على الاسرائيليين فتح جسور التواصل مع هاريس غير الصهيونية والتحذير من دكتاتورية ترامب
على الاسرائيليين فتح جسور التواصل مع هاريس غير الصهيونية والتحذير من دكتاتورية ترامب
بقلم: ليلاخ سيغان/ معاريف
لا شك أن أشهر صيف 2024 توقيت شائق لزيارة أمريكا: مؤتمر ديمقراطي، وترقب مواجهات، وذروة انتخابات عاصفة مع كثير من الحراكات والتقلبات، ومن المبكر المراهنة كيف ستنتهي كلها.
كما أنه توقيت شائق لسماع يهود أمريكيين. الزاوية التي ننظر فيها إلى الانتخابات من إسرائيل ضيقة للغاية، لكن حين نصل إلى الولايات المتحدة نكتشف منظوراً مغايراً.
تحدثت مع بضعة يهود ليبراليين من محبي إسرائيل، أعربوا لنا عن كثير من التأييد في السنة الأخيرة؛ بعضهم يتبرعون وينتمون إلى منظمات مؤيدة لإسرائيل، وبعضهم زاروها وعبروا عن تضامنهم مع بلدات الغلاف، وكلهم يخافون مما يحصل هنا منذ 7 أكتوبر. وما زال ترامب هو العلم الأحمر بالنسبة لهم.
هم ليسوا تقدميين في آرائهم بأي حال، يمقتون الموضة السائدة في تأييد الفلسطينيين، بل ولا يتأثرون على نحو خاص بهاريس أو بنائبها. ومع ذلك، يخافون ترامب أكثر مما يخافون هاريس. في الخيار السيئ بينها وبين ترامب –سيذهب صوتهم إلى كمالا. رغم ميله المؤيد لإسرائيل، فإنهم يؤمنون بأنهم إذا ما انتخبوه للرئاسة، فإن موقفه من إسرائيل لن يكون ذا صلة. فإذا ما اتخذ خطوات مناهضة للديمقراطية تغير وجه الولايات المتحدة، كما يقولون، فسيؤثر هذا سلباً على حياة اليهود الأمريكيين وعلى دولة إسرائيل أيضاً.
اليهود الذين كانوا جمهوريين منذ البداية، تبدو المعضلة عندهم أقل قلقاً، لكن معظم يهود الولايات المتحدة ديمقراطيون. يشعر بعضهم أن الحزب الديمقراطي يخون اليهود، في قسم منه على الأقل. مع ذلك، سيبقى معظم اليهود الديمقراطيين مع الحزب.
أولئك الذين تحدثت معهم سمعوا التزام هاريس بدعم إسرائيل في الخطاب الذي ألقته، وهذا أرضاهم، كما أنهم يستندون جداً إلى حقيقة زواج هاريس من داغ امهوف، يهودي فخور يعرّف نفسه كمقاتل مصمم ضد اللاسامية.
أمريكا مشغولة بنفسها جداً، واليهود الأمريكيون رغم صلتهم بإسرائيل، هم أيضاً مشغولون جداً بأنفسهم أكثر من انشغالهم بنا. نفهمهم؛ فبعد كل شيء نحن الإسرائيليين مشغولون أكثر بكثير بأنفسنا مما بيهود الشتات.
معظم اليهود في الولايات المتحدة يفهمون الوضع جيداً، يعرفون بأن إسرائيل تقاتل ضد جهاديين متخلفين، وقد صدموا بمذبحة 7 أكتوبر بقدر لا يقل عنا، لكنهم يرون المراوحة التي علقنا فيها، ويقولون إن على إسرائيل أن ترتبط بالواقع لتواصل السير إلى الأمام. من ناحيتهم، لا يمكن مواصلة القتال إلى الأبد والادعاء بأننا سننتصر على التو، بينما إسرائيل تخسر الحرب الإعلامية وتأطير الحرب بكل وضوح، والحكومة ببساطة لا تريد أن تعترف بذلك.
كما أنه كان بودهم أن يروا في إسرائيل قيادة تعرف كيف توحد حولها القسم الأكبر من الشعب اليهودي في العالم. واجب جداً عمل هذا في ضوء تصاعد اللاسامية وأزمة الكثير من اليهود في أرجاء المعمورة. لشدة الأسف، هذه ساحة أخرى لا تتمكن الحكومة الحالية من التصدي لها، ومشكوك بأنها تحاول ذلك.
خرجت من هذه المحادثات مع فهم واضح لترشيح هاريس والسبيل الذي تقدم فيه إسرائيل. نحن حساسون جداً لكل نبرة مناهضة لإسرائيل. وعليه، نحن لا نفسر ما يحصل على نحو صائب بالضرورة. صحيح أن هاريس بعيدة عن أن تكون مؤيدة لإسرائيل أو صهيونية متحمسة، لكن بدلاً من أن نقرر بأنها ضدنا ونطور العداء تجاهها، فمن الصواب التقرب منها (ومن زوجها أيضاً).
إن حملة هاريس تخاف أن تثير غضب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الفترة الحساسة ما قبل الانتخابات. لكن قسماً كبيراً من الجمهور مل حقاً الفوضى المؤيدة للفلسطينيين، إن لم نقل المؤيدة لحماس، وهذه العصابة نجحت مؤخراً في التورط مع السود في الولايات المتحدة. وعليه، على إسرائيل استغلال الفرصة وتغيير الواقع لصالحها. علينا اتخاذ نهج أكثر ذكاء لنعيد بناء الجسور مع الحزب الديمقراطي، بدلاً من دفعه إلى أذرع الإخوان المسلمين.