ساعات الكهرباء القليلة في قطاع غزة ينتظرها المواطنون بلهفة
غزة- خاص خبر24- أزمات متفاقمة في قطاع غزة، بإنتظار بارقة أمل تخترق الظلام، حياة وحكايات مختلفة في مدن القطاع ومخيماته وأزقته، فأزمة الكهرباء تتفاقم يوماً بعد آخر جراء الحصار وأجواء الصيف الحارة، وتؤثر على حياة المواطني اليومية، وتحرمهم من أدنى مقومات الحياة البسيطة.
التعايش مع الأزمات!!
"تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي"، بهذه الكلمات بدأ المواطن محمد أبو دقة كلامه معقباً على أزمة الكهرباء قائلا "ما بنقدر نعمل شيء كل شيء مرتبط في الكهرب، وللأسف الكهرب ما بتيجي إلا بضع ساعات، ما بنقدر نعمل ولا أي شيء ، فقط نشحن الكشافات، حتى الأولاد يقرأو عليها ، بتيجي وبتروح الكهرب وما عملنا شيء، لكن بدنا ندبر حالنا ونعيش في ظل الأزمات ".
أما المواطنة أم محمد النجار قالت: "أصبحت أوضاعنا صعبة، لم نرى الكهرباء إلا ساعتين يومياً وأحياناً تأتي ليلاً ونحن نائمون، لقد سئمنا العيش في هذه الظروف القاسية وتحولت حياتنا إلى جحيم وأصبح الشغل الشاغل لنا متى وكيف ستأتي الكهرباء، أنا أقول للمسؤولين حسوا فينا وفي أطفالنا إلي ما بيناموا بسبب الحر الشديد وما في مراوح شغالة عليهم".
ويقول أحمد سعادة صاحب محل تجاري، "أصبحنا مثل الروبرتات، لما تشحنها بتشتغل، ولما ما تشحنها بتتوقف عن العمل ، كل يوم نخسر في البيع، فثلاجات المحل تخسر العديد بسبب فساد البضائع داخلها بسبب انقطاع لتيار الكهربي "كالألبان والأجبان واللحوم المجمدة"، ناهيك عن شراء البنزين لتشغيل ماتور الكهرباء لعدة ساعات !!
"لكن يجب ان يستمر بالعمل كي لا يفقد المحل سمعته، حيث قمت بشبك خط للتيار الكهربائي عن طريق مولد كهربائي كبير كي لا تفسد البضائع في الثلاجات".
في إنتظار الكهرباء !!
وتقول المواطنة "أم أحمد قديح" ان انقطاع الكهرباء أثر على عدم توفر المياه في بيتها لأيام طويلة بسبب عدم تشغيل ماتور ضخ المياه لمليء الخزانات، وتسبب لها بمتاعب كبيرة لعدم قدرتها على تنظيف المنزل والأواني وغسل الملابس، وقالت ان "حياتهم أصبحت جحيم لا يطاق".
وتسارع النساء في قطاع غزة لاستغلال وصول الكهرباء بالغسل والخبيز على الأفران الكهربائية لاستغلال ساعتين إلى أربعة فقط، ولقضاء حاجيات منازلهن مع استمرار انقطاعها لساعات طويلة جدا ودون جدول واضح، فأصوات الغسالات وروائح الخبز تعبق من كل مكان.
"اللدات" بديل ناقص !!
وشكل ارتفاع سعر المحروقات "البنزين" وشُحها في الأسواق، عائقاً دون قدرة المواطنين لتغطية نفقات تشغيل مولدات الكهرباء المنزلية التي اعتادوا عليها رغم تكلفة تشغيلها الباهضة بسبب الوقود التي تعمل بها، وأيضاً بسبب كبر الفترة الزمنية لانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عشرين ساعة يومياً مما يعيق قدرة تحمل المولد الكهربائي على العمل لفترات طويلة.
وفي هذا السياق يقول المواطن أحمد ريدة، ان ارتفاع سعر البنزين يمنع المواطنين من تشغيل المولدات الكهربائية والأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً يوما تلو الآخر'، ويضيف: استغنيت عن المولد الكهربائي وقمت بتركيب المصابيح ذات الاستهلاك القليل للطاقة "اللدات" مبيناً أن المصابيح تعطي الإنارة فقط بعد شحن بطاريتها، حيث قمت بشراء بطارية ولا يمكن استخدامها للأسف في تشغيل الثلاجة أو الغسالة أو التلفزيون أو الأفران الكهربائية، بل للإضاءة فقط. مضيفاً أن الكهرباء تصل ساعات قليلة يومياً لا تكفي لشحنها، وبالتالي لا يمكن تشغيل اللدات أكثر من ساعتين ليلا للإنارة.
أزمات متفاقمة !!
تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة، وتأثرت كل خدمات القطاع الصناعي والصحي والبيئي.
فالأوضاع في غزة تسردها ألف حكاية وحكاية، فغزة لا تشبه نظيراتها من المدن الأخرى بشيء، ففي كل يوم حكاية مختلفة تروي تفاصيل المعاناة والحكاية تتجدد بمسلل استمرار الاحتلال والحصار والانقسام.
ويقف المواطن الغزي عاجزاً أمام أزمات متفاقمة، في ظل حصار جائر، أنهك حياته اليومية، وانقسام سياسي أثر على كل مناحي الحياة في قطاع غزة المحاصر الذي يعيش فيه نحو أكثر من مليوني نسمة، فلم تجد هذه الأزمات طريقها إلى الحل منذ سنوات بل تتزايد وتشتد مخلفة وراءها العديد من الضحايا.