرأة الفلسطينية، كما تشتعل غزة منذ عام وأكثر.

مع منتصف ليلة أمس، اندلعت مواجهة رقمية؛ هذه المرة هاجم فيها كاتب إعلامي كويتي "مشعل النامي" نساء غزة وزوجات الشهداء! تغريدة واحدة أثارت مشاعر جمهور x الذي رفض قطعاً هذا الطعن والقذف، ماذا يحدث؟ ولماذا اليوم؟
 

مشعل النامي يهاجم زوجات الشهداء 

لم يَحجب صوت القصف في غزة، ولا خوف الأطفال وبكاء الأمهات؛ والزوجات، حالة الخذلان والطعن بأهل غزة، التي تتعرض في نفس التوقيت لأعنف غارات جوية وقصف مدفعي، طعنة في الخاصرة لرموز البقاء "المرأة الفلسطينية"، دون تأدب أمام دماء وأشلاء الشهداء،مراسل خبر 24 رصد تفاصيل قصة ترند ذا حساسية عالية، أشعل ناراً في أفئدة كل فلسطيني، حسب تعبيرهم.

 

من هو مشعل النامي؟

مشعل النَامي، كاتب وباحث سياسي كويتي الجنسية، من الشخصيات المؤثرة في الوسط الاجتماعي، عمل لدى صحيفة البلاد السعودية وجريدة السياسة الكويتية، وصحيفة العرب البريطانية والتي توزع في البلدان العربية.

 

جرعة تحريض "أوفر دوز"، لماذا الآن؟ 

مراسل خبر24 أثناء رصد تفاصيل الترند، شعرت بشهامة ومروءة العرب عند البعض، الحمية على زوجات الشهداء ونساء غزة، وفي المقابل شعرت بحملات تراشق واتهامات وطعن وقذف، والضحية هي "المرأة الفلسطينية" رمز البقاء والهوية والاستمرارية.

أثار وصف النامي مشاعر الغضب عند الفلسطينيين، ضجت منصة التواصل (x) بتغريدات تطالب محاسبة الكاتب الكويتي "مشعل النامي" بعد تصريحاته المهينة تجاه نساء غزة، جاء ذلك خلال فيديو انتشر ليلة الأمس،:"اتهم فيه زوجات الشهداء ونساء غزة بالدعارة؟ وممارسة الفاحشة من أجل المال"، حتى أن قلمي لم يستطع كتابة الخبر.

 

 ما هي قصة قذف نساء غزة؟

بدأت القصة عندما نشر الكاتب الكويتي مشعل النامي سلسلة من التصريحات عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، متحدثا عن بعض جوانب الحياة في غزة بلهجة أثارت استياء واسعاً. 

وفقاً للمتابعين، استخدم النامي ألفاظاً اعتبروها مسيئة وغير لائقة، من طعن وقذف لنساء غزة "زوجات الشهداء"، تقول اسراء حمادة لمراسل خبر24، وهي التي فقدت زوجها خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

 

معاناة أم فلسطينية وزوجة شهيد 

في مقابلة سريعة مع عائلة من غزة حيث تعيش  مرام خالد 29 عام، تقوم بالدور البطولي المُلقى على عاتق زوجة شهيد منذ ستة أشهر، تسرد معاناتها اليومية، تبدأ رحلة صراع البقاء في مخيمات النزوح من خيمة لخيمة.

تقول مرام، وهي أم لثلاثة أطفال، أكابد الفقر والفقد والبقاء وتربية الأبناء وغرس الأخلاق وتوفير المال والأعمال المنزلية والمشاكل الاجتماعية والمرض عدم توفر الخدمات ومستقبل مظلم.

أجابت السيدة مرام عن رأيها في تغريدة "النامي":" لا أحد يملك حق الحديث وإبداء الآراء والفتاوى عن أهل غزة، طهروا أنفسكم من الخذلان لغزة والقدس واستعدوا للقاء، لا سامحهم الله"، تتحدث مرام وهي تفقد الجميع، لم يبقى سند؛  تنظر لداخل الخيمة وهي حزينة على أطفالها، قائلة: "ماذا لو طعن أحدهم بعائلاتهم؟

 

 حتى مناسبات المرأة ترد على الكاتب الكويتي

"اصطدمت تغريدة النامي بمناسبة " اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية 

ماذا لو وصلت هذه الرسالة لمؤسسة حقوق المرأة في أمريكا Women's Rights؟

"أثر المرآة"

"ليس كما كل عام، لا قاعة للاحتفال والتكريم، لا هدايا ولا لمة عائلة وأصحاب، لا وردةً من زوج استشهد قبل 6 أشهر، ولا قبلةً من طفلك: يقول لكٍ " أنت أجمل امرأة وماما بالعالم"، أصيب وأصبح طريح الفراش،اليوم كما كل مناسبة؛ يسقط مفتاح النجاة مجدداً بعد أن أصبحت في خيمة أقمشتها مهترئة أشبه بكابوس لم أستيقظ منه بعد، ما زلت أبحث عن مرآة أشاهد فيها ماذا حل بوجه إمرأة فلسطينية بعد عامٍ وشهر، نازحة من بيتٍ ومدرسة وحارة، لا يهم ماذا تغير؛ أنا أريد العودة لموطني، سأتنازل عن أثر المرآة، وأرسلها للكاتب الكويتي مشعل النامي.

 
"المرآة"، أبسط الأدوات التي حُرمت منها منذ عام الحرب، أثر المرآة الحالة النفسية ويزيد الثقة بالنفس، أي أن المرأة تقف أمام المرآة يومياً 35 مرة حسب وكالة رويترز، فقط مرآة!!.
المثال توضيحي لا أريد مرآة؛ الأزمات كبيرة وهي أهم بكثير من الثقة بالنفس، هذا هو العام الثاني الذي يمر علينا العيد الوطني للمرأة الفلسطينية ونزيف الدم ما زال نازفاً.
ما نعاني منه، نقص الأدوات الصحية والاقتصادية والنفسية وأدوات النظافة ونقص كافة الاحتياجات اللازمة للمرأة، انعدام الخصوصية والأمن ونقص الطعام والشراب.
بالرغم من ذلك ننهض من أجل استكمال دورنا الإنساني والوطني والنضال من أجل حقوق النساء، من أجل التصدي لمحاولات شيطنة زوجات الشهداء ومواجهة الإجرام الإسرائيلي.".

من داخل خيمة نزوح بمدينة خانيونس

كل عام وفلسطين بخير وغزة آمنة بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية.

                                                                  

تغريدات إسرائيلية لمشعل النامي 

تصريحات النامي كانت صادمةً أمام تضحيات غزة النازفة، "لا تقايض الكرامة والشرف بالعلف والإهانة"، هكذا بدأ "محمد الهمص" الحوار بصورة حادة غاضبة، بعد صدمة تغريدة "النامي".

يقول محمد، لقد تجاوز حدود النقد وأصبح صاحب رواية إسرائيلية، تعدي على كرامات نساء غزة الصابرات، هُن في خيمة لا تحمي من الشمس ولا البرد.

يضيف محمد، "كيف لك أن تكون داخل غرفة فندق مكيفة بيدك سيجارة ثمينة لم أحظى برؤيتها منذ أشهر، أبناؤك يلهون حولك بعد أن أهديتهم الألعاب والحب، وضحكات زوجتك تملأ المكان".
يقول" في المقابل أنت الآن تطعن، سلالة عائشة عليها السلام، وتوجه سمومك صوب إمرأة فقدت زوجها وأطفالها وبيتها وعائلتها وصديقاتها ولم يبقى سوى خيمة و" بقجة" صارت خزانة ملابسنا".

يتساءل محمد، هل تريد أن تحقق أرباحاً أو أرقام متابعين، ولو على حساب الدم الفلسطيني، أو أنك جُندت لصالح إسرائيل؛ لتقوم بدورك الآن؟ نساء غزة خط أحمر، حسب قوله.

جاءت تغريدة الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، يوبخه على حديثه وكيف يفعل ذلك، "لقد تغلبت على معلمك" هكذا كانت التعليقات.

 

 

 

ماذا قالت زوجة الشهيد؟

"وكأن كل لحظة تمر علينا هي كلحظات ميلادٍ مريم العذراء، مخاض وألم دون أنين دون سندٍ أتكئ عليه"، إسراء نخال 32 عام استشهد زوجها وعائلتها، ومعها طفلين صغيرين، سأكون الأب والأم لهما؟ّ!

فيما يخص تغريدات وفيديو مشعل، كادت أن تسقط أرضاً من هول الصدمة والخذلان.

الكاتب مشعل يتهم زوجات الشهداء ويقذف "المحصنات"، كادت أن تسقط أرضاً من هول الصدمة والخذلان، وكان لها رجاء،: "أنا حزينة لأجلكم، نحن لم نعد نهاب الموت، الصواريخ تدوي كل لحظة، وأنتم طعنتم خاصرتنا، لي رجاء… أوقفوا هذا الخطر الذي يحمل انقسامات زيب".

 

إلا أن النامي لم ينم الليلة الماضية، يهاجم ويطعن ويلعن، ليصبح ترند تويتر وآلاف التعليقات والتغريدات حول قذف نساء غزة، لم يكف الجمهور عن السخط عليه والشتم لحديثه عن نسوةٍ ما زلن تحت قصف الاحتلال وعناء معيشة وفقد.

 

تحت وسم #أوقفوا_مشعل_النامي، تحولت هذه القضية إلى حملة واسعة تندد بالتصريحات وتدعو لمقاطعة الكاتب ومطالبة الجهات الرسمية باتخاذ موقف تجاهه.


 

 


فزعة رقمية عربية 

هذا التفاعل الكبير عكس حجم الترابط الإنساني والعاطفي والثقافي والديني الذي يجمع الشعوب على حب قضية فلسطين رمز الكرامة العربية، أشبه بالفزعة وهي كلمة بمعنى النجدة والإنقاذ يا رفاق وأخوة هذا ما تحتاجه غزة اليوم فزعة حقيقية لوقف نزيف الدم والدمار.

لذلك، كانت تصريحات "النامي" صادمة ومفاجئة للكثيرين.

لامس جانباً مؤسفاً يكشف زيف الكثير من الصفات التي اشتهر بها العرب، "الحمية" انتظرت لساعات واعتقدت أن صباحاً لن يأتي على من هاجم زوجات الشهداء، لكن! لا حياة لمن تنادي، " وكأنك تنفخ في قربة ماء فارغة"، يقول محمد أبو صلاح وهي بريئة من تهم مصدرها معروف، هذا جزء من تعليقات بين المتابعين.

 

ما حقيقة تغريدات مشعل النامي؟

على استحياء طرحت التساؤل، ما هو ردك على ما قاله النامي، قالت:" كشفت لنا الحرب من هو العدو الحقيقي لنا، لا أستغرب هذا التعدي على جراح أهالي الشهداء، لذلك لن أتحدث كثيراً؛ لكن هل يعلم النامي أن الصواريخ تسقط على مخيم جباليا لتقتل العشرات، وعندما تخرج المرأة من تحت الأنقاض تحاول ستر نفسها رغم إصابتها وحالة اللاوعي التي تمر بها"، مريم هوجا طالبة إعلام من مخيم جباليا المحاصر.

 

 

تفاعل رواد منصة x  بسرعة مع هذه التصريحات، معربين عن غضبهم الحاد، مؤكدين بالمجمل أن هذه الرواية مثل حادثة الإفك حيث برأ الله عائشة عليها السلام، وبراءة نساء غزة دماء أزواجهم وأبنائهم.

آلاف التعليقات دافعت وغضبت، ونسي المتخاذل المتخابر أن غزة توزع كرامة وعزة وشرفاً على العالم أجمع، ولا تموت؟! لأن فيها رحم ولاداً طيباً يقول محمد منصور خلال تعليق على النامي.

 

 

هاشتاج طرد مشعل

أطلق المستخدمون وسم #أوقفوا مشعل النامي، الذي سرعان ما أصبح الأكثر تداولاً في عدة بلدان عربية محققاً انتشاراً كبيراً بين الجمهور، في محتوى يعبر عن رفضهم التام للتصريحات وضرورة الوقوف إلى جانب غزة.

وأشار العديد من المغردين إلى أن الإساءة لنساء غزة تعني في واقع الأمر إساءة إلى كرامة الأمة العربية بأكملها، حيث تعتبر المرأة الفلسطينية جزءًا من معركة التحرير، ولا يحق لأحد التقليل من مكانتها بأي شكل من الأشكال.

لم تتوقف ردود الفعل عند النشطاء والمستخدمين فقط، بل شهد الوسم تغريدات من عدد من المثقفين والشخصيات العامة، حيث أبدوا استنكارهم لهذه التصريحات، مشيرين إلى أن هناك خطاً فاصلاً بين حرية التعبير والإساءة لكرامة الأفراد. 

 

 


ورأى بعض المحللين أن هذه الأزمة تفتح الباب أمام إعادة النظر في أخلاقيات الكتابة والنقد، داعين الكتاب والمؤثرين على وسائل التواصل إلى التزام المزيد من المسؤولية في تصريحاتهم، خاصة عندما تتعلق بقضايا حساسة تؤثر على النسيج الاجتماعي للشعوب العربية. 

 

 

 

وفي الجانب الآخر، أشار البعض إلى أن تصريحات النامي ربما تعكس انطباعاً شخصياً لا يعبر عن رأي الشعب الكويتي أو مواقفه الرسمية من القضية الفلسطينية.

ومع ذلك، شددوا على أهمية أن يكون هناك تنديد رسمي من الأوساط الثقافية والإعلامية الكويتية تجاه هذه التصريحات، في إشارة إلى رفضها والتأكيد على دعمهم للقضية الفلسطينية.

 

 

في غضون ذلك، تداول عدد من المغردين قصص بطولات لنساء غزة، ودورهن البطولي في دعم الأهالي والنازحين، طبيبة لم تترك مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة رغم الخطر والقصف الشديد، ومُدرسة أعادت تعليم أبناء المخيم في خيمة جمعت فيها خمسة وثلاثون طفلاً، وأم خرجت تبحث عن طعام لطفلها بين الأنقاض وتحت القصف الجوي.

كثيرة هي بطولة الفلسطينيات ممن كان لهن أثر خلال الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، مثل الطبيبة هند العسولي خاطرت بنفسها وركضت في الشارع وحولها زخات رصاص، لتنقذ مصاباً في أحد الطرقات، من هؤلاء يفعل ذلك؟!

 


حسابات وهمية لمهاجمة الفلسطينيين

على الجانب الآخر دعمت بعض الحسابات تغريدات النامي، مدافعة عنه ضمن محاولات تثبيت هذه الرواية، منها حساب باسم المستشار صالح المسودي مستشار علاقات عامة من السعودية، إذ عَبر عن تضامنه مع الإعلامي النامي.

 

 


بعد البحث والاطلاع على تفاصيل الحسابات التي هاجمت ودعمت "النامي" تبين أن كثيراً منها حسابات وهمية، الغرض منها مهاجمة وزرع الفتنة بين الجماعات والأحزاب والدول والقذف والشتم، وهو المحتوى الرائج على حساباتهم، نصوص مكررة هدفها شتم الفلسطيني وقذف المرأة وتكذيب السردية الفلسطينية، والفتنة بين فلسطين والدول المجاورة! 
 

تحاول ستر نفسها تحت الأنقاض

إبراهيم شقورة مختص برمجي من غزة، يتابع ما يدور على منصة x، وصف المشهد كما التالي:" صراعات وفتن تدور منذ ساعات الليل يقودها فريق متخصص بالدعاية وإثارة الفتن والنعرات الطائفية، يمتلك مئات الحسابات الوهمية التي تبدو وكأنها حقيقية، ولكن لماذا وجهت الآن لفلسطين؟! عن أي دعارة وخداع يتحدث، وهل يبيع الشرف من لا يملكه؟! 

مضيفاً، تخرج الحرة من تحت أنقاض بيتها المدمر، حركة يدها الأولى نحو حجابها وما ترتدي من ملبس لستر نفسها، إذن ماذا يحدث "النامي"؛

 

زيادة الوعي المجتمعي الرقمي

تأتي هذه الأزمة في ظل تزايد الوعي الشعبي في الدول العربية بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتعبير عن الرأي ومحاسبة الشخصيات العامة، حيث تتيح للجمهور التفاعل بشكل مباشر مع الأحداث وممارسة الضغط الشعبي للمطالبة باتخاذ إجراءات واضحة.

وهذا ما حدث، "الفزعة" آلاف التغريدات خلال ساعتين في حملة مضادة الكثير منهم من خارج فلسطين، رفعوا شعاراً عنوانه "المرأة الفلسطينية تاج وقار لا يرتديه إلا الرجال".

 

اطردوا مشعل، أوقفوا مشعل، ابعدوا مشعل

"أوقفوا مشعل من هذه المهزلة" وكأن من يحركها جاء من داخل الوحدة 8200 الإسرائيلية، والتي تختص بنشر الشائعات وممارسة الحرب النفسية والدعاية ومحاربة السردية والرواية الفلسطينية"، هذا ما قاله المختص بالعالم الرقمي عبد الله عاشور لمراسل خبر 24. 

الأخصائية النفسية ميرفت حماد أكدت أن الرد على الإشاعات والقذف، كان رسالة طمأنة لكل سيدة فلسطينية: " أعلم أنك تعبتِ وتشتاقين لبيتك الجميل وعائلتك، وانا كذلك، لكن هذا قدرنا وهذه هي مظلومية الفلسطيني منذ الأجداد، والله يعلم أن صبرك وإيمانك هو رمز هويتك، هذا الصمود والقوة كونك فلسطينية، ولا تلتفتي لهذا الذباب الالكتروني، كوني أنت في أي مكان ولو خيمة، اصنعي ساعات السعادة مع من حولك فقط، أنت الرحم الولاد للأجيال القادمة.

 

شكوى قانونية ضد مشعل النامي 

خلال رصد مراسلنا ذروة غضب المغردين عبر وسم #أوقفوا-مشعل-النامي، كان التساؤل حول ما إذا كانت هناك إجراءات رسمية ستتخذ بحق الكاتب مشعل النامي أم لا، خاصةً وأن القضية تبرز أهمية احترام حرية الرأي، يقول احمد الميموني عضو جمعية حقوق الإنسان أنه سيتقدم بشكوى للنائب العام ضد النامي لإساءته لنساء غزة.

 

 

لماذا التعدي على نساء غزة اليوم؟

لم تفتأ إسرائيل عن محاربة الفلسطينيين جسدياً؛ إذ بات القتل أمراً عادياً خلال الصراع الممتد منذ أكثر من 76 عاماً، "هذه المرة ووفق خطط أجهزتهم الأمنية والموساد، بدأ تحريك توصيفات لم نسمع عنها من قبل لكنها صنعت الترند"، الصحفي أحمد صادق نوه إلى ظهور شخصية النامي المفاجئة، في هذا الفيديو الخبيث، وهو جزء من دعاية موجهة للفلسطينيين ومحاولات لإضعاف روايتهم، وبث السموم والأكاذيب وتدليس الحقائق، متسائلاً!

وأضاف صادق، ألا يعلم "النامي" قدسية الشهيد، هنا كل بيت فيه شاهد وشهيد، هذه هي حياة الفلسطيني، إرث الأجداد للأبناء والأحفاد؛ الممتد كجذور شجرة الزيتون المعمرة، ألا يعلم أن نموذج الأصالة والرجولة والشهامة، مفقود عند عديمي النخوة والشرف والكرامة، أما الحمية والمروءة فلا تسمح لأحد أن يطعن في زوجات الشهداء،

تلاعبت إسرائيل عبر برامج تطبيعية وترفيهية وسياحية وثقافية ودينية، في عقول العرب وصولاُ لحالة التطبيع، عام ونيف تركوا أخاهم يسقط، أحكموا الإغلاق؟ّ! الأسوء ما نشاهد من ظهور رجال دين وسياسة وعلاقات ينصبون أنفسهم ناطقين باسم إسرائيل! العرب ليسوا هكذا.

في غضون ذلك، قال صادق" حالة الوعي التي غابت في الوطن العربي، والتقسيم والحدود؛ جعل منا كوتات يسهُل التخلص منها"، مازال حلم بن غوريون مؤسس دولة عندما قال" الكبار يموتون والصغار ينسون"، واحداً من أهم أسس العمل الاستراتيجي الإسرائيلي.

 

البطولة في نساء غزة

مريم صالح، ناشطة إعلامية قالت، "من تحمل نار الحرب لن تفنيه كلماتك المبعثرة "النامي"، أحد التعليقات على التغريدات الموجهة لنساء غزة،إلا أن حساب مريم قد أغلق بسبب حملة بلاغات ضده، من قبل الحسابات المزيفة التي تقوم بالتلاعب بخوارزميات التواصل الإجتماعي.

تداول عدد من المغردين قصص بطولات لنساء غزة، ودورهم البطولي في دعم الأهالي والنازحين، الطبيبة هالة المقيد لم تترك مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة رغم الخطر والقصف الشديد.

بطولة طبيبات غزة

بالإضافة إلى ذلك، بيسان السردي عملت وزوجها على إنشاء خيمة لتعليم أبناء مخيم النصيرات، جمعت فيها العشرات لتستمر مسيرة الحياة، هذه تمام مقاومة الانكسار بروح العطاء، وأم خرجت تبحث عن طعام لطفلها بين الأنقاض وتحت القصف الجوي، وفتيات بعمر الزهور يحفظن القرآن الكريم فترة الحرب.

 

خيمة بيسان

 

خيمة بيسان، تعليم أطفال الحرب

كثيرة هي بطولة الفلسطينيات ممن كان لهن الأثر خلال الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عام النكبة حتى الحرب الإسرائيلية 2023-2024 والتي وصلت حصيلة الشهداء فيها الى 42,924  شهيد و 100,833  اصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حسب وزارة الصحة بغزة.

 

حقيقة مشعل النامي

"ذلك هو جزء من مبررات وضعها متخاذل من أجل إقناع نفسه ومن حوله بروايته، الإيحاء بما يريد؛ يتلاعب بعقلك ببطئ وصولاً للهدف؛ هذه شخصية نخب الصدفة الذين ظهروا فجأة خلال الأشهر الماضية، وهي الأقرب للتصديق وللعقل، أي العاجز يريد كل من حوله عاجز" محمد زايد أكاديمي في مجال الإعلام

يختم محمد الهمص ببيت القصيد بصلابة دحضت رواية  النامي؛ مهما فعلت ستبقى المرأة الفلسطينية مناضلة مربية أجيال، ومورثة القضية للأجيال، هي أم شهيد وأخت شهيد وزوجة شهيد وابنة شهيد، تاج وقار وشرف لا يمكن أن يلوث، عبثاً.

مضيفاً، من نسي شموخ وصلابة المرأة الفلسطينية، فليشاهد صورة أم الشهيد إبراهيم النابلسي عندما وقفت بين رفاق نجلها الشهيد تحمل النعش بين ألفٍ من الرجال وتردد " ارفعي رأسك يا أم الشهيد ابنك بطل ابنك شهيد، قوموا يا رفاقه احملوا الراية من بعده، قوموا يا رفاقه".