"أطفال غزة.. جروح الحرب النفسية"
يعاني أطفال غزة من آثار نفسية مدمرة جراء الحرب المستمرة، إذ تظهر عليهم أعراض مثل التمسك المفرط بوالديهم ورفض الابتعاد عنهم، الخوف الشديد والقلق، التبول اللاإرادي، وفقدان القدرة على النوم أو تناول الطعام. بعض الأطفال فقدوا القدرة على النطق أو أصبحوا عدوانيين نتيجة الصدمات التي تعرضوا لها، بينما يعاني آخرون من إعاقات دائمة أو بُترت أطرافهم بسبب القصف. هذه الصدمات النفسية تعكس واقعًا مأساويًا يُثقل كاهل الأطفال وأسرهم.
تعمل المنظمات الإغاثية في غزة على تقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين، حيث يتم تنظيم أنشطة ترفيهية مثل الرسم والغناء واللعب لتخفيف التوتر. إلى جانب ذلك، تُقام أماكن تدريس مؤقتة لتوفير بيئة تعليمية للأطفال، ويتم تقديم الإسعافات النفسية الأولية لهم، فيما تُحال الحالات الأكثر تعقيدًا إلى متخصصين نفسيين. كما تشمل الجهود توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والملابس، إدراكًا بأن الدعم النفسي والتعليم لا يمكن تقديمهما لطفل يعاني الجوع أو البرد.
وتواجه الأمهات تحديات إضافية في ظل هذه الظروف، إذ يقمن برعاية أطفالهن ومحاولة توفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة وسط النقص الحاد في الموارد. إلى جانب ذلك، يعاني آلاف الأطفال من فقدان ذويهم نتيجة الحرب، مما يجعلهم عرضة للاعتداء والاستغلال. يُذكر أن أكثر من 17 ألف طفل باتوا بلا مرافقين، يواجهون تهديدات متعددة في بيئة تعج بالخطر.
هذه الأوضاع الصعبة تعكس حجم الكارثة التي يعيشها الأطفال في غزة، حيث تُرك جيل كامل يعاني من ندوب نفسية عميقة وأعباء تفوق قدراتهم على التحمل. ومع استمرار الحرب، يصبح من الضروري تكثيف الجهود المحلية والدولية للتخفيف من معاناة هؤلاء الأطفال وضمان حصولهم على الدعم اللازم لتجاوز أزماتهم النفسية.