"خلة حجي".. ثروة صخرية يستهدفها الاحتلال
بيت لحم- يقف المواطن الأربعيني غالب الطويل يحصي خسائره التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، بعد مداهمة محجره قبل أيام في منطقة خلة حجي في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، والاستيلاء على مقص لنشر الحجارة الخام والذي تزيد قيمته على نصف مليون شيقل، وأعطبت العديد من المعدات الثقيلة من محاجر مجاورة.
يقول الطويل إنه قبل أيام توجه لمحجره بحدود الساعة الخامسة والنصف صباحا، وتفاجأ بوجود أعداد كبيرة من جنود الاحتلال الذين اقتحموا المكان، واستولوا على مقص النشر وأعطبوا بعض المعدات لدى جيرانه قبل انسحابهم.
وأشار إلى أنه قبل أربعة أشهر وفي مشهد مشابه اقتحم الجنود المكان واستولوا على كومبيوترات المعدات الثقيلة التي تقدر قيمتها بـ25 ألف شيقل، مؤكدا ان الاستيلاء على المعدات أو إعطابها تسبب بتعطلهم عن العمل لعدة أشهر، وألحق بهم أضرارا اقتصادية كبيرة.
وأوضح أنه بعد الاستيلاء على المعدات احتجزها الاحتلال في تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" وفرض غرامات باهظة علينا لاسترجاعها ويشترط لمتابعة الملف مع "الإدارة المدنية" تعيين محام إسرائيلي تفوق أتعابه الـ20 ألف شيقل، إضافة لدفع تكاليف تحركات الدوريات اللوجستية.
وبين أن الاحتلال داهم محجره على مدار سنوات طويلة حوالي 7 مرات، مقدرا مجموع خسائره بنحو مليون ونصف مليون شيقل.
وكان الحال مشابها لدى رئيس اللجنة الاقتصادية في بلدية بيت فجار سلامة بلو وهو أحد مالكي محاجر خلة حجي الذي قال إن هجمة الاحتلال المسعورة بدأت في الخلة عام 1994، حيث كان هو أول صاحب محجر يستولي الاحتلال على معداته.
ويذكر سلامة انه تم الاستيلاء على "باجر" و"قلاب" في حينه واحتجازهما لمدة ست أشهر، وفرض الاحتلال غرامة قدرها 55 ألف شيقل في ذلك الوقت، وبعدها توالت الاقتحامات لتلك المنطقة باستمرار بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات بالسنة ولكنهم يتعمدون إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالاستيلاء على المعدات أو إعطابها.
وأشار إلى أن محاجر خلة حجي تقع إلى الشرق من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وتقدر مساحتها 1800 دونم، ثلثاها تصنف ضمن مناطق "ج" والثلث المتبقي مصنف ضمن مناطق "B"، وهي منطقة صخرية وتعتبر مخزونا صخريا استراتيجيا، فيها ملايين الأمتار المكعبة من الحجارة ذات الجودة العالية والمتوسطة، مبينا أن أحجارها تستخدم لبناء الإنشاءات، وصناعة الباطون والأسفلت ومجالات أخرى.
وتابع سلامة أن منطقة خلة حجي فيها عشرات المحاجر و3 مصانع للأسفلت، و9 مصانع للباطون، و7 كسارات إضافة لمصانع الحجر.
وأكد أن تلك المنطقة مفروزة كمنطقة تحجير على زمن الانتداب البريطاني، وبسبب جودة أحجارها يتم تصديرها لمختلف الدول العربية، مضيفا أن الساحات الخارجية للمسجد الأقصى تم تبليطها من حجارة خلة حجي.
وأوضح أن الاحتلال أدرك أهميتها الاقتصادية بالنسبة للفلسطينيين، وباستمرار يتواجد في أجوائها طائرات استطلاع لرصد تحركات العمال فيها.
بدوره، قال رئيس اتحاد الرخام والحجر الفلسطيني صبحي ثوابتة إن استهداف الاحتلال لمنطقة خلة حجي أمر مقلق ويخلف خسائر فادحة لقطاع الحجر، حيث ان الاستيلاء على المعدات تجعل الإنتاج يتناقص بشكل ملحوظ، إضافة إلى الغرامات العالية التي تثقل كاهل أصحاب المحاجر، إضافة إلى تعطيل العمال والبالغ عددهم في تلك المنطقة 250 عاملا.
وأضاف أأن محاجر خلة حجي هي أرض مملوكة للمواطنين الفلسطينيين وتوجد أوراق طابو تثبت ملكيتها، ويداهم الاحتلال المنطقة بحجة عدم الترخيص، مع العلم أن الاتحاد تقدم أكثر من مرة للجانب الإسرائيلي لاستصدار تراخيص، ولكن في كل يتملص من منحها ولا توجد جهة معينة للتوجه إليها بهذا الخصوص.
وناشد كل الجهات الرسمية للنظر بعين الاهتمام لهذه المنطقة، فهي مستهدفة ومحط مطامع الاحتلال الذي يجدها تدر عليه الأموال من خلال الاستيلاء على المعدات.
عن (وفا)