مشروع جدار جديد في الأغوار الشمالية : "حرب على الوجود الفلسطيني"
![مشروع جدار جديد في الأغوار الشمالية : "حرب على الوجود الفلسطيني"](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/2024/november/img-4857.jpeg)
حذّرت منظمة “البيدر” للدفاع عن البدو والقرى المستهدفة من خطورة مشروع الاحتلال الإسرائيلي لإقامة جدار قريتي بردلة وكردلة في الأغوار الشمالية الفلسطينية، واصفة إياه بأنه “حرب على الوجود الفلسطيني” وسياسة ممنهجة لعزل السكان وتحويل القريتين إلى “غيتوهات مغلقة”.
ووفق تقرير أعدته الباحثة القانونية لين صوافطة، تعاني القريتان من سياسات إسرائيلية تشمل مصادرة الأراضي، التهجير القسري، وأوامر الهدم، حيث صادرت إسرائيل منذ عام 1967 مساحات واسعة من أراضي القريتين، بما في ذلك نحو 5000 دونم من أراضي بردلة و10,000 دونم من أراضي كردلة، التي كانت تُستخدم للزراعة والرعي. هذه المصادرات تمت لأغراض عسكرية أو لصالح المستوطنات الإسرائيلية، مما يهدد النشاط الزراعي، الذي يُعد المصدر الأساسي لرزق السكان.
يعاني سكان القريتين من أوامر هدم تستهدف منازلهم ومنشآتهم الزراعية، حيث صدرت أوامر هدم لنحو 15 منزلاً وعدد من المنشآت الزراعية في بردلة، بينما تهدد أوامر الهدم في كردلة حوالي 30 منزلاً ومنشأة زراعية. وأشار التقرير إلى أن بناء الجدار سيؤدي إلى عزل القريتين عن باقي الضفة الغربية، بما في ذلك مصادر المياه والأراضي الزراعية، مما سيفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف التقرير أن بناء الجدار يمثل تهديداً مباشراً للسكان، حيث سيؤدي إلى فقدان الأراضي الزراعية والمراعي، وبالتالي التأثير على النشاط الزراعي، بالإضافة إلى تفاقم الهجرة القسرية من القريتين، ما يهدد التركيبة السكانية الفلسطينية في الأغوار.
كما ستؤدي سياسات العزل إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع البدوي والقروي، الذي يعتمد على الروابط الاجتماعية والإنسانية، مما ينعكس سلباً على الهوية الثقافية للمجتمع الفلسطيني.
وأكد التقرير أن هذه السياسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر تهجير السكان قسراً أو تدمير ممتلكاتهم.
واعتبر أن ما يجري يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وهو ما يشكل جريمة “ترانسفير” واضحة.
منظمة “البيدر” حمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه السياسات العدوانية، محذّرة من تداعياتها التي قد تؤدي إلى تصعيد الصراع وتعزيز الهجرة القسرية.
ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف بناء الجدار وحماية حقوق الفلسطينيين، كما طالبت بدعم مشاريع زراعية مستدامة للسكان المحليين وتعزيز الجهود القانونية الدولية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار.