كيف سيُغيّر فوز ترامب أو هاريس وجه العالم؟

كيف سيُغيّر فوز ترامب أو هاريس وجه العالم؟

بينما يتابع العالم بترقب شديد نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة، يدرك الجميع أن تأثيراتها ستمتد عبر قارات ومناطق عديدة من أوكرانيا والشرق الأوسط إلى التجارة العالمية.

في وقت يرى فيه العالم أن فوز كامالا هاريس يمثل استمرارية للسياسات الحالية، بينما يعد فوز دونالد ترامب باحتمالات فوضوية وعدم استقرار، فإن فكرة “الهيمنة الأميركية المطلقة” تبدو وكأنها باتت من الماضي، بغض النظر عن الفائز.

 

الاقتصاد العالمي: هل تتصاعد الحرب التجارية مع الصين؟

لا يزال الاقتصاد الأميركي الأقوى عالميًا، وتخشى الدول أن تُستخدم القوة الاقتصادية كسلاح. فدونالد ترامب، الذي أظهر خلال رئاسته السابقة استعداده للضغط اقتصاديًا على الخصوم، قد يعيد توجيه السياسة الاقتصادية صوب التصعيد مع الصين. في حين تعتمد هاريس على السياسات الحالية التي تهدف لضبط التجارة مع بكين ولكن بشكل أكثر حذراً.

    •    سياسة هاريس: تلتزم بسياسة إدارة بايدن تجاه الصين، عبر فرض قيود على الصادرات التقنية الحساسة وتشجيع التحالفات الإقليمية لمواجهة نفوذ الصين.
    •    سياسة ترامب: يهدد بفرض تعريفات جمركية شاملة على الصادرات الصينية ويطالب بتقليل الاعتماد عليها، لكن دون توضيح خطة واضحة لحماية الصناعات الحيوية.

 

الشرق الأوسط: النزاع المستمر وأدوار أميركية متباينة

تتعهد هاريس بتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، لكنها دعت أيضًا إلى تخفيف معاناة المدنيين في غزة. كما أيدت جهود إدارة بايدن لتحقيق وقف إطلاق النار، وتدعم حل الدولتين، رغم الصعوبات التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام هذا الحل. أما عن إيران، فتعتبرها هاريس “العدو الأكبر لأميركا” وتدعو إلى عزلها

ويرى ترامب أن هجوم السابع من أكتوبر لم يكن ليحدث لو كان في السلطة، مشيرًا إلى ضرورة أن تحسن إسرائيل استراتيجياتها الإعلامية والعمل على “إنهاء النزاع”.

ودعم ترامب اتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية خلال ولايته الأولى، ويرى ضرورة تعزيز عزل إيران واتخاذ إجراءات قوية ضدها

أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي: الاختبار الأصعب للتحالفات الغربية

تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على دعم حلفائها لمواصلة المواجهة ضد روسيا، إلا أن تزايد الضغوط الداخلية في أميركا حول جدوى هذا الدعم يُشكل تحديًا مستقبليًا.

    •    سياسة هاريس: تعهدت هاريس بمواصلة الدعم الأميركي لأوكرانيا “طالما استغرق الأمر”، لكنها قد تواجه اعتراضات متزايدة في الكونغرس بشأن التمويل المستمر.

وحتى الآن، رفضت هاريس فكرة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ الحلفاء لضرب عمق روسيا أو منحها عضوية حلف الناتو، وهو أمر تعتبره كييف ضروريًا لضمان أمنها.


    •    سياسة ترامب: يعد ترامب بإنهاء الحرب “خلال 24 ساعة” من انتخابه عبر إقناع بوتين وزيلينسكي بالتفاوض، دون توضيح تفاصيل خطته. ويرى ترامب أن على أوكرانيا تقديم تنازلات، متسائلًا عن سبب تحمل الولايات المتحدة هذا العبء الضخم لدعمها، مطالبًا بأن تتقاسم أوروبا مزيدًا من المسؤولية

 

التحولات في النظام الدولي: شراكات جديدة وتحالفات قديمة

تشير التحليلات إلى أن تراجع الدور الأميركي العالمي يتزايد في ظل ظهور قوى جديدة. بينما تخشى أوروبا من عزلة أميركا المحتملة، ترحب دول كالهند وتركيا بنهج ترامب غير التقليدي الذي قد يتماشى مع طموحاتها الإقليمية.

    •    ردود الفعل الدولية: تخشى أوروبا من تراجع أميركا نحو العزلة، بينما تراه قوى مثل روسيا والصين فرصة لتوسيع نفوذها. وترى بعض الدول في نهج هاريس امتدادًا لسياسات بايدن التي تركز على الاستقرار التقليدي، بينما يتسم ترامب بنهج أكثر صدامية وقد يكون مستعدًا لتغيير التحالفات القديمة.

 

مستقبل الدور الأميركي: صدمة للعالم أم استمرار للاستقرار؟

يرى الدبلوماسي السنغافوري المخضرم بيلاهاري كاوسيكان أن التحديات العالمية الحالية ليست مجرد صراع على الديمقراطية الأميركية، بل اختبار لقدرة أميركا على تعزيز استراتيجياتها. ومع التغيرات المتسارعة في النظام الدولي، تظل أميركا أمام اختبار حقيقي في إقناع العالم بقدرتها على قيادة المستقبل.