ومضات

ومضات

ومضات

ومضات

 

وليد بطراوي


حماية النفس من النفس

علّق أحدهم على منشور "فيسبوكي" حول انتشار الشرطة في رام الله لضبط الوضع، بتساؤله: "هل يمكن أن يحمونا من الاحتلال؟"، مختتماً التعليق بأن هذا مجرد تساؤل وليس رأياً سياسياً! اسمح لي أولاً أن أؤكد أنك بنفيك أنه رأي سياسي، فإنك تؤكد أنه رأي سياسي. أما ثانياً، فقصة الاحتلال وربط أي نشاط من شأنه أن ينظم الأوضاع داخلياً بمدى قدرة أفراد الشرطة على مواجهة الاحتلال، فهو مزايدة فارغة، لأننا نعرف حجم إمكانياتنا، ونعرف أنه لا أحد بإمكانه حمايتنا من الاحتلال وجيشه، وأن هناك العديد من أفراد الشرطة والأمن الذين قنصهم جنود الاحتلال. أما الأمر الثالث، وهو الأهم، أن دور الشرطة وأفراد الأمن حمايتنا من أنفسنا، حيث أصبح كثير منا أخطر علينا من الاحتلال.

رهن الولد/البنت

عندما شاهدت سيارة فارهة تخرج من إحدى المدارس الحكومية، تساءلت ابنتي: "معه يشتري سيارة حقها نص مليون، بس معوش يحط ابنه في مدرسة خاصة؟"، ثم استدركت: "هذا ما بيعني أنه مش كل المدارس الحكومية ضعيفة، في مدارس أقوى من الخاصة، بس بصراحة بستغرب إنه الواحد ممكن يصرف مصاري ع المظاهر بس مش ع عيلته". تعليقها أثار فضولي، وبحثت عن السبب، فوجدت أن البنوك تمنح قروضاً لشراء سيارة أو شقة أو بيت مستقل أو أي شيء يمكن رهنه، لكنها لا تمنح قروضاً للتعليم، لأنه من الصعب رهن الولد/البنت!

بالفرنجي
شاهدت إعلانين لوظيفتين منفصلتين نشرتهما سلطة المياه الفلسطينية في إحدى الصحف المحلية باللغة الإنجليزية، فتساءلت: ما مصير من لا يتقن الإنجليزية؟ وهل النشر بالإنجليزية يعني تساوي الفرص أمام من يمكن أن يتقدم لهذه الوظيفة؟
أليست سلطة المياه جزءاً من مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية تم إنشاؤها بموجب القرار الرئاسي رقم 90 لسنة 1995، وبالتالي فإن إعلاناتها يجب أن تكون بالعربية؟ سيقول أحدهم: "الممول يشترط الإنجليزية"، ربما يكون صحيحاً، ولكنني أعرف أن ما يهم الممول أن يتم الإعلان بشفافية، وأن تكون الفرص متكافئة لكل من يرغب بالتقدم، وأعلم أيضاً أنه من السهل إقناع الممول إذا ما تعنّت، ويمكن لنا على الأقل أن نفرض شرطنا هذا عليه، وأن نقول: إنه من منطلق الشفافية وتكافؤ الفرص، ننشر الإعلان بالعربية.

"سكارسا"
غنت صباح: "آخذ قلبي سكارسا من الشام لبيروت". وكلمة "سكارسا" جاءت من كلمة "سكارس scarce" الإنجليزية وتعني "الندرة". وقد استخدمت في المجتمعات المخملية للإشارة إلى الخصوصية والفردانية. فنقول: "تكسي سكارسا" أي "تكسي خصوصي" وليس مع عامة الناس. صباحاً أرى آباء وأمهات يوصلون أولادهم وبناتهم "سكارسا" إلى المدارس. وفي أغلب الحالات تكون المركبة فارغة ولا يوجد فيها إلا شخص واحد إلى جانب السائق. وهذا يعني في نهاية المطاف تكدس المركبات أمام أبواب المدارس وزيادة الأزمة المرورية، ولهذا يقوم كثير من المدارس في بلدان العالم بتأمين حافلات لنقل الطلبة. أما عندنا فربما يكمن الحل بأن تتفق مجموعة من الأهالي تسكن في نفس الحي على الالتقاء صباحاً في نقطة معينة قريبة من الجميع، ويقوم أحد الآباء أو الأمهات بتوصيل مجموعة الطلبة إلى المدرسة، ويتناوب الأهالي بشكل دوري حيث يكون اليوم يومي واليوم التالي لغيري، والثالث لآخر وهكذا.

لو كنت مسؤولاً

واستلمت منصباً جديداً، لبدأت فوراً بتطبيق ما فشل فعله من سبقني، ولكانت قضيتي الأولى هي ما يطرحه المواطنون من شكاوى ومعالجتها على الفور إذا أمكنني ذلك، أو سعيت لعلاجها بأسرع وقت ممكن. وبالطبع لكانت آذاني صاغية للموظفين وهمومهم واقتراحاتهم، والله وليّ التوفيق.

الشاطر أنا

قبل يومين مدحني أحد المعارف: "والله اليوم انبسطت منك، لأنه نزّلت فيديو بتشيد بتغييرات المرور اللي عملتها بلدية رام الله، يعني شفت الاشي الإيجابي مش بس السلبي". رديت عليه "الشطارة يا صاحبي، إنه علشان الجهات الرسمية تسمع لك، لازم تكون حقّاني، يعني وين في غلط تحكي ووين في صح تحكي، بس المهم لما تحكي الصح ما تكون بوق لأي حد، وما تشتغل علاقات عامة".

 


Share:


آخر الأخبار