أول رسالة دكتوراه بخصوص تداعيات الثورة المصرية على القضية الفلسطينية لباحث فلسطيني

أول رسالة دكتوراه بخصوص تداعيات الثورة المصرية على القضية الفلسطينية لباحث فلسطيني

منحت جامعة قرطاج في تونس الباحث الفلسطيني حسام نمر درجة الدكتوراه بإمتياز بعد المناقشة العلنية لأطروحته الموسومة بـ : تداعيات الثورة المصرية عام 2011 على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وتناولت الأطروحة محاور عدة بخصوص الثورة المصرية وتداعياتها على القضية الفلسطينية، بحكم الدور المحوري الذي تلعبه جمهورية مصر العربية، بالإقليم قبل وبعد ثورة يناير2011 وما شهدته الساحة المصرية من تغيرات سياسية داخلية وخارجية وما رافقها من أحداث وتطورات سياسية وصراع على السلطة حتى وصول حركة الاخوان المسلمين للحكم حيث يستعرض الباحث أداء الجماعة السياسي ومدى تنفيذها لمساعي التحول الديمقراطي وتطور النظام السياسي ودورها في تعقيدات هذا التحول يمكننا من ايجاد تصور لتأثير الثورة المصرية وأثرها على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وفيما يلي نص الأطروحة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا  محمد المصطفى الامين وبعد:

كلي فخر واعتزاز ان يدون في سيرتي الذاتية نيل شهادة الدكتوراه من جامعة تونس وهذا شرف لي وذلك لما اكنه من محبة لهذا البلد الطيب اهله وقيادته لطالما كنتم خير عون ومعين لفلسطين واهلها شكرا تونس ارضا وشعبا وقيادة كنتم دائم لنا الخير وكل الخير.

الاهـــداء

الى فلسطين وكفى الى فلسطين بكل جراحتها وأهاتها هذا الوطن الحزين الذي لا يفرح الا بأعراس الشهداء الى هذا الوطن الملقوم والجريح الى الأكرم منا أجمعين الى شهداءنا الابرار واسرنا البواسل الى روح ابي الطاهرة الذي زرع في بذرة العلم وحب المعرفة رغم فقره وحاجته الى امي الغالية اطال الله عمرها وادامها لنا قمرا للحياة الى من كانت دائما بجانبي الى زوجتي ابنائي اخوتي واخواتي واصدقائي وزملائي .

تقديم الموضوع

السيدة رئيسة اللجنة الموقرة السيدات والسادة  اعضاء اللجنة الموقرون الحضور الكريم  انه لعظيم الشرف ان اقف اليوم امام هذه الهامات والقامات العلمية والاكاديمية ولكم كل  الاحترام والتقدير  رئيسة اللجنة والاعضاء الاكارم والافاضل.

كان اختيار موضوع " تداعيات الثورة المصرية 2011 على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي" لما لمصرَ من تأثيرٍ قياديّ عبرَ الماضي والحاضرِ، أيْ أنهُ عندما تكونُ مصرُ قويةً وذاتَ سيادةٍ عاليةٍ ، فحتماً سيكونُ الموقفُ العربيُ قوياً، وفي ذاتِ الوقتِ سيكونُ الفلسطينيونَ أقوياء وقادرينَ على تحقيقِ أهدافهمْ الواضحةِ ونيلِ مطالبهمْ المشروعةِ.

 لذا كان يجب ان نلقي الضوءَ على ثورةٍ شعبيةٍ لبلد له اهميته ومكانته الاقليمية والدولية لما تتمتعُ بهِ مصرُ منْ تأثيرٍ ووزنٍ سياسيٍ وديمغرافيٍ بالمنطقةِ، ولمساهمتها الفكرية والثقافيةِ المؤثرةِ في كافةِ شعوبِ المنطقةِ، وتداعياتُ الثورةِ لها تأثيرٌ كبيرٌ وعميقٌ بالمنطقةِ، ومنْ ضمنها التأثيرُ على القضيةِ الفلسطينيةِ والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

ينطوي موضوع تداعيات الثورة المصرية عام 2011 على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اهمية نظرية واهمية تطبيقية.

نبدأ حديثنا بالأهمية النظرية:

ان البحث في التحولات السياسية بعد ثورة يناير2011 وما شهدتها الساحة المصرية من تغيرات سياسية داخلية وخارجية وما رافقها من أحداث وتطورات سياسية وصراع على السلطة حتى وصول حركة الاخوان المسلمين للحكم وأدائها السياسي ومدى تنفيذها لمساعي التحول الديمقراطي وتطور النظام السياسي ودورها في تعقيدات هذا التحول يمكننا من ايجاد تصور لتأثير الثورة المصرية وأثرها على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

ونستخلص ايضا تفاعل القيادة مع الشأن الفلسطيني وتأثير المتغيرات الداخلية على السياسية الخارجية وما ترتبط بها من محددات واولويات داخلية وخارجية تنطوي على تحالفات حزبية وكذلك تحالفات دولية واقليمية ومدى تأثير هذه المتغيرات وقدرتها على إحداث اختراق في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

كانت الملامح الاولى للثورة المصرية هي خشيت اسرائيل من نجاح الثورة المصرية وبالتالي نجاح التحول الديمقراطي الذي يعزز من مكانة مصر اقليميا ودوليا والذي يتعارض مع مصالح الامن القومي الاسرائيلي وكذلك زيادة تأثير قوتها الناعمة مما يودي الى انتقال التجربة الى دول اخرى بالمنطقة ممن يسفر عن وصول حركات سياسية قد تتبنى مواقف سلبية أو عدائية تجاه إسرائيل

بينما تجلت الاهمية التطبيقية:

في استمرار العلاقات الثنائية الإسرائيلية المصرية ومدى نجاعة الطرف المصري من الاستفادة من العلاقات في تقديم مبادرات لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي رغم كثرة  المعوقات والمحددات التي تحد من الدور المصري في هذا الباب ومنها العوامل  السياسية الداخلية والخارجية الداعمة للتوجه القيادة بحل الصراع وكذلك الوضع الداخلي الفلسطيني والانقسام ومستجدات صفقة القرن وتعقيدات الحل النهائي وتتنصل إسرائيل من التزامات واستحقاقات عملية السلام وايضا التحالفات الدولية والاقليمية ومساعي هذه القوى لحل الصراع  حيث ُيشير واقعُ الوضعِ الحاليِ إلى وجودِ تفاعلاتٍ بينَ البيئةِ الخارجيةِ والداخليةِ الرسميةِ والغيرِ الرسميةِ من خلالِ التأثيرِ والتدخلِ وخاصةً الدول التي تعتمدُ في اقتصادها وتسليحُها على الخارجِ مثل مِصر فلا تستطيع مصر احداث أي اختراق بحل الصراع دون مراعاة البيئة السياسية  الدولية والاقليمية ومن هذا المنطلق كان لابد لنا من طرح الاشكالية التالية:

ما أوجهُ تأثيرِ الثورةِ المصريةِ على الصراعِ الفلسطينيِ الإسرائيليِ ؟

وكإجابةٍ على هذه الاشكالية تم التطرق بالجزء الاول إلى: التحولات السياسية في مصر بعد الثورة والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

أما الجزء الثاني: العلاقات المصرية الإسرائيلية العلاقات والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تم تقسيم الجزء الاول الى فصلين:

وكانت بداية  الفصل الاول انعكاسات التّغيرات السياسية في مصر بعد الثورة على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي:

لم تكن الثورة المصرية شأناً مصريا داخليا بحتاً، فمصر بوزنها السياسي والدولي والاقليمي كانت مجال تركيز الكثيرين وكانت انعكاسات التغيرات والتحولات السياسية له الاثر الكبير على المستوى الداخلي وما تخللها من صراع سياسي على السلطة ومحاولة التحول الديمقراطي وتطوير النظام السياسي وكذلك على المستوى الخارجي سواء كان اقليميا أو دوليا وتأثير الثورة على السياسة الخارجية لمصر والعمل العربي المشترك وكذلك المواقف الدولية والمواقف الاسرائيلية التّي تمثل الشق الأول للعلاقات الثانية وتمثلت المواقف الاسرائيلية من هذه التغيرات في أن أولت المؤسسة الأمنية والقادة الإسرائيليين والباحثين وأساتذة الجامعات والصحفيين وخبراء الشؤون العربية اهتماماً كبيراً بتأثيرات الثورة المصرية والتغيرات المرافقة لها، وشمل ذلك مجالات واسعة، يأتي في مقدمتها مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وطبيعة العلاقات الثنائية المستقبلية، وانعكاسات الثورة المصرية على وضع إسرائيل العسكري، وعلى موازين القوى في المنطقة، وتركيبة الجيش الإسرائيلي وحجمه، ووضع إسرائيل الاقتصادي والسياسي، ومكانة إسرائيل ودورها في المنطقة، والقضية الفلسطينية بملفاتها المختلفة وتأثير هذه التغيرات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لذلك  اتسم الموقف الإسرائيلي من الثورة المصرية بالتوتر والعداء، وجنح في كثير من الأحيان إلى المبالغات وعدم الاتزان إذ إن الثورة المصرية بحد ذاتها ومن ثم نجاحها في إسقاط مبارك تولد خشية أن يغير النظام الجديد طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وكان عنوان الفصل الثاني رؤية القيادةُ المصريَّةُ لحل الصراع الفلسطينيِّ الإسرائيلي

 ان القائد او الحاكم هو من يحدد سياسة الدولة الداخلية و الخارجية بما ينسجم مع المعطيات الداخلية والاقليمية والدولية وبما ان الحاضر هو استحضار للماضي فقط مررنا بمراحل وحقب الحكم على مدار سنوات النظام السياسي المصري وكيف كان تفاعل وتعاطي الزُّعماء المصريين مع القضية الفلسطينية قبل الثورة وبعدها للاستدلال على المتغيرات الدولية والاقليمية بكل فترة وكذلك العوامل التي تأثر في صنع القرار واتخاذه.

نحن لا نعيش في عالم وحدنا فالدول لها مصالح وارتباطات وتحالفات وان توجهات القيادة المصرية على مر التّاريخ لسعيها لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كان دائما يراعي التفاعلات الدولية والإقليمية ومصالح الدّول مهما كانت توجهات القيادة وخلفيتها السياسية الا ان جميعا لديها محددات تأثر في تدخلها في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والسعي لإنهائه ومراعاة مصر في سياستها الخارجة للأطراف الفلسطينية التي تشكل النظام السياسي الفلسطيني ومكوناته الحالية

اما الجزء الثاني والمتُعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي فقد تم تقسيمه الى فصل أول أثر العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد الثورة على القضية الفلسطينية:

ان التعرف على تأثير ثورة  25 على  العلاقات المصرية  ‏الإسرائيلية، يكتسب أهمية كبيرة لأنه يمنح الفرصة للتعرف على طابع التحولات التي ‏طرأت عليها وما تتركه من تأثيرات على المنطقة، والبيئة السياسية المساعدة وانعكاساتها على هذه العلاقات الثنائية والعوامل المؤثرة فيها إلى جانب السماح باستشراق مستقبلها، حيث ترى القيادات والنخب الإسرائيلية ان قدرة اسرائيل على تحقيق مصالها القومية تتوقف بشكل كبير على انظمة حكم مستبدة بالعالم العربي كل ما يعنيها تامين فرص بقائها, فهذه الانظمة مستعدة بالتّفريط بالمصالح الوطنية والقومية في حال كان ذلك من متطلبات بقائها وان نجاح المسار الديمقراطي في العالم العربي يقترن بأحداث تغير في نمط وبيئة واتجاهات العلاقات مع إسرائيل وستفضى الى احداث تحولات كبيرة على موازين القوى بالمنطقة وستفاقم من التحديات الاستراتيجية امام إسرائيل.

تمتاز ملامح ومضمون العلاقات المصرية الاسرائيلية انها تقوم على توازن القوى بين مصر واسرائيل حيث انها متقارب لدرجة كبيرة واذا كان التفوق الاسرائيلي النوعي بالعتاد والادوات  يقابله تفوق مصري بالوزن الدّيموغرافي وعدد القوات وكانت اسرائيل عادت ما تتفوق بالسلاح النوعي "النووي" وطبيعة القيادة المصرية التي تميل الى المهادنة اكثر من التوازن ولكن خشت اسرائيل زادت بعد الثورة المصرية من وصول قيادة منتخبة على أساس ديمقراطي وتعبر في سياستها الخارجية ان ارادة الشعب المصري واماله دون المبالة بالإملاءات الامريكية والغربية ولا تعتبر هذا القيادة ان السلام هو الخيار الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 وخشيت اسرائيل ان تعمل هذه القيادة على استغلال كافة الموارد الوطنية لبناء قاعدة اقتصادية وصناعية قوية مما يحول التوازن لصالح مصر وبالتالي يدفعها الى اعادة تشكيل منظومة التحالفات الدولية والترتيبات الامنية وايضا اعادة النظر في اتفاقية السلام وبالتالي اعادة تشكيل العلاقات المصرية الاسرائيلية حيث سوف تراجع مصر سياستها وسلوكها اتجاه اسرائيل بصورة يعيد لها كرامتها وسيادتها ونفوذها الاقليمي والدولي وخاصة فيما يتعلق حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتكون مصر اكثر قدرة على تحجيم مكانة اسرائيل بالمنطقة حيث ان اسرائيل ترى ان وجود نظام لليبرالي مدني في مصر يتوافق مع الغرب يشكل خطر شديدا على مصالحها ومكانتها بالمنطقة وعلى علاقتها بالدول الغربية حيث يسود اعتقاد في اسرائيل مفاده انه كلما زادت الديمقراطية بالمنطقة العربية زاد الخطر عليها.

الفصل الثاني: انعكاسات الوضع الفلسطيني الداخلي على دور مصر في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

شكل المشروع الصهيوني لإنشـاء دولة يهودية على الأرض الفلسطينية خطراً على مصر أيضاً، وهـذا ساهم في إنشاء أرضية مشـتركة التقت فوقها الأهداف والمصالح المصرية والفلسطينية. ومع ذلك، فقد كان من الطبيعي أن تدرك مصر مخاطر هذا المشروع على نحو مختلف عن إدراك فلسـطين لهذه المخاطر. فقيام دولة يهودية على حدود مصر الشرقية، وارتباط هذه الدولة ارتباطاً عضوياً بالقوى المهيمنة في النظام الدولي، شكّلا خطراً على أمن مصر الوطني واسـتقلالها وعلى فلسطين خطراً وجودياً.

حيث كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حاضرا على مدى انظمة الحكم المصرية المتعاقبة وكانت انعكاساته ليست فقط بين اطراف الصراع بل تعدت ذلك للمجتمعين الاقليمي والدولي وكان الدور المصري من ابراز الفاعلين في القضية التاريخية ولم يتوقف منذ تاريخية الصراع ودائما ما كان الوضع الداخلي الفلسطيني له تأثيرا كبيرا لدى الجانب المصري حيت تمتل مصر قناعة راسخة بأحقية الفلسطينيين في اراضيهم التاريخية وكانت دائماً داعماً أساسياً وفعّالاً لإقامه دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وكانت دائما ما تصرح بهذا الحق في المحافل الدولية والاقليمية وتسعى لتدويل القضة الفلسطينية لتحقيق السلام بالمنطقة واقامة الدولة الفلسطينية.

رغم عدم رفض مصر لصفقة القرن بشكل قاطع إلا أنها طالبت الفلسطينيين بالاطّلاع عليها ودراستها وكانت دائما تصرح ان القول الفصل في هذه الصفقة للفلسطينيين إذ كان الجانب الاقتصادي في هذه الصفقة مغرياً لمصر لان الدول العربية لديها خصوصيتها وهمومها واهتماماتها الخاصة ولكن الفصل الحكم في هذه الصفقة يرد للفلسطينيين.

وعندما افاق الشعب الفلسطيني على كارثة الانقسام بفصل غزة عن الضفة سياسيا ومؤسساتيا وما تبعه من تشرذم بالموقف الفلسطيني وخلق مبررات لإسرائيل لتتنصل من الايفاء باستحقاقات عملية السلام بحجة عدم وجود شريك فلسطيني موحد ادركت مصر حجم الدمار السياسي الذي سوف يخلفه الانقسام لذا دأبت الى ايجاد تصور للازمة الفلسطينية والتعامل  مع الاسباب الجذرية حيث سعت لاستضافة الاطراف الفلسطينية رغبة منها لإيجاد التوافق الفلسطيني واعلان المصالحة الفلسطينية وازالة اسباب الخلاف وتقريب وجهات النظر لتعزيز المكانة الفلسطينية وتوحيد جهودها وتفويت الفرصة على اسرائيل بالتنصل من استحقاقات عملية السلام والحل النهائي ولكن اغلب هذه المبادرات لم يُكتب لها النّجاح.

النتائـج:

  • كشفت الثورة المصرية والثورات العربية الأخرى أهمية الرأي العام العربي الذي يقف ضد السياسة العدوانية الإسرائيلية.
  •  ان الربيع العربي كان مطلبا داخلياً شعبياً لدى شعوب المنطقة في بدايته لتأسيس دولة ديمقراطية تحقق الحرية والمساوة والعدالة الاجتماعية وبنفس الوقت مطلب خارجي في نهايته لقوى دولية واقليمية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لاستغلال الموقف لإعادة بناء وترتيب التوازنات والتحالفات الدولية بالمنطقة وتعزيز نفوذ هذه القوى.
  • لم تكن الثورة المصرية ذات تأثير ايجابي على القضية الفلسطينية عقب حدوثها وما رافقها من حالات عدم الاستقرار السياسي والامني جعل الحكام الذين تلو الثورة يصبون جل اهتمامهم على قضاياهم الداخلية وعدم القدرة على الاهتمام بقضية الامة المركزية مما ادى الى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لصالح الاوضاع الداخلية مما جعل اسرائيل بمعزل عن الضغط المصري للكف عن همجيتها اتجاه الشعب الفلسطيني والالتزام باستحقاقات عملية السلام.
  • استغلت اسرائيل حالة الفوضى في بعض البلدان التي قامت فيها الثورات وسعت للقضاء على مبدأ حل الدولتين المبني على مبادرة السلام العربية التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام والسلام مقابل التطبيع حيث عمدت الى فتح قنوات اتصال سرية مع بعض الانظمة لإقامة علاقات ثنائية وتطبيع مع إسرائيل بحجة ان إسرائيل محور اتزان بالمنطقة ومصدر للاستقرار بتحالفها مع الولايات المُتحدة الأمريكية.
  • وصول الاسلام السياسي للحكم بعد الثورات العربية لم يحدث تغيرا بتوازن القوى على المستوى الدولي والاقليمي مثل الاخوان المسلمين بمصر حيث استمرت في النهج السياسي للأنظمة السابقة بالعلاقات الخارجية والدولية مع امريكا واسرائيل ولم يحدث الاختراق المطلوب والمتوقع في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولم يرقى الى تطلعات الجماهير ولم تنفذ شعاراتها بالعداء لإسرائيل ومساعدة الفلسطينيين بتحرير ارضهم.

صعوبات الدراسة:

واجهنا خلال دراستنا هذه العديد من الصّعوبات التّي أثّرت بشكلٍ مُباشر وغير مُباشر على مسار العملية البحثية، والتّي يُمكن اختزالها على النّحو التّالي:

  • صعوبة الحصول على مراجع تكشف مدى ومضمون العلاقات المصرية الاسرائيلية حيث ان ما يعلن اقل بكير مما هو موجود.
  • الاضطرار الى الاستعانة بالكتابات الالكترونية لكثرتها وسهولة توفرها والوصول لها.  
  • صعوبة التنقل بين فلسطين وتونس بسبب اجراءات السفر وتكلفتها.

 

توصيات

  • توعية فردية ومجتمعية لتعزيز الفهم الصحيح للديمقراطية والتأسيس الواعي لممارستها وانها حاجة داخلية تعتمد على الحقوق والوجبات لكل فرد ودون الاعتماد على المفهوم الفضفاض للديمقراطية وكأنها وصفة حيوية متاحة الاستخدام بكافة الاشكال والمجالات والمستويات.
  • على الانظمة السياسية الحالية اخذ العبر من ثورات الربيع العربي والسعي لتعزيز الجبهة الداخلية وتحقيق الحرية والعدالة والمساوة بين المواطنين وسد الثّغرات الداخلية حتى لا تكون مبررا لتدخل القوى الخارجية واستغلال حاجات الشعوب لتعزيز مكانتها بالمنطقة . 
  • تركيز العلاقات الثنائية بين مصر واسرائيل التي يجب ان تبنى على اساس المصالح المشتركة للضغط على اسرائيل للإيفاء باستحقاقات عملية السلام وتطبيق بنود مبادرة السلام العربية وهناك ضرورة لاستمرار العلاقات المصرية الاسرائيلية للحيلولة دون تفرد اسرائيل بالشعب الفلسطيني والتوغل في قمعه واستباحة دمائه ومقدساته.
  • استمر النشاط الدبلوماسي الفلسطيني لفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بالمحافل الدولية واصدار ادانات دولية لإجبار اسرائيل لكف اليد عن الشعب الفلسطيني وتنفيذ بنود الحل النهائي واتفاق حل الدوليتين .
  • تعزيز الجهد الدبلوماسي العربي المشترك بالمحافل الدولة لتشكيل جماعات ضغط على اسرائيل لتنفيذ قرارات مجلس الامن الخاصة بالقضية الفلسطينية.

 

نشكر لكم استماعكم واتمنى ان اكون اوجزت الشرح واشملت الطرح.

والله ولي التوفيق

والسلام عليكم ورحة الله وبركاته

 

 


Share:


آخر الأخبار