صحيفة عبرية تتساءل عن سبب إخفاق إسرائيل في إدارة حرب غزة
صحيفة عبرية تتساءل عن سبب إخفاق إسرائيل في إدارة حرب غزة
بقلم: تسفيكا حايموفتش / إسرائيل اليوم
مع أن دولة إسرائيل شابة لكنها جرّت الحروب والأزمات والحملات العسكرية بتواتر عالٍ. لأسفي، هذه الحقيقة لم تقف إلى جانبنا في 7 أكتوبر. رغم هذا، بعد نحو 11 شهراً في الحرب، كنا نتوقع أن تصحو الدولة وقادتها ليديروا الحرب بنجاعة.
مر 324 يومًا على الحرب، وثمة أسبوع آخر مخادع مرة بين فرصة لتحرير المخطوفين وخطر التدهور إلى حرب إقليمية، والسؤال: أهكذا تدار حرب لا ترى نهايتها؟
11 حقيقة وفكرة عن عدم نجاح إدارة الحرب في الـ 11 شهراً:
- كابنت الحرب: طاقم ضيق يفترض أن يجلب تجربة وقدرة وفهماً بأعلى المستويات. عندما لا ينعقد الكابنت لأسابيع طويلة ويكون مستبعداً عن عملية اتخاذ القرارات، فهذا يطرح علامة استفهام كبيرة على عملية اتخاذ القرارات وسلوك جهاز الدولة الأهم في زمن الحرب.
- أهداف الحرب: بوصلة الحرب التي تنشأ عنها العمليات التكتيكية والسياسية. بعد زمن طويل بهذا القدر، مع تغييرات عديدة في ساحات الحرب، يجدر إعادة فحص أهداف الحرب وسلم أولوياتها فيها، لأن ترتيبها يعكس أهميتها. فهل الأهداف التي تحددت في 7 أكتوبر، مثل “تقويض وتدمير حماس”، لا تزال ذات صلة وقابلة للتحقق بعد 11 شهراً من القتال؟ الناطق العسكري ووزراء في الحكومة تحدثوا عن تعذر تحقيق بعض هذه الأهداف. وعليه، فمن الحيوي إعادة تحديد الهدف الأعلى وترتيب الأهداف الأخرى حسب الأهمية.
- حالة الإنهاء: لا يوجد عمل عسكري دون تحديد حالة الإنهاء وشرطه. لأنه إذا لم يكن هكذا، فالأمر يشبه السير في الميدان بلا بوصلة. إن الإصرار على تحديد حالة نهاية الحرب في غزة فقط بعد تحقيق الأهداف، معناه أن نهاية الحرب لن تأتي. فمثلاً: هدف تقويض حماس لن يتحقق دون تحديد واضح لآلية الإنهاء والجسم أو الكيان المحلي الذي سيحل محلها في إدارة القطاع.
- إعلام محلي وعالمي: ينقص إعلام جارٍ في مجالات مثل التعليم، والاقتصاد، والأمن التشغيلي وآليات التعويض. الناطق العسكري ليس بديلاً عن هذا الإعلام الشامل.
- اقتصاد طوارئ: مطلوب جهاز مدني يعمل مع السلطات المحلية، يضمن إعداد بنية تحتية وطنية للحرب ويضمن تواصلاً وظيفياً وسلطوياً. عندما يغيب جهاز كهذا، فكل وزارة تفعل ما تراه مناسباً – بدون يد موجهة.
- منظومة مفاهيم تفسيرية: في وضع فوضوي من الحرب، مطلوب منظومة مفاهيم واضحة. مفاهيم مثل “نصر مطلق” تخلق ارتباكاً أكثر مما تخلق إيضاحاً. بماذا يختلف هذا المفهوم عن مفهوم “النصر”؟ لا فرق. النصر هو نصر. نقطة.
- ثقة الجمهور: وهي عنصر مهم في المناعة الجماهيرية. الحرب التي بدأت بأزمة ثقة تستوجب من الزعماء العمل بكد على ترميمها والعمل حيث مصلحة الجمهور أمام ناظريهم.
- التنسيق والدينامية بين قادة الحرب: إن انعدام الإسناد بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان يتسلل إلى الجمهور ويمس بالمناعة الوطنية.
- بمَ ينشغلون وبمَ لا: يتوقع الجمهور أن يكون انشغال المستوى السياسي بالأمن فقط. أما الانشغال بمواضيع لا ترتب بالحرب، مثل قانون الحاخامات، وتغيير طريقة انتخاب مأمور خدمة الدولة، وتحويل الأموال للشركاء الائتلافيين، فهي أمور تعبر عن القطيعة.
- التحقيق: هذا هو السبيل للتحسن وللتعلم في إطار الحركة. إذا لم يحققوا بشجاع وبانفتاحية، فكيف سيضمنون للجمهور و”لأنفسهم” بأن تكون التتمة أفضل من الأداء؟ ينقص تحقيق معمق وشامل لتحسين الأداء. تحقيق “بيري” ليس مستنفداً، والجمهور لا يعرف عن تحقيقات أجريت داخل الوزارات الحكومية نفسها، وربما ليس صدفة.
- الزعامة: هذه تقاس في نظري بالمسؤولية وبالخطوة الشخصية. مطلوب زعامة تربط بين السياقات، وترسم الطريق، وتوضح انعدام اليقين وتبث الثقة في أوضاع الضغط. زعامة تحلل الواقع بنظرة شاملة ومتعددة الأبعاد ولا تخاف التغير. هذا ليس بسيطاً – لكن هذا هو الاختبار الأهم.
ان إدارة الحرب تكون مع فن يدمج الآليات والأساليب والسياقات مع زعامة رائدة. حرب “السيوف الحديدية” تتحدى إسرائيل. ورغم القاعدة المتينة للدولة، فإن سلوكها في هذه الحرب يحتاج تحسيناً.