ملايين السكان بدون كهرباء بسبب عطل في أكبر محطة طاقة حرارية في كوبا
أدى عطل كبير في محطة الطاقة الحرارية بكوبا السبت إلى انقطاع واسع في التيار الكهربائي حرم سكان البلاد البالغ عددهم 10 ملايين نسمة من الكهرباء. وكان انقطاع التيار الكهربائي أحد الأسباب وراء الاحتجاجات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في 11 تموز/يوليو 2021.
يعاني سكان كوبا البالغ عددهم 10 ملايين من انقطاع واسع في التيار الكهربائي السبت غداة عطل كبير في محطة الطاقة الحرارية حرمهم من الكهرباء.
وقال رئيس البلاد ميغيل دياز كانيل خلال اجتماع أزمة بثه التلفزيون الرسمي، "لن تهون عزيمتنا ... حتى تتم استعادة (التيار الكهربائي) بالكامل"، معترفا بأن كوبا تمر بـ"حالة طوارئ" في مجال الطاقة.
"انهار النظام"
ومن جانبه، أفاد المدير العام للكهرباء في وزارة الطاقة والمناجم لازارو غيرا للتلفزيون الرسمي السبت بأن "الشبكة بدون كهرباء في كلّ البلاد"، وذلك بعد توقف محطة الطاقة الحرارية أنتونيو غيتيراس الواقعة في وسط البلاد عن العمل. وأضاف أنه عندما توقفت محطة الطاقة الحرارية "انهار النظام" مما تسبب في انقطاع كبير للتيار الكهربائي.
وكانت شوارع هافانا الواسعة مع حلول الليل، غارقة في الظلام باستثناء أنوار الفنادق والمستشفيات وعدد من المطاعم أو الحانات الخاصة التي يمكن لأصحابها تشغيل مولّدات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت بيتسابي فالديس (40 عاما) التي توجّهت إلى أحد الشوارع في وسط العاصمة لتنشق الهواء النقي تفاديا للحر في شقتها، "نمر بوضع رهيب ... ليس لدينا غاز، ليس لدينا كهرباء، الحياة صعبة لأن لدينا طفلة صغيرة"، مشيرة إلى ابنة أخيها البالغة من العمر عاما واحدا. وأكدت أن "الأطفال الصغار وكبار السن هم الذين يعانون أكثر من غيرهم".
"حالة طوارئ"
هذا، وكان قد أعلن الرئيس الكوبي الخميس أن البلاد تواجه "حالة طوارئ" في مواجهة صعوبات شراء الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، وذلك بسبب تعزيز الحصار الذي تفرضه واشنطن على الجزيرة منذ 1962. ثمّ أكد مساء الجمعة أنّ "هذا دليل آخر على كل المشاكل التي يسبّبها لنا الحصار".
وفي بداية المساء، أعلنت شركة الكهرباء الوطنية أنها تمكنت بفضل "أنظمة مصغّرة" إضافية، من توليد الحد الأدنى من التيار الذي ينبغي استخدامه لإعادة تشغيل المحطات الحرارية والمولدات في عدد من مناطق البلاد وسيستفيد منه حوالي 19 ألف شخص في جميع أنحاء الجزيرة.
وقال إيلوي فونت (80 عاما) الذي يعيش في وسط هافانا، "هذا غير منطقي"، مضيفا أن "هذا يظهر مدى هشاشة نظامنا الكهربائي... لا يوجد احتياطي، لا يوجد ما يبقي هذا البلد قائما، نحن نعيش كل يوم بيومه".
محطات حرارية "متهالكة"
ويعاني الكوبيون منذ ثلاثة أشهر، من انقطاع متكرر ومتزايد للتيار الكهربائي. والخميس، وصل العجز الوطني في الطاقة إلى 50 في المئة بعدما كان حوالي 30 في المئة، ما زاد من سخط السكان. إذ تقول باربرا لوبيز وهي منسقة محتوى رقمي، "قبل يومين، كنت بالكاد قادرة على العمل، والآن ماذا سأفعل، إنّه لأمر فظيع أن أعيش هكذا، لم أرَ أسوأ من ذلك، خلال 47 عاما."
وفي الأثناء، تم تعليق الدراسة في جميع المراحل إلى غاية الإثنين، كما تم إغلاق جميع الأماكن الترفيهية.
ويشار إلى أن تقنين الكهرباء بدأ في آذار/مارس الماضي في ظل الصعوبات المتزايدة التي تواجهها الحكومة للحصول على الوقود وقطع الغيار اللازمة لتشغيل وإصلاح المحطات الحرارية القديمة.
وقد استمر انقطاع التيار الكهربائي في الأسابيع الأخيرة، لأكثر من عشرين ساعة في اليوم في العديد من المناطق.
ومن جانبه، أعلن رئيس الحكومة مانويل ماريرو الخميس وقف كلّ الخدمات العامة غير الضرورية بهدف إعطاء الأولوية لتزويد المستشفيات والشركات والمنازل بالكهرباء.
هذا، ويتم إنتاج الكهرباء في الجزيرة في ثماني محطات حرارية متهالكة ومعطلة في بعض الأحيان أو تخضع للصيانة، بالإضافة إلى العديد من محطات الطاقة العائمة التي تستأجرها الحكومة من شركات تركية، ومولّدات الكهرباء. وتتطلّب معظم هذه البنى التحتية وقودا لتشغيلها.
ويذكر أن انقطاع التيار الكهربائي كان أحد الأسباب وراء الاحتجاجات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في 11 تموز/يوليو 2021. وفي أيلول/سبتمبر 2022، شهدت الجزيرة انقطاعا عاما للكهرباء بعد مرور الإعصار إيان الذي ضرب الجزء الغربي منها.
وتواجه الجزيرة حاليا أسوأ أزمة منذ ثلاثة عقود، في ظلّ شح المواد الغذائية والأدوية وانقطاع الكهرباء المزمن.
فرانس24/ أ ف ب