تحليل خبراء لخطاب ضابط موساد بشأن مصر: رسائل وتفسيرات
ردت مجموعة من الخبراء المصريين على تحذير ضابط الموساد الإسرائيلي، يائير رافيد (رافيتز)، والذي شغل سابقًا منصب رئيس فرع عمليات الموساد في بيروت، بشأن ما وصفه برغبة الشعب المصري في محو إسرائيل.
وقالت الدكتورة رانيا فوزي، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية والمتخصصة في تحليل الخطاب الصهيوني، إن المقال الذي كتبه ضابط الموساد السابق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يكشف عن "استهتاره بقدرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومؤسستها العسكرية، خاصة بعد فشلها في حرب السابع من أكتوبر".
وأضافت فوزي أن تخصصها في تحليل الخطاب الإسرائيلي مكنها من فهم مضمون المقال من عنوانه، مشيرة إلى أن ضابط الموساد يرى أن السلام بين مصر وإسرائيل ليس قويًا، ولكنها تعلّق قائلة: "السلام بين البلدين قوي بالفعل، رغم التوترات، لأنه مبني على مبدأ الأرض مقابل السلام، وهو مبدأ يعزز ويؤمن السلام".
وتناولت فوزي أيضًا انتقاد ضابط الموساد للمظاهرات المصرية الداعمة لغزة، مشيرة إلى أن مصر، كزعيمة للأمة العربية، تضع القضية الفلسطينية في صدارة سياستها الخارجية. وأوضحت أن العدوان الإسرائيلي على غزة وارتكاب المجازر ينعش ذاكرة المصريين، خصوصًا جيل الشباب، ويعزز مناهضة التطبيع الشعبي مع إسرائيل.
وأكدت فوزي أن ضابط الموساد يركز بشكل مفرط على المظاهرات في مصر ويتجاهل التظاهرات العالمية ضد إسرائيل، لافتة إلى أن الهتافات التي أطلقها المصريون كانت تعبيرية ولم تطالب بإلغاء اتفاقية السلام.
وتابعت فوزي بقولها إن ضابط الموساد يفتقر إلى العمق في تفكيره، حيث يفسر تسلح الجيش المصري رغم الأزمة الاقتصادية كتهديد لإسرائيل، في حين أن التسلح للدفاع وليس للهجوم، كما تفعل إسرائيل.
وفيما يتعلق باتهامات الكاتب للجيش المصري بتمسكه بالانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، قالت فوزي إنه كان عليه أن يلوم أجهزة استخباراته على فشلها في توقع حرب السابع من أكتوبر.
واختتمت الخبيرة نصيحتها للكاتب الإسرائيلي بدلاً من الخوف على أبنائه من مصر، أن يخشى على مستقبلهم من الحكومة الفاشية التي تحكم إسرائيل، مشبهة إياها بتطرف جماعة الإخوان الإرهابية في مصر خلال فترة حكمها عام 2012. ودعته إلى الترويج للسلام كحل وحيد للتعايش.
من جهته، أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي المصري، أن مصر هي الدولة الأهم في المنطقة العربية، وصانعة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوضح أن مصر كانت أول دولة توقع اتفاقية سلام رسمية مع إسرائيل، مما حافظ على استقرار المنطقة، في حين ظلت إسرائيل على مدار خمسين عامًا مصدرًا لزعزعة الاستقرار.
وأشار فارس إلى أن مصر عندما وقعت اتفاقية كامب ديفيد كانت تهدف إلى إنهاء احتلال الأراضي العربية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وأكد أن الأحداث التي وقعت بعد السابع من أكتوبر، بما في ذلك المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كشفت عن مدى كره الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري، لإسرائيل بسبب الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة.
وأضاف أن السلام والمحبة لا تأتي إلا لمن يؤمن بالسلام، وإسرائيل لم تؤمن به على مدار عقود مضت، مما يعزز من غضب الشعوب تجاهها.