"سلاما ياسر عرفات" افتتاحية "الحياة الجديد" عن الإساءة للشهيد "ابو عمار"

كتب صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية افتتاحيتها بعنوان "سلاما ياسر عرفات" تناولت فيه قيام حفنة مأجورة بتوجيه الشتائم للشهيد الخالد ياسر عرفات مفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة وقائدها، مستجنة هذا التصرف المرفوض، الذي لا يخدم غير الاحتلال.
وتساءلت "الحياة الجديدة" في افتتاحيتها، كيف يُشتم ياسر عرفات؟! أي فلسطيني قادر على هذه الشتيمة حقا؟! من يشتم أباه! أليس ياسر عرفات هو أبو الوطنية الفلسطينية؟
وجاء فيها " أن شتيمة ياسر عرفات، ليست شتيمة انفعالات عابرة، بالأمس أهانوا منبر الفتوى في فلسطين، بالاعتداء على المفتي العام، لضرب الشرعية الدستورية، والنضالية الفلسطينية في القدس، واليوم يريدون إهانة رمز الوطنية الفلسطينية، لذات الهدف، ضرب الشرعية، لتدمير مشروعها الوطني التحرري، ولا رابح من وراء كل ذلك سوى الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه لتكريس إعلان ترامب بشأن القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال!".
وفيما يلي نص الافتتاحية:
سلاما ياسر عرفات
أي نصر هذا يشتم المحتفلون به، رمز الوطنية الفلسطينية، ورمز الكفاح الوطني الفلسطيني، الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات! كيف يظل النصر عزيزا مكرما، وهتاف الشتيمة يحط من قدر هذا النصر، وينال من حقيقته التي ما كان لها أن تكون لولا ما تحقق من وحدة ميدانية أيام المعركة!
ولعل الأهم، أي احتفال بالنصر يصح دون هتاف لياسر عرفات، الذي هو اليوم في الحسابات التاريخية، من يقف وراء النصر الذي تجلى بوقف العدوان الفاشي على قطاع غزة الصمود، بما أسس للمقاومة من وجود، ومعرفة، وثقافة، وسلوك، وحضور فاعل في ساحات النضال ضد الاحتلال.
نعم، هو ياسر عرفات من يقف اليوم في الحسابات التاريخية، والوطنية، والأخلاقية وراء النصر، بوصفه زعيم حركة التحرر الوطني الفلسطينية، التي فجرت ثورة المستحيل، مطلع ستينيات القرن الماضي، والذي قضى شهيدا بسُم «الثاليوم» الذي تسلل إلى جسده المنهك، إثر أمر دبر بليل، وبعد أن كان دخان قذائف دبابات الاحتلال التي حاصرت مقره قد سممت هذا المقر وقد وصلت فوهات مدافعها إلى شباك نومه الذي لم يكن لغير ساعات قليلة!
كيف يُشتم ياسر عرفات؟! أي فلسطيني قادر على هذه الشتيمة حقا؟! من يشتم أباه! أليس ياسر عرفات هو أبو الوطنية الفلسطينية، بل من هو هذا الذي يشتم ذاته! فياسر عرفات كما قال شاعر فلسطين الأكبر محمود درويش في كل واحد منا، وفي كل واحد فينا.
لن نقبل بعذر اللحظة الانفعالية، ولا بعذر الحماقات الجاهلية، لأن ياسر عرفات ليس خطا أحمر فحسب، بل هو الشعلة التي أنارت، وما زالت تنير دروب النضال الوطني الفلسطيني، وبكوفية باتت رمزا للأحرار في كل مكان، لا بل إن العالم أدرك حقيقة القضية الفلسطينية، وبات يعرف فلسطين من كوفية ياسر عرفات.
وسنعرف، وعلى الكل الوطني أن يعرف أن شتيمة ياسر عرفات، ليست شتيمة انفعالات عابرة، بالأمس أهانوا منبر الفتوى في فلسطين، بالاعتداء على المفتي العام، لضرب الشرعية الدستورية، والنضالية الفلسطينية في القدس، واليوم يريدون إهانة رمز الوطنية الفلسطينية، لذات الهدف، ضرب الشرعية، لتدمير مشروعها الوطني التحرري، ولا رابح من وراء كل ذلك سوى الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه لتكريس إعلان ترامب بشأن القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال!
وعذرا سيد المقاومة، عذرا ياسر عرفات، إنهم بضعة جهلة، قد لعبت شعارات الأحزاب في عقولهم، فقالوا ما لا يفهمون ولا يقدرون!
رئيس التحرير