مئات الآلاف من أبناء شعبنا في غزة يحيون الذكرى الـ 18 لاستشهاد القائد ياسر عرفات

ساحة الكتيبة في غزة خلال احياء الذكرى السنوية الـ 18 لاستشهاد القائد ياسر عرفات
الرئيس في كلمته أمام المهرجان: ياسر عرفات ترك لنا تراثا وطنيا غنيا علينا جميعا الحفاظ عليه وتطويره
غزة- أحيا مئات الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزة، اليوم الخميس، فعاليات الذكرى الـ 18 لاستشهاد القائد الرئيس ياسر عرفات.
وتوافد المشاركون من كافة محافظات القطاع، إلى ساحة الشهيد ياسر عرفات "الكتيبة" بحي الرمال غرب غزة، للمشاركة في المهرجان المركزي "إرثك اليوم حاضر" الذي دعت إليه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
ورفع المشاركون، الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة فتح، وصور الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس.
كلمة الرئس محمود عباس
وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمته خلال المهرجان، إن الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ترك لنا تراثا وطنيا غنيا علينا جميعا الحفاظ عليه وتطويره، مؤكدا السير على الدرب ذاته الذي رسمه القادة المؤسسون، درب الشهداء الأبرار والأسرى البواسل، وعلى نهج "فتح"، ونهج منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ونهج الوطنية الفلسطينية التي تكرست في وعي هذا الشعب العظيم.
وأضاف سيادته أن لا دولة في الضفة دون غزة ولا دولة في غزة دون الضفة والقدس، ولن نقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذه هي الأمانة التي حملنا إياها ياسر عرفات ونحن أوفياء ومتمسكون بتحقيقها، وكما كان يردد أبو عمار "هم يرونها بعيدة وأنا أراها قريبة".
ودعا الرئيس جماهير شعبنا إلى الاستعداد للمرحلة المقبلة، وأن نفشل مخططات الضم كما أفشلناها من قبل، وكما أفشلنا مؤامرة صفقة العصر، والتصدي بحزم لمحاولات منع قيام الدولة الفلسطينية بغزة والضفة والقدس.
وشدد سيادته على استمرار المسيرة حتى تحقيق أهدافنا بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، درة تاجنا وروح وطنيتنا.
وقال الرئيس إن الانقسام أعاد قضيتنا خطوات إلى الوراء، ويهدد بإضاعة ما حققه شعبنا من مكتسبات، كان ثمنها تضحيات باهظة من الشهداء والأسرى والجرحى.
كلمة رئيس الهيئة القيادية العليا عضو مركزية "فتح" أحمد حلس
وألقى رئيس الهيئة القيادية العليا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد حلس، كلمة حيا فيها الجماهير التي زحفت إلى مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الراحل أبو عمار، وحيا أحرار العالم الذين وقفوا وما زالوا مع قضيتنا وعدالتها والذين يؤمنون بحتمية إحقاق الحقوق الفلسطينية، وأمتنا الإسلامية والعربية التي ما زالت على نفس الدرب والقسم والتي تؤمن بأن القدس هي شرفهم وكبرياءهم وهي تعبير عن بقائهم.
كما وجه حلس، تحية الى شعبنا في كل مكان في الضفة المنتفضة وفي مناطق الـ48 في المثلث والجليل والساحل والنقب، وتحية إلى كل أحرار العالم وإلى غزة الوفاء والشهادة والكبرياء.
وأضاف، إن غزة لم تتخل يوما عن مشروعها الوطني، وعن دورها ولم تتأخر في أي معركة من معارك شعبنا غزة التي تمثل كبرياء شعبنا.
ودعا إلى مواجهة الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية وهو الاحتلال، الذي يستهدف أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وهويتنا الوطنية، مؤكداً الاعتزاز بقيادتنا.
وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام، مضيفا أنه لا بد من نهاية له، وأفضل وأقصر الطرق هو الذهاب بعملية ديمقراطية بإجراء الانتخابات في كل مناحي حياتنا حتى نطوي هذه الصفحة السوداء ونستطيع التفرغ للبناء، أجيال وأجيال لا يوجد لها فرصة للعمل، خاصة أولئك الشباب اليائسين الذين يذهبون الى ما وراء البحار ويعودوا أو لا يعودوا وإن عادوا يعودوا جثثا كل هذا نحن جميعا نتحمل المسؤولية.
وأكد أنه يجب أن نجد أملا لكل هؤلاء الشباب الخريجين والعاطلين والباحثين عن لقمة العيش، وأن يكون هناك سعي جاد وحقيقي وليس فقط شعارات وكلمات تحرك حقيقي من أجل طي صفحة الانقسام لنبعث الأمل لأبنائنا وأجيالنا.
وأضاف حلس: "نقول للعالم الذي ينتظر أو انشغل بنتائج الانتخابات الإسرائيلية والأميركية انشغل كما شئت فنحن منشغلون بأمور أخرى، أمور الانتخابات الإسرائيلية ليست شغلنا ولن نشغل أنفسنا فيها فكل نتائجها واحدة، وأياً كان من يشكل الحكومة فيها كلهم يتنافسون على الدم الفلسطيني وعلى الأرض الفلسطينية، أما نحن فانشغالنا كيف نحافظ على أرضنا وعلى شعبنا ونتمسك بكبريائنا وكرامتنا".
وفيما يلي نص كلمة سيادته:
أيتها الأخوات أيها الأخوة
يا جماهير شعبنا العظيم في قطاع غزة الحصن المنيع لمشروعنا الوطني، مع شعبنا في القدس والضفة الغربية والشتات.
أنتم أيها الصامدون الصابرون في قطاع غزة، كنتم كل الوقت في قلب وعقل أبو عمار، وأنتم اليوم في قلوبنا وعقولنا، فنحن وأنتم نسير على الدرب ذاته الذي رسمه القادة المؤسسون، درب الشهداء الأبرار والأسرى البواسل، نسير على نهج فتح، نهج منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، نهج الوطنية الفلسطينية التي تكرست في وعي هذا الشعب العظيم عبر التضحيات، لنهزم بهذه الوطنية الرواية الصهيونية، التي تحاول إلغاء وجودنا ونفي علاقتنا بأرض وطننا التاريخي فلسطين، لكنهم نسوا أو تناسوا أن شعبنا الفلسطيني العظيم ظل وما زال وسيبقى صامدا على أرضه عصيا على الانكسار والهزيمة.
أحبائي يا أهلنا في قطاع غزة الأبي
عندما أسسنا فتح مع أبو عمار القائد الرمز، وأبو جهاد وأبو إياد وبقية القادة المؤسسين وغيرهم، كان هدفنا إعادة لم شمل الشعب الفلسطيني الذي مزقته النكبة، إعادة توحيد الشعب الفلسطيني وحشده لهدف التحرير والعودة، لذلك لن نقبل ولن تقبل فتح باستمرار الانقسام، ومهما كان الثمن لتحقيق ذلك.
لقد قلت وبأعلى صوت أن لا دولة في الضفة بدون غزة ولا دولة في غزة بدون الضفة والقدس، ولن نقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذه هي الأمانة التي حملنا إياها ياسر عرفات ونحن أوفياء ومتمسكون بتحقيقها.
وكما كان يردد أبو عمار "هم يرونها بعيدة وانا اراها قريبة". بإذن الله ثم بصمود شعبنا.
إن استمرار هذا الانقسام الحرام يعني من بين ما يعني غياب وحدة الجغرافيا لدولتنا الفلسطينية العتيدة...فمن يا ترى هو المستفيد من تمزيق جغرافيا الدولة الفلسطينية؟ ومن تبديد طاقات شعبنا في صراعات لا معنى لها؟
أخواتي أخوتي
نحن ندرك عذاباتكم ونشعر بمعاناتكم في ظل هذا الحصار الجائر، ونحاول بقدر ما نستطيع أن نخفف عنكم، ولكن علينا أن نكون واعين أن هذا العذاب وهذا الألم لن ينتهي إلا بانتهاء الانقسام الذي أعاد قضيتنا خطوات إلى الوراء، ويهدد بإضاعة ما حققه الشعب الفلسطيني من مكتسبات، كان ثمنها تضحيات باهظة من الشهداء والأسرى والجرحى.
يا جماهير شعبنا العظيم
لقد ترك لنا ياسر عرفات تراثاً وطنياً غنياً، علينا جميعا المحافظة عليه وتطويره وتعزيزه، هم أرادوا أن يصفوا الوجود السياسي للشعب الفلسطيني، واعتقدوا أنهم نجحوا في نكبة عام 1948، لكننا في فتح نهضنا ونهض الشعب الفلسطيني معنا رغم مؤامرتهم ومذابحهم، أرادوا طمس هويتنا الوطنية، ونحن أعدنا إحياءها وتصليب عودها.
لقد سلمنا ياسر عرفات الثوابت الوطنية، ونحن متمسكون بها ولن نتنازل عنها وقلنا في وداعه العهد هو العهد والقسم هو القسم.
علينا أن نكون جاهزين للمرحلة القادمة، وأن نفشل مخططات الضم كما أفشلناها من قبل، وكما أفشلنا مؤامرة صفقة العصر، وأن نتصدى بحزم لمحاولات منع قيام الدولة الفلسطينية بغزة والضفة والقدس، هم يدركون أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها، ونقول لهم نحن هنا باقون ولن نرحل.
الأخوات والأخوة
أنتم أعزاء على قلوبنا، سنبقى معاً يداً واحدة حتى ننهي الانقسام ونهزم الاحتلال، فليس لنا إلا هذا الخيار وهذا الدرب وسنمضي عليه حتى القدس ورفع رايات فلسطين على مقدساتها.