كيف سيتغير الشرق الأوسط في حال اصرار واشنطن على تحقيق "التطبيع"؟

كيف سيتغير الشرق الأوسط في حال اصرار واشنطن على تحقيق "التطبيع"؟

كيف سيتغير الشرق الأوسط في حال اصرار واشنطن على تحقيق "التطبيع"؟

بقلم: د. يوآف هيلر / إسرائيل اليوم

ثمة احتمال حقيقي للوصول إلى توقيع مع السعودية. هكذا قال الرئيس الأمريكي بايدن الأسبوع الماضي، في مقابلة مع مجلة “كومفليكت” الأمريكية بعد لحظة من إعلانه بأنه صهيوني ويؤمن بحق شعب إسرائيل على أرض إسرائيل.

لئن كان الاتفاق موضوعاً حقاً في هذا الوقت على الطاولة، فالحديث يدور عن تحول استراتيجي ذي معان بعيدة الأثر على دولة إسرائيل. كان هذا يحصل عشية الحرب، والآن يعلن الرئيس الأمريكي مرة أخرى عن استعداد ملموس من جانب السعودية للاعتراف بدولة إسرائيل بشكل كامل، وتعقد حلف دفاع مع الولايات المتحدة.

يشار إلى أن السعودية تطالب في إطار الاتفاق بسلاح وإقامة مشروع نووي مدني.

نحن ملزمون بأن نفهم: حلف دفاع إقليمي مستمر من إسرائيل وحتى دول الخليج. تفضلوا بإعطائي مكرمة بفتح خريطة والنظر إليها. تواصل جغرافي سياسي يمتد 3 آلاف كيلومتر من البحر المتوسط وحتى بحر العرب، فلئن شعرنا بعظمة التغيير التاريخي باتفاقات إبراهيم، فقد بات الحديث يدور هنا عن خطوة استراتيجية مهمة وصلت إلى أعتابنا في العشرين سنة الأخيرة، وهذا دون الحديث عن المعاني الاقتصادية.

هذا هو الطريق الوحيد للانتصار على محور الإبادة الذي تعد إيران رأس حربته. فنحن نشعر بهذا المحور في إطار عمله منذ تسعة أشهر. ولهذا، حان الوقت للتذكير بأن الناس ينتصرون في ميدان المعركة، ويستحسن ساعة مبكرة أكثر، لكن التاريخ يثبت بأن الانتصارات الحقيقية لا تتحقق إلا بدمج الدبلوماسية والتحالفات الاستراتيجية التي تسمح بنصر دائم على مدى الزمن. وهذا ثبت في اتفاقات إبراهيم التي جلبها نتنياهو مع دول الخليج، وسيثبت بقوة أكبر إذا ما اتسعت الخطوة بشكل كبير ودراماتيكي في دولة مثل السعودية.

صحيح أن الحديث عن التطبيع مع السعودية ليس جديداً، لكن تجدده مهم الآن، في وقت تشهد فيه الحرب على احتمال اتفاق كهذا بوساطة أمريكية.

في إسرائيل، حسب استطلاع أجريناه، فإن 75 في المئة من الجمهور يؤيدون مثل هذا الاتفاق. يمكن الحديث عن رحلات إلى الرياض، وإبحار في خليج إيلات، لكن القصة هنا أكثر أهمية وحرجاً بكثير. السعودية – مكان ولادة الإسلام، الدولة الكبيرة في شبه الجزيرة العربية، مصدرة النفط الأكبر في العالم وإحدى الدول ذات السيولة النقدية الأكبر في العالم – ناضجة للاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية وإقامة حلف إقليمي جغرافي سياسي بدعم كامل من الولايات المتحدة.

من المهم أن نفهم شيئاً إضافياً: ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، مع زعماء آخرين في دول الخليج والمغرب، يعرض نموذجاً واحداً من الإسلام المعتدل ويمد اليد لباقي العالم. وتكمن في هذا النموذج مصالح، لكن لا يزال الحديث يدور عن مسيرة عميقة وواسعة. والدليل، يكفي الانتباه لتغييرات في مناهج التعليم وجهاز التعليم في هذه الدولة أجريت في السنوات الأخيرة باتجاه ليبرالي ومفتوح كي نفهم الاتجاه الذي تسعى للسير فيه.

جزء من انتصارنا على محور الإبادة الإيرانية سيكون بالخروج من هذه الحرب مع اتفاق إقليمي برئاسة السعودية والدعم الأمريكي.

هذا مغير لقواعد اللعب في الشرق الأوسط بكل معنى الكلمة.

 


Share:


آخر الأخبار