سر المحيط المهمل: لماذا لا تستخدم كاليفورنيا ماء البحر لإطفاء الحرائق؟

سر المحيط المهمل: لماذا لا تستخدم كاليفورنيا ماء البحر لإطفاء الحرائق؟

سر المحيط المهمل: لماذا لا تستخدم كاليفورنيا ماء البحر لإطفاء الحرائق؟

مع تزايد رقعة الحرائق في ولاية كاليفورنيا الأميركية، والتي أتت على نحو 10 آلاف مبنى في منطقة لوس أنجلوس الساحلية، برزت مشكلة شح المياه العذبة التي تعيق جهود الإطفاء. 

ومع امتداد ساحل الولاية على المحيط الهادئ، يطرح سؤال بديهي نفسه: لماذا لا يتم استخدام مياه المحيط لإطفاء الحرائق؟


هل يمكن استخدام المياه المالحة لإطفاء الحرائق؟

لإطفاء الحريق، يجب تعطيل أحد العناصر الثلاثة التي تغذي اشتعال النار: الحرارة، الوقود، أو الأكسجين. عند صب الماء على النار، يتم امتصاص كمية كبيرة من الحرارة لتبخير الماء، مما يخفض الحرارة ويوقف التفاعل الكيميائي. كما يعمل الماء على خنق النار بمنع وصول الأكسجين إليها.

المياه المالحة والعذبة تعملان بشكل مشابه في هذا السياق، حيث يمكن لكلتيهما تبريد النيران وقطع الأكسجين عنها. ولكن، رغم هذه الفاعلية النظرية، فإن المياه المالحة لا تُستخدم عادةً في عمليات الإطفاء، والسبب يعود إلى عدة عوامل.


مشكلة التآكل وتضرر الغطاء النباتي

أحد أبرز العوائق لاستخدام المياه المالحة هو خاصية التآكل. العديد من المعدات المستخدمة في الإطفاء، مثل الخزانات والأدوات المعدنية، قد تتآكل سريعًا عند تعرضها للمياه المالحة.

بالإضافة إلى ذلك، تشكل المياه المالحة تهديدًا كبيرًا للغطاء النباتي. 

إذ يؤدي محتوى الملح العالي إلى جعل التربة قاحلة لسنوات، حيث يعيق قدرة النباتات على امتصاص المياه بسبب تأثير التناضح. لذلك، يعتبر استخدام المياه المالحة عمليًا فقط في المناطق الساحلية أو الحضرية التي تفتقر إلى الغطاء النباتي، شريطة توافر معدات مقاومة للتآكل.


أي الماءين أكثر فعالية في إطفاء الحريق؟

عمومًا، المياه العذبة أكثر فعالية من المالحة في إطفاء الحرائق. يعود ذلك إلى تأثير الملح الذي يقلل من قدرة الماء على التبريد. 

بالإضافة إلى ذلك، المياه المالحة مادة موصلة للكهرباء، مما يجعل استخدامها في الحرائق الكهربائية خطرًا بسبب احتمالية التسبب في صدمات كهربائية.

رغم هذه العيوب، فإن استخدام المياه المالحة يظل خيارًا أفضل من عدم التدخل مطلقًا، خاصة في حالات الضرورة القصوى.


تأثير المياه المالحة على النباتات

للمياه المالحة تأثيرات مدمرة على النباتات بسبب محتواها العالي من كلوريد الصوديوم، الذي يرفع ملوحة التربة بشكل كبير. بعد استخدام مياه البحر في إطفاء حرائق الغابات، يبقى الملح في التربة لفترة طويلة، مما يسبب أضرارًا كبيرة للنباتات ويحد من قدرتها على النمو.

وعلى الرغم من أن المياه المالحة قد تكون خيارًا متاحًا لإطفاء الحرائق في بعض الحالات، إلا أن آثارها السلبية على المعدات والبيئة تجعل المياه العذبة الخيار المفضل في معظم الحالات. 

ومع ذلك، يمكن الاستعانة بها كحل مؤقت في المناطق التي لا تتوفر فيها المياه العذبة.


Share:


آخر الأخبار