تسارع نشاط قطاع الخدمات الأميركي في ديسمبر وسط علامات على ارتفاع التضخم

تسارع نشاط قطاع الخدمات الأميركي في ديسمبر وسط علامات على ارتفاع التضخم

ارتفع نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، لكن زيادة مؤشر الأسعار المدفوعة مقابل المدخلات إلى ما يقرب من أعلى مستوى خلال عامين تكشف عن صعود التضخم، وهو ما يتوافق مع توقعات الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة خلال 2025.

وقال معهد إدارة التوريدات الأميركي، يوم الثلاثاء السابع من يناير/ كانون الثاني، إن مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي ارتفع إلى 54.1 خلال ديسمبر مقابل 52.1 في نوفمبر/ تشرين الثاني وسط طلب قوي. 

وجاءت تلك القراءة للمؤشر أقوى من توقعات خبراء اقتصاديين استطلعت وكالة رويترز آراءهم للقراءة عند مستوى 53.3.

وتشير قراءة المؤشر فوق مستوى 50 إلى نمو في قطاع الخدمات، الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد الأميركي.

وأضاف مؤشر مديري المشتريات إلى البيانات الاقتصادية القوية، بما في ذلك إنفاق المستهلكين، التي أشارت إلى أداء اقتصادي قوي في الربع الرابع من العام الماضي. قالت مؤسسة إدارة التوريدات الأسبوع الماضي إن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ارتفع إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر خلال ديسمبر/ كانون الأول.

تحسنت معنويات قطاع الأعمال بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية التي عقدت في الخامس من نوفمبر الماضي وسط آمال في خفض الضرائب وبيئة تنظيمية أكثر تحريراً للقطاعات. لكن هناك مخاوف من أن التعهدات الأخرى من إدارة ترامب القادمة، بما في ذلك فرض رسوم جمركية أعلى على السلع المستوردة والترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، قد تؤدي إلى تأجيج التضخم وخنق النمو.

ارتفع مقياس الطلبات الجديدة لمسح ISM إلى 54.2 خلال ديسمبر مقابل 53.7 في نوفمبر. كما زاد مؤشر نشاط الأعمال إلى 58.2 مقابل 53.7 في نوفمبر.

ومع زيادة الطلب، ارتفعت أيضاً تكلفة المدخلات. قفز مقياس الأسعار المدفوعة لمدخلات الخدمات إلى 64.4 في ديسمبر، وهو أعلى قراءة منذ فبراير/ شباط 2023، مقابل 58.2 خلال نوفمبر.

توقف التقدم في خفض التضخم نحو هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2% خلال معظم النصف الثاني من العام 2024 وسط اقتصاد مرن. في الشهر الماضي، خفض الفدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق بين 4.25% و4.50%.

ومع ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام مقارنة بأربع مرات كان قد توقعها في سبتمبر/ أيلول، معترفاً بمرونة سوق العمل والاقتصاد بشكل عام.

لم يتغير مؤشر توظيف الخدمات كثيراً ليستقر عند 51.4 في ديسمبر. من المرجح تباطؤ نمو الوظائف الشهر الماضي مع تلاشي الدعم من نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير وإضرابات عمال مصانع في بوينغ Boeing وشركة طيران أخرى.

كشف مسح لوكالة رويترز عن أن الوظائف غير الزراعية زادت على الأرجح بنحو 154 ألف وظيفة في ديسمبر/ كانون الأول بعد ارتفاعها بنحو 227 ألف وظيفة في نوفمبر/ تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2%.