تقييد رجل عجوز 20 عاماً بالسلاسل الحديدية

تقييد رجل عجوز 20 عاماً بالسلاسل الحديدية

تمكنت الجهات الأمنية في المغرب بإقليم ورزازات جنوب شرق المغرب من تحرير عجوز احتجزته عائلته 20 عاماً، حيث نقلته الى مصحة الأمراض العقلية بمستشفى سيدي حساين بناصر لتلقي العلاج اللازم .

وذكرت صحيفة "هسبريس" المغربية نقلا عن مصادر أن "المسن كان محتجزا داخل منزله بشكل غير قانوني من قبل أفراد عائلته، بدوار تغزوت بجماعة أمرزكان، التابعة لإقليم ورزازات، وتم العثور عليه مقيدا بالسلاسل الحديدية طوال هذه السنوات الـ20".

التحقيقات الأولية كشفت عن احتجاز هذا المسن بحجة اضطرابه النفسي وأنه يهاجم من حوله، لكن ذلك جرى دون وجود أي سجل طبي يؤكد اضطرابه النفسي ما يجعل عملية الاحتجاز غير قانونية، فضلا عن حرمانه من حريته الأساسية، وتعريضه لظروف إنسانية قاسية.

فيما أثارت الواقعة حالة من الغضب بإقليم ورزازات فيما لا تزال النيابة تبحث في القضية لاتخاذ الإجراء القانوني المناسب.
وخلال التحقيقات أفادت عائلة الضحية بأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية وكان يشكل خطرا على أفراد العائلة وعلى المواطنين، ونفت في المقابل احتجازه، لكنها أقرت بأنها قامت بتكبيله وحبسه في المنزل لتفادي أي أذى يصدر منه.

وفي ظل تصاعد الجدل بشأن تقييد الضحية بالسلاسل الحديدية لعقدين من الزمن، كشفت عائلة الضحية لـ"العربية.نت" تفاصيل معاناتها معه قبل احتجازه منذ عشرين سنة في بيت قديم فوق الجبل في دوار تغزوت بجماعة أمزكان، في ورزازات المغربية.

مرض نفسي وعقلي

فقد أفاد سعيد (اسم مستعار) بأن الضحية قبل عشرين سنة كان يتمتع بصحة جيدة على الرغم من معاناته من إعاقة على مستوى البصر والسمع والنطق، غير أن مرضه النفسي والعقلي بدأ يظهر عقب مطالبته عائلته بتزويجه.

وحين رفضت تحولت حياتهم إلى جحيم وخوف من إمكانية حدوث جرائم قتل واغتصاب داخل البيت وخارجه.

كما أضاف المصدر ذاته (ابن أخيه) أن شجارات عنيفة كادت تودي بحياة أعمامه، كما أن تقييده بالسلاسل "لم يكن اختيارا سهلا على العائلة"، التي يقول إنها "كانت مجبرة على ذلك"، إذ كان يهاجم سكان المنطقة، وكانت تصلهم شكاوى من نساء وفتيات البلدة أنه تحرّش بهن وكان يعتدي عليهن من خلال القيام بحركات بذيئة.

بصحة جيدة                       

وأكد المتحدث ذاته أن الرجل الذي أصبح اليوم عجوزا، كان يرقد في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في برشيد (المعروف محلياً بـ36)، قبل فراره منه وعودته إلى مسقط رأسه قبل سنوات.

وأشار إلى أن عائلته حاولت مرارا إيداعه مصحة الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى سيدي حساين بناصر، لكن لم يكن يطول مكوثه في المستشفى إلا 3 أو 4 أيام، بسبب ضعف طاقة الاستيعاب للمراكز الصحية بالمدينة.

إلى ذلك، أكدت إحدى شهود العيان على لحظة "تحرير" المسن، بعد سنوات طويلة من احتجازه، أنه كان في صحة جيدة ونظيفاً، وأن بنيته الجسدية تظهر اهتمام عائلته به.

إخضاعه للعلاج

وعلى الرغم من حرمانه من حريته، قال سعيد بنبرة متحسّرة إن عائلته عانت كثيرا بسبب اضطراباته النفسية وسلوكياته العنيفة، وأنها حاولت إخضاعه للعلاج، إلا أن محاولاتها فشلت، قبل أن تتواصل من تلقاء نفسها مع مصالح الأمن (الدرك) من أجل إخراجه تحت إشرافها، لأنه بات يشكل خطرا على نفسه والآخرين، وعلى أمل إخضاعه للعلاج والمراقبة الطبية. إلى ذلك، تحقق السلطات في شبهة الاحتجاز غير القانوني للشخص المعني.