رحلة ترميم الردع الإسرائيلي تمر عبر 14 نيسان
رحلة ترميم الردع الإسرائيلي تمر عبر 14 نيسان
بقلم: تسفيكا حايموفتش/ إسرائيل اليوم
رحلة ترميم الردع الإسرائيلي تمر عبر 14 نيسان (ليلة الهجمة الإيرانية) و25 آب (صباح الهجمة المانعة لإزالة رد حزب الله).
ليلة 14نيسان كانت ليلة الرد الإيراني على تصفية قائد فيلق لبنان-سوريا في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي صباح 25 آب خرجت إسرائيل إلى هجمة مبادر إليها لإزالة تهديد رد حزب الله، الذي خطط عقب تصفية رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر قبل ثلاثة أسابيع ونصف من ذلك. ثمة خط ربط مباشر يمر عبر هذين الحدثين.
رسالتان أساسيتان تمران عبر هذين الحدثين:
الأولى، أن الأعمال الهجومية التي خططت لها إيران وحزب الله أحبطت، وكلتاهما أبرزتا فجوة كبيرة بين القدرات والنوايا من جهة، والنتائج من جهة أخرى.
الثانية، أن قدرات الجيش الإسرائيلي الاستخبارية بدت مبهرة لدقتها، واختراق مبهر لأعدائنا: ابتداء من كشف نوايا العدو عبر العملية، وحتى فهم التوقيت في مستوى اليوم والساعة.
حدثا نيسان وآب، يحملان تأثيراً بعيد المدى ومهماً لا مثيل له؛ فهما جزء من ترميم ردع الجيش الإسرائيلي لعموم منطقتنا، ردعاً مبنياً على قدرات استخبارية تخلق أهدافاً نوعية، وعلى عظمة عسكرية في الدفاع والهجوم. وهذه تتحدى أعداء اسرائيل وتدفعهم للتفكير المتجدد في سبل عملهم وفي اختيار الأهداف والتوقيتات. وينبغي أن تضاف إلى هذا وقفة الولايات المتحدة بشكل غير متحفظ إلى جانب إسرائيل في الدفاع والهجوم والإسناد الدولي.
الردع الذي تردى منذ 7 أكتوبر مهم وحاضر، ولا يزال وسيكون له دور مركزي في مفهوم الأمن الذي سيعاد تصميمه كجزء من دروس حرب “السيوف الحديدية”. فعندما يكتشف العدو بأن مخططاته لا تخرج إلى حيز التنفيذ بل وتفشل، وبالمقابل يجبي الجيش الإسرائيلي ثمناً فتاكاً في ردود فعله حين تكون المسافة (اليمن والعراق) لا تشكل قيداً، فإن كل هذا سيدفعه لتغيير طرق عمله. عندها سنكون مطالبين باليقظة وحدة الرؤى لتشخيص هذا التغيير، وإلا سنعلق في جمود يوقعنا في المفهوم المغلوط.
وعليه، فإن الأعمال وحدها، مهما كانت مهمة، فلن تكفي. يجب أن نبني منظومة كاملة تعرف كيف ترفع إلى الحد الأقصى وتعالج وتترجم المعاني التي تخلقها لمفهوم تفعيل مناسب.
خطوات من هذا النوع في الواقع ما بعد 7 أكتوبر تلقى مفعولاً أهم بكثير، وهي جزء من ترميم قدرات ووعي الجيش الإسرائيلي في البعد الخارجي حيال أعدائنا، لكن بقدر لا يقل – في الترميم الداخلي لإسرائيل أيضاً. وهي تضع أساسا ممتازاً لإنتاج ذاك التغيير المنشود، لكن هذا يستوجب أن يأتي مع خطوات استكمالية ومنسقة. عندها سنعرف أننا استخلصنا بعضاً من دروس 7 أكتوبر، ونحن بالفعل نغير الواقع الأمني في منطقتنا.
إذا اخترنا مسار تغيير الواقع الأمني في الشمال خارج طريق الحرب الإقليمية (ويبدو أن هذا هو الخيار المفضل لحكومة إسرائيل) وبخلق إحساس ملاحقة على شكل تصفية مسؤولين كبار، إلى جانب أعمال مبادر إليها لإزالة تهديدات ونزع قدرات وحدها، فإن هذا كله لا يكفي. هذا رغم أن إزالة التهديد الأحد الماضي كان فرصة لتوسيع التشويش على خطة حزب الله، وهوجمت بنى تحتية صاروخية بشكل واسع أكثر بكثير من الحجم الذي خطط له حزب الله في رده.
يمر خط واحد عبر نقطتي حدثي نيسان وآب، من الاستخبارات والردع وبدء واقع جديد. الاختبار هو: كم سنتمكن من استنفاد الفرص لمواصلة تغيير الواقع؟