منصور في مجلس الأمن: من المؤسف أن الأمر تطلب حرب إبادة جماعية ضد شعبنا لكي تضاف إسرائيل أخيرا لقائمة العار

منصور في مجلس الأمن: من المؤسف أن الأمر تطلب حرب إبادة جماعية ضد شعبنا لكي تضاف إسرائيل أخيرا لقائمة العار

نيويورك- طالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ببذل قصارى جهودها لتوفير الحماية الدولية لأطفال فلسطين من الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة.

جاء ذلك خلال المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس حول أوضاع الأطفال أثناء الصراعات، في ضوء التقرير السنوي للأمين العام بهذا الشأن.

وقال السفير منصور: "عام بعد عام، وتقرير تلو الآخر، وعدوان بعد كل عدوان، أدرجت الأمم المتحدة وضع الأطفال الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ضمن المناطق التي تم التحقق من أكبر عدد من الانتهاكات ضد الأطفال فيها، ومع ذلك، لم يتم إدراج إسرائيل في القائمة، بل كانت محمية من التدقيق والمساءلة."

وشدد على أن عدم إدراج إسرائيل طوال هذه السنوات الماضية كان بمثابة تخلي عن الأطفال الفلسطينيين وحرمانهم من العدالة والحماية، واتخذت إسرائيل من ذلك رخصة لإيذائهم أكثر.

وتابع: "من المؤسف أن الأمر تطلب حرب إبادة جماعية ضد شعبنا، وأزمة غير مسبوقة لأطفالنا، لكي تضاف إسرائيل أخيرا إلى قائمة العار هذا العام."

وتساءل السفير منصور عن إنسانية هذا العالم الذي صمت كل هذه السنوات أمام العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأطفال؟

وأشار إلى أن إضافة إسرائيل إلى قائمة العار هذا العام أثار غضبها لأن "استمرار الاسترضاء السياسي والمعايير المزدوجة" جعلها تعتقد أنها مستثناة من سيادة القانون، "فصدقت الكذبة التي تدّعي أن الجيش الإسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم. لكنها كذبة لا يمكن تضليل أي شخص بها بعد الآن".

وحذر من أنه لمدة 8 أشهر، انقلبت كل الأخلاقيات "التي كنا نعتقد أنها موجودة في العالم رأسًا على عقب"، مشيرا إلى أنه لا يوجد شيء أخلاقي في الاحتلال، ولا شيء أخلاقي في نظام الفصل العنصري.

وأكد، في كلمته أمام مجلس الأمن، أنه يمكن إنقاذ آلاف الأطفال الفلسطينيين وتوفير الطعام والمأوى والحماية لهم، وذلك من خلال وقف نقل الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل التي تقتل وتشوه الأطفال.

ولفت إلى ضرورة محاسبة مرتكبي الفظائع، ودعم الشعب الفلسطيني، ودعم الحكومة الفلسطينية، ودعم وكالة "الأونروا" والوكالات الإنسانية التي ترعى شؤون الشعب الفلسطيني، وقبل كل شيء فرض وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.

ودعا السفير منصور المجتمع الدولي إلى فرض وقف فوري لإطلاق النار، وإنقاذ الإنسانية التي تقف على المحك.

وخلال كلمته، تطرق السفير منصور إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة- الذي تحوّل إلى مقبرة للأطفال- إذ قتلت إسرائيل ما يقرب من 16 ألف طفل، ولا يزال 21,000 طفل آخرين في عداد المفقودين، ويُفترض أنهم سُحقوا ودُفنوا تحت أنقاض منازلهم أو ملاجئهم أو في مقابر جماعية، أو يُحتجزون لدى إسرائيل دون القدرة على العثور عليهم.

وأضاف: "لقد قُتل عدد من الأطفال في غزة خلال 8 أشهر يفوق عدد الأطفال الذين قُتلوا في جميع النزاعات المسلحة على مستوى العالم خلال السنوات الأربع الماضية."

وأوضح أن "أطفال فلسطين، كسائر أطفال العالم، كان ينبغي أن ينهوا قريبا عامهم الدراسي وأن يبدأوا إجازتهم الصيفية بالاستمتاع بشواطئ غزة المزدحمة باعتبارها مصدر الراحة الوحيد لهم خلال صيف غزة الحار، والانضمام إلى مخيمات الأونروا الصيفية وربما تحطيم المزيد من الأرقام القياسية العالمية في الرياضة، ما يرسل للعالم رسالة أخرى من الأمل والفرح، ولكن بدلا من ذلك، دمرت إسرائيل المدارس التابعة للأونروا، التي كانت ذات يوم مكانا آمنا لهم للتعلم واللعب، والآن لم تعد حتى مكانا آمنا لهم للاحتماء والبحث عن ملجأ".

ودعا السفير منصور مجلس الأمن إلى تنفيذ قراراته ذات الصلة، بما فيها القرار 2729 المتعلق بحماية المدنيين في حالات النزاع المسلح، والقرار 2728 الخاص بوقف إطلاق النار في غزة، وقرار مجلس الأمن رقم 2735 الذي يدعم مبادئ اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن حول وقف إطلاق النار في غزة، وغيرها من القرارات ذات الصلة.