تركتم ايران وكل الحدود المنفلتة وتمسكتم بـ”فيلادلفيا” فمات الرهائن
بقلم: آفي أشكنازي/ معاريف
كان يفترض بهذا أن يكون يوماً متفائلاً: نهاية العطلة الصيفية، بداية السنة الدراسية، أطفال يسيرون إلى الصف الأول. لكن إسرائيل نهضت أمس إلى صباح صعب؛ 11 شهراً من الحرب والألم والثكل والجرحى وعائلات مخطوفين يترنحون بين الأمل واليأس. كله انصب في صباح واحد باعث على الاكتئاب، يخنق الحلق، مع وهن في الجسم. وذلك بسبب نبأ قتل ستة مخطوفين شبان أبطال، كافحوا 11 شهراً أمام مخربي حماس، ثم قتلوا باسم انعدام الحس، وباسم الكبرياء والإصرار على رواية كاذبة، بسبب تبطلنا كمجتمع.
محور فيلادلفيا مهم؛ هو بالفعل مكان مركزي للضغط على حماس، لأنه مسار تهريب ونوع من تزويد المخربين بالأكسجين. لكن تعالوا ندخل الأمور إلى وزنها الحقيقي؛ من المهم الاستماع لأقوال جهاز الأمن كله. الاتفاق المتدرج كان يفترض أن يتواصل ستة أسابيع، لم يتغير الواقع في هذه المدة إذا ما غادر الجيش الإسرائيلي المحور مؤقتاً. ولن تنجح حماس في إعادة بناء نفسها في ستة أسابيع.
ثلاثة على الأقل من ستة المخطوفين الذين قتلوا كان يفترض أن يتحرروا في الصفقة، لكنهم عادوا في توابيت. لا يمكن تغيير واقعهم – بخلاف مسألة المحور، الذي يمكن لكل خطأ فيه أن يكون مردوداً. محور فيلادلفيا هو المقطع الصغير في الحدود بين إسرائيل ومصر. مقطع داخل إلى القطاع. طوله 14 كيلومتراً. الحدود مع مصر عشرون ضعفاً على الأقل. “حدود غبية”: أسيجة، وطريق دورية، وبضع مواقع رقابة، من دون منظومة إخطار وإلكترونيات. تجتاز من هذه الحدود مخدرات ووسائل قتالية. شرقاً من هناك، على طول مئة كيلومتر، حدود منفلتة أخرى، بين إسرائيل والأردن. تجتاز عبرها كميات من الأسلحة والمال، وعلى ما يبدو المتسللون أيضاً.
إيران التي تحاول إشعال الضفة، تستثمر في هذه الحدود الكثير من الطاقة والوسائل، وجعلتها طريقاً سريعاً للإرهاب. وفي الشمال حدود يمكن اجتيازها وتهريب السلاح والوسائل إلى محافل الإرهاب عبرها. الإصرار على اعتبار محور فيلادلفيا صخرة وجود أمن إسرائيل، أمر بعيد عن الواقع. فضلاً عن أن الولايات المتحدة وجهاز الأمن أعطوا بضعة بدائل لإغلاق فيلادلفيا. المسألة في غزة هي حرية حركة الجيش الإسرائيلي في المجالات. المسألة المقلقة الخطيرة في المنطقة هي إيران. صباح أمس، تلقينا تذكيراً أليماً في منطقة ترقوميا. مقتل أفراد الشرطة الثلاثة نفذه مخرب خدم في الحرس الرئاسي لدى أبو مازن. يبدو أن هناك من عرض عليه المال لتنفيذ العملية القاسية.
هكذا تعمل إيران في الضفة الآن. تعرض الكثير من المال لمخربين محتملين. المهم تنفيذ عمليات. لا يهم انتماؤهم سواء كانوا من حماس أو الجهاد الإسلامي أو فتح. المهم، وفقاً للإيرانيين، أن ينفذوا عمليات إجرامية ضد إسرائيل.
السلاح والذخيرة تصل كما أسلفنا عبر الحدود المنفلتة من الشرق. لضرب رأس الأفعى – إيران، يجب العمل باستراتيجية واسعة، مع الولايات المتحدة، وأوروبا والدول العربية في المنطقة. الطريق تمر في محور فيلادلفيا وفي اتفاق لإعادة 101 مخطوف.