لاجئ في لاهاي.. مسرحية تُجسّد حق العودة

لاجئ في لاهاي.. مسرحية تُجسّد حق العودة

لاجئ في لاهاي.. مسرحية تُجسّد حق العودة
خليل العلي
منذ نكبة 1948 واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وهو يناضل ويكافح من أجل عودته إلى وطنه فلسطين بشتى الطرق، ومنها الموسيقى والمسرح الذي من خلاله يتم نقل قضية فلسطين إلى العالم.
المخرج المسرحي الفلسطيني محمد الشولي يقول: المسرح يمثل وسيلة فعّالة لنقل أي قضية الى العالم، حيث يتيح للمخرج والممثل التعبير عن التجارب والمعاناة بطرق مبتكرة ومؤثرة. ويعتبر المسرح وسيلة فنيّة تتفاعل مع الجماهير بشكل مباشر، وتسهم في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية بشكل أقوى وأعمق، ومن خلال التعبير الفني والدرامي، يمكن للمسرح تحويل المشاهدين الى مشاركين فاعلين في القضية.
وأضاف، انتهيت مؤخراً من إخراج مسرحية "لاجئ في لاهاي" للمسرح الوطني الفلسطيني من تأليف محمد عيد رمضان وتمثيله بالإضافة إلى وليد سعد الدين، خليل متبولي، إسراء جمعة ورؤى عثمان، وهي من انتاح الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، والمسرحية تلقي الضوء على الأملاك الفلسطينية التي احتلها الصهاينة وهي مسجّلة من خلال الأوراق الثبوتبة الرسمية باسم الفلسطينيين، ويحاول "لاجئ" وهو اسم شخص فلسطيني كان في الغربة واكتسب جنسية أجنبية وعاد إلى المخيم لكي يأخد "الكوشان" مستند إثبات الملكية ويذهب إلى المحكمة الدولية في "لاهاي" ليطالب بحقه.
يلفت الشولي إلى أن المسرحية تعالج قضايا عدّة، من حياة المخيمات إلى المساعدات الإنسانية المشروطة، وحتى التجسس على حياتهم اليومية، وقصدت أن استخدم أسلوب الكوميديا السوداء في بعض المشاهد.
أما الكاتب محمد عيد رمضان فيؤكد أن فكرة النصّ المسرحي مستوحاة من حياة اللاجئ الفلسطيني اليومية، والشخصية الأساسية اخترت لها اسم "لاجئ" لكي تكون اسم على مُسمّى، وهو ترك أهله وغادر إلى إحدى الدول الأجنبية ليعود بعد سنوات عدّة حاملاً جواز سفر أجنبي استطاع من خلاله زيارة فلسطين وشاهد منزل أهله الذي تهجّروا منه وقرر أن يذهب إلى المحكمة الدولية لكي يُعيد البيت المحتل لأنه يملك سند الملكية.  
يضيف رمضان، حاولت أن أتطرق من خلال النص إلى أمور حياتية عدّة يمر بها كل فلسطيني يعيش داخل المخيم، وحلمه العودة إلى وطنه فلسطين مهما طال الانتظار، لذلك عند عودة "لاجئ" من السفر بدأ يسعى لتحقيق الحلم بالعودة وخاصة عندما زار فلسطين وشاهد بيته وبداخله مغتصب لا ينتمي إلى الأرض، وشاهد الشجرة التي زرعها جده، والأرض التي كان يغرسها والده.
المسرحية كان مقرر عرضها في لبنان إلا أنه بسبب العدوان تم تأجيلها إلى موعد لاحق، وسيتم عرضها في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب في مصر حيث قررت إدارة المهرجان أن تكون الدورة التاسعة تحت عنوان "المسرح.. مقاومة" والاحتفاء بالمسرح الفلسطيني الذي يعتبر أحد أوجه المقاومة في وجه المحتل واستعادة الأرض المغتصبة.