الحديقة النباتية

الحديقة النباتية

بيت لحم- في العام 2020 حينما ظهرت أولى الحالات المصابة بفيروس كورونا في بيت لحم، وتوقفت عجلة الحياة الاقتصادية والسياحية، وانطلق الأربعيني حنا هلال بمشروعه في بيت ساحور بإنشاء حديقة نباتية لتربية الأسماك والاستفادة من مخلفاتها لصناعة أسمدة طبيعية للنباتات، إلى جانب الزراعة المائية والعضوية.

يقول هلال إنه كان يعمل في قطاع السياحة والعقارات قبل انتشار فيروس كورونا، ومع حلول الجائحة تعطلت مناحي الحياة، وكانت السياحة القطاع الأكثر تضررا، مشيرا إلى أنه فكر كثيرا  لخلق مصدر رزق جديد في ظل تلك الظروف الصعبة والإغلاقات المستمرة.

ويضيف أن الحل الوحيد الذي كان أمامه هو اللجوء إلى الزراعة، وإنتاج مزروعات عضوية تعتمد على المواد الطبيعية، ومن هنا بدأت الفكرة لإنشاء حديقة نباتية يتم فيها تربية أسماك وصناعة سماد طبيعي من مخلفاتها والقيام بالزراعة المائية في مساحة تقدر بـ200 متر مربع.

وتابع: "بدأت اقرأ الكتب المتخصصة بالزراعة المائية والعضوية وتربية الأسماك، واشتركتُ بدورات عبر الانترنت، واستشرتُ مرشدين زراعيين من وزارة الزراعة وخبراء آخرين"، يقول هلال.

ويشير إلى انه اختار منطقة حقل الرعاة وهو مكان سياحي يؤمه الزوار من المحافظات الأخرى والسياح الاجانب، ثم جاءت الفكرة لافتتاح مطعم يقدم الخضراوات والفواكه العضوية والأسماك الطازجة التي تنتجها حديقته.

ويوضح ان الحديقة النباتية باتت معلما تعليميا لطلبة المدارس والجامعات لتعليمهم طرق الزراعة المائية وكيفية صناعة أسمدة طبيعية، وبذلك لم يكن المشروع مجرد مشروع شخصي وإنما ساهم في صناعة المعرفة لطلاب العلم، وهذا الأمر محفز للاستمرار والمضي قدما.

وبين هلال أن هناك عقبات واجهته، أهمها قلة المعدات الزراعية الموجودة في فلسطين، وقلة الخبرة، فدراسة وجمع المعلومات أخذتا وقتا وجهدا كبيرين.

ويتابع أن معدل إنتاج السمك للحديقة سنويا 600 كيلوغرام، ويتم إنتاج 300 ألف نبتة جاهزة كل 40 يوم، مؤكدا أنه هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على المنتجات العضوية.

بدورها، تقول المهندسة الزراعية للحديقة روان أبو لبن "يتم استزراع أربعة أحواض سمك من سمك المشط والزينة، وتتم فلترة المياه، الفلتر الأول يزيل الأمونيا والثاني يقوم بتحويل الامونيا إلى نتريت وبعدها لنترات من خلال تجمعها على اسفنجات خاصة ثم تصبح غذاء صالحا للنباتات.

وتضيف أن مخلفات الأسماك تنتقل عبر آبار خاصة ويتم حفظها لمدة ثلاثة شهور وتزويدها بالأكسجين لتصبح سمادا طبيعيا، وفي حال توفرت بكميات كبيرة يتم بيعها للمزارعيين.

وأضافت: "في الموسم الصيفي يتم زراعة خضراوات وفواكه صيفية مثل البندورة والفلفل وغيرها، وحاليا يتم التحضير للموسم الشتوي الذي يزرع خلاله الخس والسبانخ والسلك وغيرها".

وتشير إلى أن الحديقة جعلتها اكثر بحثا عن الدراسات المختصة بالزراعة ما زاد من علمها ومعرفتها بالهندسة الزراعية.

من ناحيتها، قال مديرة وزارة الزراعة في بيت لحم سماح أبو هيكل ان الوزارة تشجع المشاريع الشبابية الزراعية التي تعزز الاهتمام بالأرض، وتنمي الاكتفاء الذاتي، مؤكدة ان الوزارة تقدم الإرشاد الزراعي حتى يتم نجاح المواسم الزراعية وحمايتها من الآفات والحشرات.

وتتابع أن من المهم تشجيع الزراعة العضوية الخالية من الكيماويات، فهي صحية أكثر.

وتشير إلى أن أبرز عقبة يواجهها القطاع الزراعي هو الاحتلال الذي يقيد حركة المزارعين ويمنع بعضهم من العبور إلى أراضيهم، ما يؤدي إلى تلف المحاصيل الموسمية، إضافة إلى قلة المياه بسبب سيطرة الاحتلال عليها ونقص حصة المواطن الفلسطيني من المياه.

وتضيف ان وزارة الزراعة اطلقت مؤخرا مشروع "تمكين" لاستقبال مبادرات شبابية زراعية لدعمها وتشجيعها.

عن (وفا)


Share: