مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي: لولا المساعدات الأميركية لما تمكنت إسرائيل من محاربة غزة لأكثر من بضعة أشهر
مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي: لولا المساعدات الأميركية لما تمكنت إسرائيل من محاربة غزة لأكثر من بضعة أشهر
يوسي ميلمان - صحفي اسرائيلي
يقول ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي إن سلاح الجو يعمل على صياغة توصية لزيادة إنتاج القنابل والصواريخ والذخائر الأخرى في الداخل، في محاولة للحد من اعتماده على الدول الأخرى، خاصة الولايات المتحدة.
حيث أردف الصحفي والكاتب ميلمان الإسرائيلي بولندي الأصل أن هذا هو موقف سلاح الجو في أعقاب الحرب التي دارت على سبع جبهات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط منذ 11 شهراً، وسوف يستغرق تنفيذ مثل هذا التغيير بضع سنوات إضافة إلى عشرات المليارات الإضافية من الشواكل في التمويل حيث يعزى السبب في ذلك إلى أن معظم معدات سلاح الجو في الحرب حتى الآن تم شراؤها من شركات أميركية باستخدام المساعدات العسكرية الأميركية، وإذا تم تنفيذ التوصيات، فإن صناعة الدفاع الإسرائيلية سوف تزيد بشكل كبير من قدرتها التصنيعية وسوف تضطر إلى توظيف المزيد من العمال، ومعظمهم في الهندسة وغيرها من المجالات التقنية.
يضيف ميلمان بأنه سوف ينضم هؤلاء الموظفون إلى شركات المقاولات الدفاعية الكبرى في البلاد ــ شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وصناعات الفضاء الإسرائيلية، والصناعات العسكرية الإسرائيلية، وأنظمة إلبيت، ولكن العشرات من الموردين الأصغر حجمًا سيستفيدون أيضًا، فبموافقة الكونجرس، أرسلت إدارة بايدن مساعدات عسكرية طارئة غير مسبوقة بقيمة 14 مليار دولار، بالإضافة إلى المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية المنتظمة البالغة 3.8 مليار دولار، كما أرسلت واشنطن 500 مليون دولار أخرى لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية - القبة الحديدية ومقلاع داود والسهم.
إذ تنبع الرغبة في تقليل اعتماد إسرائيل على الموردين الخارجيين مفهومة بشكل أكبر بالنظر إلى تأخيرات إدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بالذخائر الخاصة، حبث يخشى المسؤولون الأمريكيون أن تتسبب هذه القوة النارية في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، لكن التأخيرات مصممة أيضاً لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى أن تصبح أكثر مرونة وتهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يرى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
يتردد أيضا موقف في أوساط القوات الجوية الإسرائيلية حول موقف سابق اتخذته إسرائيل في عام 1967، بعد حرب الأيام الستة آنذاك، حيث فرض الرئيس الفرنسي شارل ديغول حظرا على الأسلحة إلى إسرائيل، والذي شمل الدبابات والقوارب الصاروخية وطائرات ميراج في ذلك الوقت، وبعد ذلك انتقلت إسرائيل من الاعتماد على قوة أجنبية إلى الولايات المتحدة، التي تزود سلاح الجو بكل طائراته المقاتلة وبعض قنابله وصواريخه ومعداته الاستخباراتية فضلاً عن تطوير أنظمة الأسلحة المشتركة لجميع طبقات الدفاع الجوي الثلاث.
وأفصح مسؤول كبير في سلاح الجو لصحيفة هآرتس العبرية إنه لولا إمداد الأميركيين لجيش الدفاع الإسرائيلي وخاصة سلاح الجو، لكانت إسرائيل قد واجهت صعوبة بالغة في مواصلة حربها لأكثر من بضعة أشهر، ويجري سلاح الجو تحقيقين شاملين للغاية؛ وقد اكتمل بالفعل إعداد مسودة التقرير الخاص بأحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أما الوثيقة الأخرى فتتعلق بحالة سلاح الجو منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، ومن المقرر أن يكتمل إعداد هذه الوثيقة بحلول نهاية العام، وسوف يذهب التقريران بعد ذلك إلى رئيس سلاح الجو ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي وهيئة الأركان العامة، وسوف يتم نشر التقريرين في وقت لاحق، في حدود أمن المعلومات.
فيما يتوقع الضابط الكبير ذاته أن تؤدي التوصيات إلى تغيير جذري في سلاح الجو وعقيدته القتالية في كل جانب تقريبًا، بما في ذلك الدفاع عن الحدود وبنية القوات، والاستعداد العملياتي والدفاع عن "الأصول" الرئيسية لسلاح الجو في إشارة إلى قواعده، حيث تمكنت حماس في السابع من اكتوبر/ تشرين اول من الوصول إلى قواعد عسكرية بالقرب من غزة، وألحق حزب الله أضرارًا بقاعدة سلاح الجو على جبل ميرون ونظام الاستطلاع "بالونات سكاي ديو" بالقرب من مفترق جولاني في الشمال، حيث تشمل أنظمة البالونات بالونات و/أو مناطيد.
كما هاجم حزب الله بطاريات الدفاع الجوي في الشمال، ويقول الضابط الكبير في سلاح الجو إن التحقيقين "لاذعان ولا توجد رغبة في إخفاء أي شيء أو التستر" على فشل السابع من أكتوبر/ تشرين اول، ومع ذلك، من المتوقع أن تسلط التقارير الضوء على تعافي سلاح الجو والإنجازات الرئيسية منذ ذلك الحين تحديدا فيما يتعلق بهجماته الدقيقة نسبيًا في غزة ولبنان وسوريا، وهجومه على ميناء الحوثيين في الحديدة باليمن، وخاصة تحييد إسرائيل للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران في أبريل/ نيسان وحزب الله قبل أسبوع.
يقول الضابط إنه لم يرغب في إيجاد الأعذار لما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حتى ولو لم يكن سلاح الجو مسؤولاً عن أغلب أوجه القصور، ويقول: "في الدفاع عن الحدود كان سلاح الجو تابعاً للقيادة الجنوبية، ومع ذلك، فمن الواضح لنا أن المفاجأة كانت جوهرية وشاملة مقارنة بالسيناريو المرجعي، الذي ذكر أنه في أسوأ الأحوال، ربما كانت هناك غارة لعشرات الإرهابيين في موقعين أو ثلاثة مواقع"، وقد أطلق على مثل هذا السيناريو الاسم الرمزي "الفارس الفلسطيني"، وفي الممارسة العملية، تمكن ما بين 3500 و4000 عضو من قوة النخبة التابعة لحماس من اختراق السياج الحدودي والحاجز تحت الأرض.