ماذا تعني السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ؟

ماذا تعني السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ؟

سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على قمم جبل الشيخ بعد سقوط حكومة بشار الأسد، في خطوة وصفها وزير الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنها "لحظة تاريخية". يتمتع الجبل، الذي يقع بين سوريا ولبنان، بأهمية استراتيجية كبرى، حيث يتيح مراقبة دمشق ومحيطها بفضل ارتفاع قممه التي تصل إلى 2814 مترا.

وأشار خبراء إلى أن السيطرة على جبل الشيخ تمنح الاحتلال الإسرائيلي تفوقا أمنيا كبيرا عبر تعزيز أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، مؤكدين أن الجبل يمثل "جغرافيا أمنية واسعة" تشمل سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة.

كما أثارت الخطوة الإسرائيلية ردود فعل غاضبة من دول عربية ومن قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، الذي وصف التحركات الإسرائيلية بأنها "تصعيد غير مبرر".

وشن الجيش الإسرائيلي مئات الضربات ضد مواقع عسكرية سورية، قال إنها "ضرورية" بعد سيطرة فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة) على مقاليد الأمور بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. كما سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

لماذا جبل الشيخ؟

بكلمات مقتضبة، وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، أهمية جبل الشيخ بالقول عبر حسابه بمنصة إكس: "كل متر في دمشق مرصود من جبل الشيخ".

وفي تصريحات لموقع "الحرة"، أشار الخبير العسكري فائز الأسمر، إلى أن إسرائيل "بلا شك سيطرت على سفوح جبل الشيخ الاستراتيجية بقممها الأربع، التي تطل وتشرف على مساحات واسعة من الجغرافيا اللبنانية والسورية، وحتى الأراضي (الفلسطينية) المحتلة".

وأضاف أن إسرائيل سوف "تستغل هذه القمم لزيادة أجهزة المراقبة والرصد والرادارات والإنذار المبكر".

ووصف الأسمر أهمية الجبل بالقول إن "من يسيطر عليه فقد سيطر على جغرافية أمنية واسعة في محيط 3 دول".

"لا بديل للجبال"

وفي ذات السياق، أوضح مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إفرايم إنبار، لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "في عصر الصواريخ يقول الناس أحيانا إن الأرض ليست مهمة، وهذا غير صحيح.. لا بديل للجبال".

وأوضح في ورقة بحثية نشرها عام 2011 حول مميزات جبل الشيخ العديدة، أنه "يتيح استخدام المراقبة الإلكترونية في عمق الأراضي السورية، مما يمنح إسرائيل القدرة على الإنذار المبكر في حالة الهجوم الوشيك".

وحول احتمالية انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة، قال إنبار إن مثل هذا الانسحاب يعد "قرارا سياسيا، لكن الجيش سيحب البقاء هناك".

وبدوره، أوضح الأسمر أن جبل الشيخ "يمكن منه بكل سهولة رصد العاصمة السورية دمشق، وهو يمثل تهديدا كبيرا لها كونه لا يبعد عنها إلا بحوالي 37 كم".

يذكر أن وزراء خارجية دول عربية من بينها مصر والسعودية والأردن، قد دانوا خلال اجتماع في العقبة الأردنية، السبت، "توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق".

وفي أول إشارة صريحة إلى إسرائيل، قال قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني، إن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".

كما عاد وأكد في تصريحات نقلتها حسابات تلغرام تابعة للفصائل المسلحة، أن الوضع الراهن في سوريا "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".


Share:


آخر الأخبار