نصر الله لإسرائيل: الحساب العسير فيما سترونه لا فيما ستسمعون

نصر الله لإسرائيل: الحساب العسير  فيما سترونه لا فيما ستسمعون

خبر 24: قال الأمين لحزب الله حسن نصر الله، مساء اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد قتل 4000 لبناني بتفجيره أجهزة البيجر الثلاثاء الماضي، و5000 شخص بتفجير أجهزة اللاسلكي أمس الأربعاء.

وأضاف نصر الله في خطاب له اليوم الخميس "أن بعض أجهزة البيجر كانت مغلقة وبعيدة عن حامليها، وبأن الاحتلال تعمّد قتل كل من كان يحمل الأجهزة في يومي التفجير وعددهم 4000 لبناني يوم الثلاثاء في غضون دقيقة، و5000 آلاف لبناني في غضون دقيقتين أمس الأربعاء، وبأن الحزب فتح تحقيقا فيما حصل، وأنه لا زال بحاجة لبعض الوقت للوصول للنتيجة النهائية، لكن مجمل التحقيقات باتت واضحة وستستكمل خلال وقت قصير فيما يتعلق بالجهة المصنعة للأجهزة".

وأضاف نصر الله "أن ما حصل قد يكون غير مسبوق لا إقليميا ولا محليا ولا حتى عالميا، ونعرف أن الاحتلال قد تفوّق علينا تكنولوجيا لأنه يحظى بدعم أمريكي وبدعم حلف النيتو، وسنتمكن بتجاوز هذا الإمتحان برؤوس مرفوعة، وبأن الضربة لم ولن تسقط الحزب، وأنه من خلال هذه التجربة بدروسها وعبرها سيتمكن الحزب من تجاوز كل المخاطر".

وتحدث الأمين العام لحزب الله عن أن ما حدث "هو مجزرة كبرى، وعشية الذكرى الأولى لأحداث السابع من اكتوبر، والثامن من اكتوبر وهي ذكرى بدء "جبهة الإسناد" على حد وصفه، قال نصر الله أن تأثير جبهة الشمال هو ما فعله الاحتلال، وبأن تصريحات الاحتلال المتوالية توحي بأنه مهزوم، وبأنهم يتحدثون عن استنزاف وخسارة حتى أن بعضهم تحدث عن أول هزيمة تاريخية لإسرائيل، وبأن الاحتلال يعاني من أزمة وضغط في أعداد الأفراد بين صفوف جيشه، وبأن كل الأزمة الداخلية التي يعيشها الاحتلال لجأ إلى هذا الأسلوب وهذه الجريمة الكبرى، وقد وصلتهم رسائل بواسطة قنوات اتصال رسمية وغير رسمية بعد التفجيرات الأولى، أبلغتهم بكل وضوح أن الهدف هو التوقف عن دعم غزة، وإضعاف واستسلام المقاومة، وبأن دول غربية مستعدة أن تصنع لهم مخرج للخروج من ساحة المعركة، وترك غزة لوحدها، والجواب بإسم الشهداء وعائلاتهم، والجرحى والصابرين الثابتين والذين تحملوا كل هذا الواجب الإنساني والأخلاقي والديني وبإسم ما تتحمله غزة نقول لنتنياهو وجالانت وحكومتهم وشعبهم أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة، موضحا أن حزب الله لن يتوقف عن دعم غزة، وهذا أول رد لنا".

وأردف نصر الله "أن الاحتلال الإسرائيلي كان يقصد ضرب القيادات والعناصر والأفراد ونظام الإتصال للحزب، وبأن ذلك لم يحصل، ومنذ اللحظة الأولى كان إعلان الجهوزية واضح، وكان لدينا احتمال بأن هجوم إسرائيلي قد يبدأ، وبأن هذه الجبهة أؤكد لكم أنها لم تتزلزل ولم تهتز، وبأن بنية الحزب متماسكة وقوية وكبيرة، واستعداداتنا عالية، ويعتقد الاحتلال أنه بتفوقه التكنولوجي على درجة عالية من الذكاء، إلّا أنه على درجة عالية من الغباء، وأن الهدف من كل ما يحصل هو هدف رابع أضيف للأهداف الأولى وهو إعادة المستوطنين المحتلين لشمال فلسطين إلى مناطقهم، وأسأل نتنياهو جالانت، هل تستطيعون ذلك ؟، وأؤكد أن ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير مستوطني الشمال، وهذا هو التحدي بيننا".

وأضاف نصر الله "الأحمق قائد الجيش الإسرائيلي في شمال فلسطين يقول أن الحل في إقامة حزام أمني، وأنا أقول نتمنى أن يتقدم جيشهم لمناطقنا، لكننا نبحث عنهم بكل تحرك لهم، وأن تقدمهم نتمناه ونعتبره فرصة تاريخية لنا، وبأن الحزام الأمني الذي يتحدثون عنه سيتحول إلى فخ وجهنم لجيشهم، وبأن ما حدث الأيام الماضية يواجه بقصاص عادل وحساب عسير، من حيث يحتسبون ولا يحتسبون، واليوم أقول أن الأسلوب سأغيره، لن أحدد الزمان والمكان، والحساب سيأتي بطيعته وحجمه ونحتفظ بما سيأتي لأنفسنا".

وختم نصر الله خطابه "بالترحم على شهداء لبنان، والأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين، وبالشكر لكل من ساهم في تلاحم الشعب اللبناني عقب التفجيرات، وبالثبات للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وبأن اليمين الإسرائيلي والقيادة الحمقاء الهوجاء الشخصانية الحمقاء والغبية، وستقود هذا الكيان إلى الهاوية، وهذه معركة طويلة ممكن ان تمتد لسنوات".

يذكر أن طائرات اسرائيلية بدون طيار حلّقت على مستويات منخفضة فوق مناطق عدة في لبنان من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع خطاب الأمين العام لحزب الله الذي استمر قرابة ساعة من الزمن، وسط دخول لمسيرات انقضاضية على عدد من مناطق شمال فلسطين أبرزها نهاريا متزامنة مع تفعيل متتالي لصافرات الإنذار، بعد نهار متزاحم بإطلاق الصواريخ والمسيرات نتج عنها قتيلان من جنود الاحتلال أحدهم برتبة رائد في الجيش، وعدد آخر من الإصابات في استهداف لقاعدة مستحدثة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.