معادلة: اوكرانيا ومعها اسرائيل مجرد جزء من الذيل

معادلة: اوكرانيا ومعها اسرائيل مجرد جزء من الذيل

معادلة: اوكرانيا ومعها اسرائيل مجرد جزء من الذيل

 

 

حمدي فراج

تشير الاحداث والوقائع الى ان “اوكرانيا” تعود الى امها “روسيا” بعد ان تأكدت الاخيرة ان “ضلالة” ابنتها لم تكن بمحض ارادتها وحريتها ، بل ان هناك من عكف سنوات على تضليلها وتغريرها ، حتى باتت خطرا واضحا وصريحا يتعدى التجاهل و التنكر ، بل العداء والتعسكر ، ولم يعد الامر اجتهاديا لمعرفة ان اوكرانيا قد اوضحت انها في المعسكر الآخر الذي تتصدره أمريكا .
قبل نحو ثلاثين سنة ، انهار الاتحاد السوفياتي و معسكره “حلف وارسو” بدون رصاصة واحدة فيما اطلق عليها “الحرب الباردة” ، ما يثبت انها لم تكن باردة الا بالاسم ، وقبلت “روسيا الاتحادية” المتبقية من الحلف والاتحاد ان تعيش بضعف و سلام ، لكن الحلف الاطلسي الرأسمالي ، “النيتو” واصل بقاءه واسلحته واعضاءه ، بل انه توسع وتمدد وضم اليه دولا جديدة هي التي تشكل ما كان يسمى اوروبا الشرقية ، حتى وصل الى اوكرانيا .

لقد نظرت القيادة الروسية ، برئاسة بوتين ، الى مدى الخطورة التي تمثلها القيادة الاوكرانية، ومدى الضعف الذي يشوب امريكا التي خرجت من افغانستان تجرجر اذيال هزيمتها ، وحلف النيتو الذي كان ماكرون قد وصفه قبل اقل من عامين انه “ميت سريريا” ، واتخذت قرارها التاريخي والنوعي ، هنا و الآن ، كي تعيد الاعتبار لما لحق بها وبشعبها وتاريخها من غبن و خداع وتجاهل ، معتمدة على قوى حليفة ، لها مبادؤها واخلاقها التي لا يعرفها الغرب الامريكي ولا الغرب الاوروبي ، على رأسها الصين وايران وكوبا وفنزويلا ، وفي المنطقة العربية سوريا ، التي بدون شك تحفظ لروسيا انقاذها من براثن وحش الارهاب الاسلامي الذي انشأته ورعته امريكا على مدار عشرات السنين ، ما جعل احد المحللين الاسرائيليين ان يكتب : من كييف الى دمشق .. جبهة واحدة .

و مع المعاناة التي عاشها الوطن العربي على مدار تاريخه الطويل ، بدءا من استعماره الغربي المباشر ، مرورا بالاستعمار غير المباشر ، والذي قد طابق القرن تقريبا ، الا ان النظر الى روسيا في معركتها مع اوكرانيا ، لا يجب ان يكون من ثقب المصالح الضيقة او ما يمكن ان يطلق عليه ، الانتهازية والنفعية والذرائعية او حتى البراغماتية ، بل من باب المباديء والاخلاق ، التي سعت روسيا لينين ومعها صين ماو تسي تونغ و هند غاندي و كوبا كاسترو ويوغسلافيا تيتو ومصر عبد الناصر الى تثبيتها وتعميمها لدى شعوب العالم قاطبة بغض النظر عن جنسهم ودينهم ولونهم . فأين ذهب كل هؤلاء ، وما الذي حل بأوطانهم الجميلة وشعوبهم المعطاءة ومبادئهم العظيمة ، منذ اللحظة التي انفردت فيها امريكا ريغان وبوش الكبير والصغير وانتهاء بترامب والنائم جو ، حتى اصبح العالم مكانا موحشا للعيش فيه .

اوكرانيا ، مجرد دولة اريد لها ان تلعب دورا قذرا مناطا بها ، مثلها مثل اسرائيل ، و بقية دول الريع النفطي العربية ، مجرد ذيل للافعى ، إذا كان بوتين جادا في إعادة روسيا الى مهابتها وارثها التقدمي الانساني ، والعالم بالتالي الى إشراقته واستقراره ، فلا بد إذن من أن “يتبع رأسها الذنبا” .