هآرتس: اقتحام "بيت ليد" دليل على مسيرة التفكك المتقدمة لدولة إسرائيل تحت حكم نتنياهو
هآرتس: اقتحام قاعدة “بيت ليد" دليل على مسيرة التفكك المتقدمة لدولة إسرائيل تحت حكم نتنياهو
سلسلة الأحداث التي جرت أمس في معتقل “سديه تيمان” وبعدها في قاعدة “بيت ليد” في “الشارون” هي دليل حي ومباشر على مسيرة التفكك المتقدمة لدولة إسرائيل تحت نتنياهو. كل حلقة في السلسلة تشير إلى عفن منظوماتي، وتداخلها فتاك.
رجال شرطة التحقيق العسكري اقتحموا المعتقل وأوقفوا تسعة جنود احتياط للتحقيق للاشتباه في اغتصابهم معتقلاً فلسطينياً. هذه هي المرحلة الأولى في سلسلة العفن. في أثناء الاعتقال، رفض بعض الجنود الإخلاء، تمترسوا في المكان ورشوا غاز الفلفل على رجال شرطة التحقيق العسكري – سلوك يشهد على تشويش المنظومات داخل الجيش.
لم ينته القصور بهذا فحسب؛ فعقب الحادثة، وصل عشرات المتظاهرين إلى “سديه تيمان” واقتحموا بوابة المعسكر وتسللوا إلى القاعدة، وكان إلى جانبهم النائب تسفي سوكوت والوزير عميحاي الياهو الذي وثق وهو يصرخ مع المتظاهرين: “الموت للمخربين”. كما أن النائب الموغ كوهن، وصل إلى المظاهرة. وتصرف أعضاء اليمين المتطرف كأعضاء ميليشيا، واقتحموا منشأة عسكرية احتجاجاً ضد الشرطة العسكرية.
وللتوضيح بمدى تفشي في كل شيء، سارع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي أدلشتاين، للإعلان عن عقد بحث في موضوع اعتقال المقاتلين وسلوك النائبة العسكرية العامة والشرطة العسكرية. عالم مقلوب: لا يطلب من جنود الاحتياط الذين نكلوا بالمعتقل وتمترسوا في المكان ورفضوا الإخلاء بناء على طلب الشرطة العسكرية، ولا من النواب الذين اقتحموا القاعدة، ولا من الوزراء الذين أيدوا أفعال جنود الاحتياط (“أدعو النائبة العسكرية العامة أنزلي يديكِ عن مقاتلينا الأبطال” – بتسلئيل سموتريتش)، بل من النيابة العسكرية العامة هي التي بات مطلوباً منها إعطاء أجوبة.
رئيس الأركان هرتسي هليفي وإن ساند النيابة العسكرية العامة وشرطة التحقيق العسكري، ولكن ماذا يهم هذا حين انتظر نتنياهو كعادته ساعتين طويلتين جداً إلى أن شجب الحدث. هذا سبيله الدائم ليغمز لليمين المتطرف. فقد فهم هؤلاء جيداً بأن لا دين ولا ديان، وفي المساء مع نحو 200 شخص تظاهروا في مدخل قاعدة “بيت إيل”، إلى حيث نقل الجنود التسعة. عشرات منهم اقتحموا القاعدة، بينما وصل إلى المكان أيضاً كل من النائبة تالي غوتليف والنائب اسحق رويزر الذي هدد النائبة العسكرية الرئيسة. احذري، انزلي يديكِ عن مقاتلينا”؛ وحضرت أيضاً النائب ليمور سون هار ميلخ، التي قالت: “النائبة العسكرية مجرمة. شعب إسرائيل سيقاتل الأعداء من الخارج والأعداء الذين يحاولون قضمنا من الداخل” – المشرعون كآخر المجرمين، يرافقهم ملثمون.
دولة نتنياهو فقدت السيطرة على اليمين المتطرف. من يزرع الفوضى يحصد الفوضى. إذا لم يوقفوهم فسيفككون الدولة بشكل نهائي.