المطران عطا الله حنا: مَن يتحدثون عن العدالة والسلام في عالمنا عليهم ان يلتفتوا اولا الى شعبنا الفلسطيني ومعاناته

القدس – شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم اقامتها منظمة العدالة والسلام ونبذ العنصرية في جنوب افريقيا، وذلك بمشاركة عدد من رجال الدين والحقوقيين والاعلاميين مناصري القضية الفلسطينية .
وقد كان المطران عطا الله حنا المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة الافتراضية، حيث خاطب المشاركين من القدس ناقلاً اليهم تحية المدينة المقدسة، التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث والتي نعتبرها كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين بأنها عاصمتنا الروحية والوطنية .
وقال ان "القدس مدينة السلام ولكن سلام القدس مغيب لأن العدالة قد سلبت منها، والفلسطينيون يُظلمون ويُستهدفون فيها، وفي اكثر من موقع ومكان في هذه البقعة المقدسة من العالم" .
وتساءل "كيف يمكن لنا ان نتحدث عن السلام بمعزل عن العدالة، وعندما تغيب العدالة يغيب السلام، والعدالة مغيبة في بلادنا حيث ان الفلسطينيين يعانون من الاحتلال والقمع والظلم والاضطهاد في كافة تفاصيل حياتهم" .
وقال "نحن نقف معكم في مساعيكم الطيبة الانسانية والاخلاقية والتي تهدف الى مواجهة آفة العنصرية والكراهية والتمييز العنصري بكافة اشكاله والوانه، وانتم في جنوب افريقيا عشتم حقبة سوداوية كنتم تعانون فيها من سياسة التمييز العنصري والعرقي وهي السياسة التي أُصطلح على تسميتها "الابرتهايد" .
واستطرد قائلا "ما نود ان نقوله لكم ومن خلالكم للعالم بأسره، بأننا نرفض رفضا قاطعا اي تمييز عنصري ايا كان شكله وايا كان لونه، فلا يجوز ان يُضطهد اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او العرقي او خلفيته الثقافية او لون بشرته، فنحن نعتقد بأن البشر جميعا انما خلقهم الله لكي يحبوا بعضهم بعضا، ولكي يعملوا معا وسويا خدمة للانسانية وتكريسا للقيم الروحية والاخلاقية النبيلة" .
واضاف "تؤسفنا مظاهر العنصرية الموجودة في أكثر من مكان في عالمنا فهنالك اشخاص يقتلون ويُضطهدون ويُستهدفون بسبب خلفيتهم الدينية او الاثنية او لون بشرتهم وهذا يعتبر بالنسبة الينا امرا محرما، فالله خلقنا لكي نكون دعاة ألفة ومحبة وسلام وليس من أجل القتل والعنف والاضطهاد واستهداف الانسان ."
"أما في ارضنا المقدسة، فالفلسطينيون يستهدفون لأنهم يريدون ان يعيشوا أحراراً في وطنهم، بعيدا عن الاحتلال وأسوار الفصل العنصري ."
الفلسطينيون يُضطهدون لانهم فلسطينيون ويُراد لهم ان يكونوا مهمشين كما وتسعى القوى السياسية الظالمة في عالمنا لتصفية قضيتهم والنيل من حقوقهم وثوابتهم ."
ودعا المطران عطا الله من يتحدثوا عن السلام والعدالة ان يلفتوا الى فلسطين حيث هنالك شعب ابي مناضل صاما متشبث بحقوقه وانتماءه لهذه الارض المقدسة .
مضيفا ان "من يتحدثون عن العدالة والسلام في عالمنا يجب ان يلتفتوا الى معاناة شعبنا وخاصة في مدينة القدس وما تتعرض له مقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا وبنوع خاص في سلوان وفي حي الشيخ جراح حيث هنالك معاناة وآلام واحزان لا يمكن وصفها بالكلمات" .
ودعاهم الى المطالبة بتحقيق العدالة في فلسطين، فالفلسطينيون يستحقون ان يعيشوا احرارا في وطنهم وهم شعب يتحلى بالرقي والثقافة والوعي واذا ما كانت هنالك مظاهر سلبية هنا وهناك فهذه لا تمثل شعبنا واصالته ووطنيته وثقافته ورقيه .
عندما تدافعون عن فلسطين انتم تدافعون عن أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
ووضع المطران عطا الله المشاركين في صورة ما يحدث في مدينة القدس وخاصة في سلوان والشيخ جراح كما وفي غيرها من الأماكن كما وأجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .