حَصل على جائزة معمارية ثم حكم عليه بالإعدام!
هدم مبنى جامعي حائز على جائزة معمارية يثير جدلاً واسعاً في بريطانيا
مانشستر - نوفمبر 2024
من المقرر أن يُهدم مبنى Centenary الشهير في جامعة سالفورد بإنجلترا بعد أقل من ثلاثة عقود من بنائه، على الرغم من حصوله على جائزة ستيرلنغ المعمارية المرموقة في عام 1996.
هذا القرار أثار موجة من الانتقادات، خاصةً أن المبنى يعد واحدًا من أهم الأعمال المعمارية الحديثة، حيث أنشأته شركة المعماري البريطاني ستيفن هودر الذي عبّر عن استيائه العميق من قرار الهدم.
سبب الهدم وتبرير الجامعة
أكدت الجامعة، في بيان لها، أن قرار الهدم جاء نتيجة "البنية التحتية القديمة" للمبنى، والتي لم تعد تلبي المتطلبات والمعايير الحديثة. وأشارت إلى أن المبنى بقي فارغًا لعدة سنوات، وأن هدمه يأتي ضمن خطة إعادة تطوير واسعة للمنطقة المحيطة.
وقد أثار هذا التبرير انتقادات المهندس هودر الذي رأى في الهدم قرارًا لا يتماشى مع المبادئ المستدامة، خاصةً مع وجود إمكانية لترقية المبنى بدلاً من هدمه. وقال: "البنية الأساسية المتقادمة ليست مبررًا كافيًا للهدم، حيث يمكن تحديثها بدلًا من إزالتها، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملية الهدم".
محاولة لحماية المبنى
تسعى جمعية القرن العشرين، وهي جهة تهتم بحماية المباني الحديثة في المملكة المتحدة، إلى إدراج مبنى Centenary ضمن قائمة التراث الإنجليزي. وقدمت الجمعية طلبًا رسميًا إلى هيئة التراث الإنجليزي في أكتوبر لحماية المبنى، مشيرةً إلى تصميمه الفريد الذي يتمثل في جدران خرسانية متقاطعة وممر داخلي،
والذي يشكل جزءًا من طابعه المعماري المميز. وأضافت الجمعية في بيان أن المبنى يمثل قطعة متطورة من الهندسة المعمارية الحديثة، مع إمكانيات واضحة لإعادة الاستخدام كمدرسة أو مركز مجتمعي، وحثت الجامعة على إعادة النظر في القرار.
وجهة نظر المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين
أعرب رئيس مجلس إدارة المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين جاك برينجل عن دعمه لإعادة استخدام المباني الحائزة على جوائز معمارية، مشيرًا إلى أن إعادة الاستخدام التكيفي لهذه المباني أمر ضروري لتحقيق مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية.
ورأى برينجل أنه من الضروري النظر في إدراج المباني الفائزة بجائزة ستيرلنغ ضمن قائمة التراث المعماري، مؤكدًا أن هذه المباني "تمثل أفضل ما حققته الهندسة المعمارية في بريطانيا كل عام، ويستحق إدراج مبنى واحد حديث على الأقل في القائمة لحمايته."
مستقبل المنطقة
يعكس هذا الجدل الأوسع حول الحفاظ على المباني التاريخية والمعمارية المميزة أمام خطط التحديث وإعادة التطوير. ويرى بعض النقاد أن مبنى Centenary يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا للتجديد العمراني في المنطقة مرة أخرى، كما كان دوره في السابق، دون الحاجة إلى هدمه.