التوترات بالبحر الأحمر تؤثر على استعدادات التجار في بريطانيا لموسم أعياد الميلاد

التوترات بالبحر الأحمر تؤثر على استعدادات التجار في بريطانيا لموسم أعياد الميلاد

أجبر استمرار أزمة مرور سفن الشحن في البحر الأحمر تجار التجزئة في المملكة المتحدة على تغيير استراتيجيات الشراء الخاصة بهم بشكل كبير لموسم عيد الميلاد المقبل، بحسب تقرير لـ INVERTO، الذراع المتخصصة لإدارة سلسلة التوريد في مجموعة Boston الاستشارية.

وقال المدير في INVERTO، باتريك ليبيرهوف، مسلطاً الضوء على التحول غير المسبوق في الجداول الزمنية لشراء بضائع الموسم: "لا تزال سلاسل التوريد هشة للغاية".

وأضاف: "التأثير المطول للاضطرابات في البحر الأحمر له آثار غير مباشرة على سلاسل التوريد. عادة، يكون الصيف وقتاً هادئاً للشحن والتخزين"، بحسب مجلة Procurement.

واستطرد قائلاَ: "ومع ذلك، في الوقت الحاضر، فإن صناعة الشحن نشطة بشكل ملحوظ، حيث تم تقديم العملية المعقدة المتمثلة في تخزين المتاجر (للسلع) لفترة عيد الميلاد الرئيسية لمدة شهرين".

يخلق هذا التوجه المبكر للشراء تحديات جديدة لتجار التجزئة، الذين يواجهون مشكلات تتعلق بإدارة المخزون.

قال باتريك ليبيرهوف: "فرض هذا ضغوطاً على تجار التجزئة أنفسهم حيث يضيفون المزيد إلى المخزون مبكراً، والذي قد لا يكون لديهم مساحة تخزين له. وبدلاً من ذلك، سيحتاج تجار التجزئة إلى البحث عن مساحة احتياطية للتخزين على المدى القصير، وهو ما قد يكون مكلفاً للغاية".

وفي حين يتوقع تجار التجزئة عادةً استلام البضائع لفترة عيد الميلاد بعد سبتمبر/ أيلول، كان الطلب على هذه السلع هذا العام مرتفعاً منذ يوليو/ تموز - مما وضع ضغوطاً على الموردين لتلبية الطلبات المتفق عليها مسبقاً قبل أشهر.

وهناك أيضاً شعور متزايد بالإلحاح بين تجار التجزئة نظراً لتقلب أسعار الشحن.

وتزداد الحاجة الملحة لتأمين المخزون بسبب التقلب في أسعار الشحن، وذلك بعد أن أدت هجمات جماعة الحوثيين اليمنية على سفن الشحن خلال الأشهر العشرة الماضية إلى زيادة بنسبة 270% في تكاليف الشحن، مع ارتفاع مؤشر Drewry العالمي للحاويات (WCI) من 1389.5 دولار في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 5182 دولاراً في أغسطس/ آب 2024.

يتوقع محللو INVERTO أن يستمر هذا الطلب المرتفع على الشحن حتى فبراير/ شباط 2025 على الأقل، بعد رأس السنة الصينية.

كيف يمكن للشركات تجنب ارتفاع الأسعار؟

للتنقل في هذه المياه المضطربة، توصي INVERTO الشركات بالنظر في اتفاقيات المساحة الكتلية، والتي تتضمن التفاوض بين تجار التجزئة وشركات النقل على سعر لشحن حجم أو وزن ثابت من البضائع في المستقبل.

يقول باتريك: "استجاب العديد من تجار التجزئة لهذه التحديات في الشحن من خلال الدخول في اتفاقيات المساحة الكتلية. يعد عيد الميلاد فترة تجارية حاسمة لتجار التجزئة، لذلك من الضروري التأكد من المخزون المتاح والتكاليف الأولية".

يمكن لهذه الاتفاقيات أن توفر اليقين من حيث التكلفة وتضمن سعة الشحن. تسمح هذه الاستراتيجية بشكل فعال لتجار التجزئة بتحوط أسعارهم ضد ارتفاع الأسعار المحتمل في المستقبل.

كما يتطلب الوضع الحالي اتباع نهج أكثر قوة في التعامل مع علاقات الموردين واستراتيجيات الشراء.

ويقول باتريك: "لا تستطيع الشركات الانتظار لمزيد من التخفيف. فليس لديها خيار سوى تسريع إنتاج وشحن سلعها. ويتطلب القيام بذلك علاقات قوية مع الموردين وشركات النقل".

وتقترح INVERTO أن تفكر فرق المشتريات في إنشاء فرق عمل لوجستية مخصصة لمراقبة أسعار الشحن وأوقات التسليم، والاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي لتحديد طرق الشحن المثلى بناءً على الظروف في الوقت الفعلي.

وعلاوة على ذلك، توصي الشركة بإجراء تقييم شامل لعلاقات الموردين، مع التركيز على خيارات النقل القريب لبناء سلاسل توريد أكثر مرونة.

ونظراً لعدم ظهور أي علامات على انحسار الوضع في الشرق الأوسط، فربما حان الوقت لكي يضع تجار التجزئة خططاً طويلة الأجل لحماية سلاسل التوريد الهشة من الاضطراب.

المصدر: procurementmag.