بايدن يعلن اتفاقًا بين حماس وإسرائيل: نجاح للدبلوماسية أم هدنة هشة؟
أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن عن إبرام اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل، معتبرًا أنه ثمرة "دبلوماسية مثابرة ودقيقة"، في خطوة تأتي قبل أيام من تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب. يثير الاتفاق تساؤلات حول إمكانية تطبيقه وتعقيداته السياسية والإنسانية، في ظل مقارنة حتمية بين نهج إدارتي بايدن وترامب.
بايدن أكد أن الاتفاق يمهّد الطريق لعودة الفلسطينيين إلى أحيائهم في قطاع غزة، مع بدء التفاوض خلال الأسابيع المقبلة حول إطلاق المزيد من الرهائن. ورغم الترحيب المبدئي، حذر محللون من بنود غامضة قد تعرقل التنفيذ. فقد أشار سلمان أبو دقة، محرر الشؤون الفلسطينية ، إلى احتمالية إنشاء منطقة عازلة تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى بعض المناطق، ما يزيد من معاناة سكان القطاع الذين يواجهون دمارًا هائلًا في البنية التحتية. وقال أبو دقة: "إزالة الركام وإعادة الإعمار قد تستغرق سنوات، مع غياب الموارد الأساسية".
من جانبه، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبدئيًا على الاتفاق، على أن يصادق عليه الكابينيت يوم السبت. ورغم ذلك، توقع أبو دقة أن تستغل إسرائيل الوقت المتبقي لتصعيد عسكري قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد. وأضاف: "الساعات الأخيرة في أي حرب غالبًا ما تكون الأخطر، حيث تسعى إسرائيل لتوجيه ضربات إضافية وتدمير ما تبقى من البنية التحتية".
الاتفاق الجديد أعاد الجدل حول دبلوماسية بايدن مقارنة بأسلوب سلفه ترامب. يرى نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية، أن بايدن اتبع نهجًا أكثر هدوءًا وديمقراطية، لكنه لم يحقق تنازلات كبيرة من الجانب الإسرائيلي، على عكس ترامب الذي استخدم التهديد كوسيلة ضغط فعّالة. وقال كناعنة: "إدارة ترامب كانت واضحة في مطالبها من إسرائيل، وقدمت لها الدعم بشروط محددة، بينما أسلوب بايدن الأقل صدامية قد لا يضمن التزامًا إسرائيليًا طويل الأمد".
رغم التفاؤل النسبي، يواجه الاتفاق تحديات كبيرة، أبرزها مدى التزام الأطراف بتعهداتها. المخاوف من تملص إسرائيل، صعوبة عودة الفلسطينيين إلى مناطقهم، والتعقيدات الإنسانية لإعادة الإعمار تجعل الاتفاق اختبارًا حقيقيًا للدبلوماسية الأميركية. ومع بدء تنفيذ الاتفاق يوم الأحد، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الاتفاق خطوة نحو تهدئة مستدامة أم مجرد هدنة مؤقتة في صراع طويل الأمد؟