من ركام منزلها المدمر.. الفنانة سجى موسى تقيم أول معرض فني من نوعه
غزة- من تحت الرماد يحلق الفينيق عاليا من جديد.. ومن تحت الركام يتفجر الابداع ليطوف ارجاء العمورة.. يواجه من ارادوا دفن احلامنا بطائراتهم واسلحتهم الفتاكة.. فتحدت الانقاض بصوت هادر "هنا باقون"، "اني اخترتك يا وطني" ليعود صداها من كل بقاع الارض الى فلسطين محملا بالدعم والاسناد والتأييد والتضامن.
هكذا اردت الفنانة الفلسطينية سجى موسى من غزة، التي عادت الى منزلها بعد ان اختفت طائرات الموت، لتجد منزلها مدمرا، تتناثر جدرانه بعد قصف منزل مجاور.
ككل مكلوم لم تستوعب الفنانة سجى، "26 عاما" خريجة قسم الاحياء، ما حدث، صدمتها بشاعة العدوان، وتحول شكل المكان، وطاردتها أسئلة كبيرة حول العودة الى الحياة الطبيعية، وتقول ان ذلك أصابها باكتئاب وكبت حال دوم ممارستها لعملها الوظيفي.
توالت الافكار في خلد سجى، هل استطيع ان اوصل معاناة شعبي للعالم وكيف؟ وكيف يمكن ان اشارك الناس معاناتي وهمومي التي يتشارك فيها الكثيرون ممن فقدوا منازلهم في العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، فلجأت الى الفن، بالرسم على الركام، وتحويل الحجارة والكتل الاسمنتية الى جداريات تعبيرية، والحجارة الى تحف فنية، فانجزت الكثير وبدأت بنشر صور لوحاتها على صفحتها على شبكة "فيس بوك" لتفاجأ بحجم التفاعل والتواصل والتضامن معها منمختلف ارجاء العالم.
حولت الفنانة سجى الركام الى متحف يحمل رسائل تقول إننا باقون في أرضنا وصامدون في وطننا وسنبقى مدافعين عن أرضنا وحقنا مهما امعن الاحتلال في قتلنا وعاث خرابا ودمارا في ارضنا.
صورت سجى بلوحاتها الحجرية معاناة الفلسطينيين في القدس والضفة وغزة، ورسمت المسجد الاقصى والكوفية وحنضلة، وخطت عليها "باقون"، ولن نرحل" و"واني اخترتك يا وطني حبا وطواعية" لتنتج أول معرض فني بالعالم من نوعية ترسم لوحاته على الركام وشظايا الصواريخ التي دمرت المنزل.