مرض دماغي غامض يجتاح مقاطعة كندية ويثير قلق السلطات

مرض دماغي غامض يجتاح مقاطعة كندية ويثير قلق السلطات

أثار مرض دماغي غامض أصاب مئات الأشخاص في مقاطعة نيو برونزويك بجنوب شرقي كندا قلق السلطات المحلية، التي طلبت مساعدة العلماء من الحكومة الفيدرالية لإجراء تحقيق عاجل.

وطلبت سوزان هولت، رئيسة وزراء مقاطعة نيو برونزويك، من وكالة الصحة العامة الكندية المساعدة في التحقيق في المرض الغامض الذي أصاب المئات في المقاطعة.

جاء ذلك بعد أن رفضت لجنة إشرافية تم تعيينها من قبل حكومة بلين هيجز السابقة الربط بين الحالات المختلفة، معتبرة أن معظم المرضى تم تشخيصهم بطريقة خاطئة.

ومع ذلك، وبعد اجتماعها مع رئيس الوزراء جاستن ترودو يوم الأربعاء، أكدت هولت أن علماء الحكومة الفيدرالية سيتدخلون في التحقيق.

وفي مقابلة أجريت يوم الخميس، صرحت هولت: “نحن بحاجة لإجراء تحقيق شامل لمعرفة السبب وراء إصابة الناس، لأننا حالياً لا نعرف السبب. لا نعرف كيف نحدد المرض أو نشخصه أو نعالجه، كما لا نعلم ما الذي يسببه”.

وأفادت وسائل الإعلام بأن المعاهد الكندية لأبحاث الصحة عرضت على حكومة هيجز السابقة مبلغ 5 ملايين دولار لدعم التحقيق في الأسباب المحتملة لهذا المرض الذي يُعتبر مرضًا تنكسيًا عصبيًا غير نمطي، إضافة إلى تقديم الموارد والخبرات.

وأشارت هولت إلى أن ترودو أكد استمرار توفر هذا العرض، قائلة: “علينا أن نكتشف ما الذي يجعل الناس يمرضون، ونحتاج إلى تحقيق علمي شامل ومفتوح”.

وأضافت: “إن عدم قدرتنا على تفسير هذا المرض أو معرفة سببه ومسار العلاج أمر مؤلم للغاية. كما أن معرفة أنه مرض لا يبدو قابلًا للعلاج، وأن أشخاصًا مقربين فقدوا حياتهم بسببه، أمر مرعب. لذا علينا بذل كل الجهود الممكنة لفهم هذا المرض وإيجاد طرق لوقف انتشاره”.

وأوضحت هولت أن حوالي 400 شخص في نيو برونزويك أبلغوا عن أعراض مشابهة، مشيرة إلى أن الرقم ربما يكون أعلى من التقديرات الحالية، وأن 40 شخصًا قد توفوا بالفعل بسبب المرض.

ووفقًا لصحيفة “ناشيونال بوست”، عاين طبيب الأعصاب في نيو برونزويك، الدكتور أليير ماريريو، مئات المرضى خلال السنوات الماضية ممن يعانون من أعراض غير مفسرة للتدهور العصبي. وتشمل الأعراض القلق واضطرابات النوم وآلام الأطراف وصعوبة التوازن وتشنجات العضلات، إضافة إلى مشاكل في الرؤية والهلوسات، وقد كان العديد منهم دون سن الـ 45.

وأشار ماريريو إلى أنه رصد مستويات مرتفعة من المبيدات الحشرية في دم المرضى، مما دفعه للاشتباه بأن السبب وراء المرض قد يكون بيئيًا.