إسرائيل تعزز قبضتها العسكرية في غزة ببناء قواعد وتوسيع نفوذها
في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تسعى إسرائيل إلى تعزيز سيطرتها الأمنية والعسكرية على القطاع المحاصر.
تأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية، حيث تتعرض غزة لدمار واسع النطاق وهجمات شرسة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل القطاع وسكانه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي شرع ببناء قواعد عسكرية جديدة وتوسيع نفوذه في وسط قطاع غزة، بالتزامن مع هدم أكثر من 600 مبنى فلسطيني.
ووفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية التي أجرتها الصحيفة، أنشأت القوات الإسرائيلية منطقة عازلة على مساحة تصل إلى 18 كيلومترًا مربعًا، تشمل ممر نتساريم الممتد بطول 4.3 أميال، والمجهز بتحصينات دفاعية وأبراج اتصالات.
أهداف عسكرية واستراتيجية طويلة الأمد
نقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين أن هذه التحركات تأتي في إطار استعداد الجيش الإسرائيلي للسيطرة طويلة الأمد على القطاع.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، نداف شوشاني، أن توسعة البنية التحتية في هذه المناطق تهدف إلى تسهيل العمليات العسكرية المستمرة وضمان السيطرة على الممر الحيوي.
ويشير محللون عسكريون إلى أن هذه الاستراتيجية تشابه ممارسات إسرائيل في الضفة الغربية، حيث يبدو أن هدفها النهائي قد يتجاوز العمليات العسكرية الحالية ليشمل استقرارًا أمنيًا دائمًا تحت السيطرة الإسرائيلية، رغم التصريحات الغامضة من القادة الإسرائيليين حول مستقبل القطاع.
تصعيد ميداني وأزمة إنسانية متفاقمة
على الأرض، تواصل إسرائيل قصفها المكثف على مناطق شمال ووسط غزة، بما فيها النصيرات والمغازي ودير البلح وبيت لاهيا ومدينة غزة.
ومع دخول العدوان يومه الـ422، سجلت الإحصاءات حصيلة مأساوية: 44,466 شهيدًا و105,358 جريحًا منذ السابع من أكتوبر، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ماذا يعني هذا لغزة؟
يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تفتح الباب أمام فصل جديد من الهيمنة الإسرائيلية على القطاع، حيث تكرس البنية التحتية الجديدة واقعًا جديدًا على الأرض.
وبالرغم من التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول إنهاء الحرب، يظل الغموض يكتنف مصير غزة وسكانها، الذين يواجهون التهجير والتدمير وسط صمت دولي مخزٍ.