ريم مشارقة.. أخصائية تغذية اتخذت من القطاع الرياضي محوراً للإبداع في مجالها
رام الله-خبر24
كتبت:أحرار جبريني
إمرأة مفعمة بالطاقة والحيوية.. تعشق المعرفة والتعلم.. جريئة ولا تخشى التجربة.. ماهرة ولديها القدرة على فعل الكثير من الأمور.. تحب العمل كثيراً ولا تفضل الأعمال الروتينيّة.. شخصية رياضة بإمتياز.. مراسلة خبر 24 التقت بها لتخبرنا أكثر عن تخصصها وعملها..
البطاقة التعريفية..
ريم مشارقة 31 ربيعاً، أخصائية تغذية رياضية في المركز الطبي الأولمبي في مجال تغذية الرياضيين، خريجة جامعة بيرزيت عام 2011 من كلية الصيديلة والمهن الطبية المساندة بدرجة بكالوريوس تخصص التغذية والحمية العلاجية، وحالياً تعمل على استكمال الدراسة في مجال تغذية الرياضين عن طريق برنامج الدبلوم الدولي لتغذية الرياضيين مع اللجنة الأولمبية الدولية.
البداية المهنية..
عملت مشارقة في العديد من الوظائف قبل البدء في مجال الرياضة منها مراكز الابحاث والتثقيف الصحي والمستشفيات والعيادات الخاصة والنوادي الرياضية، وفي عام 2013 بدأت بالعمل في مجال الرياضة باتخاذ مسار تغذية الرياضيين والاختصاص بهذا المجال دوناً عن زميلاتها وزملائها في مجال التغذية بسبب اهتمامها الكبير بالرياضة منذ الصغر.
وجدت مشارقة في هذا المجال اجتماع لهوايتها ومهنتها معا فهي الآن تستمتع في مهنتها وتمارسها بحب كونها تربط بشكل كبير ما بين الرياضة والتغذية السليمة للرياضي.
الرياضة أساسية في حياتها..
يكاد لا ينقضي يوم دون ان تمارس مشارقة الرياضة بمختلف انواعها من المشي الى السباحة الى رقص الزومبا وكذلك إرتياد النوادي الرياضية بهدف الاهتمام ببنية جسدها ومكوناته، وذلك لانها بالأصل رياضية حيث كانت تمارس ألعاب القوى وبالتحديد الوثب الطويل ولديها شغف عالِ بالرياضة والحياة الصحية.فقامت باتخاذ مسار تغذية الرياضين لتقدم كل ما تستطيع أن تقدمه للرياضة الفلسطينية للارتقاء بالمستوى الثقافي للاعبينا ولاعباتنا الذين يمثلون اسم فلسطين خارج الوطن وفي المحافل الدولية.
عن تخصص التغذية..
تؤكد مشارقة على أن تخصص التغذية من أجمل التخصصات التي من الممكن أن يدرسها الفرد خاصة اذا كانت من هواياته أو لديه ميول للتغذية الصحية والحياة الصحية بشكل عام لأنها تجمع ما بين المهنة وما بين عيش بعض أسسها على أرض الواقع، موضحةً " نحن نعيش ونطبق قواعد التغذية السليمة قبل أن تكون مهنتنا".
وتشير إلى أن هذا التخصص لديه عدة مجالات تخصصية اخرى فمثلاً من الممكن أن يقوم أخصائي التغذية بالإختصاص بالتغذية العلاجية أو تغذية الرياضيين و تغذية الأم والطفل وغيرها حيث من الممكن ان يتخذ كل أخصائي تغذية مجال اختصاص معين لأن هذا المجال بحر واسع لا ينضب كلما تعمقت به كلما وجدت تفاصيل متخصصة.
وتتابع: التخصص يعتبر في فلسطين جديد من نوعه حيث كانت العديد من الجامعات سابقا تطرح برنامج التصنيع الغذائي التابع لكلية الهندسة الزراعية وكان أحد مساقات هذا التخصص هو التغذية وأسسها إلا أن برنامج التغذية والحميات العلاجية المطروح في جامعة بيرزيت هو أحد تخصصات كلية المهن الطبية المساندة يتبع الدراسة النظرية تطبيق عملي في المستشفيات والعيادات، كان هذا التخصص في بداياته غير معروف وكانت الناس تختلط عليها المعلومات بالنسبة لضرورة استشارة اخصائي التغذية إلا أنه مؤخرا بدأنا نلاحظ إقبال أكثر وتفهم أكبر من الناس لضرورة استشارة الأخصائي لأن كل حالة تختلف دائما عن غيرها ولا يجوز التعميم.
فلسفة اخصائية التغذية الخاصة بالعمل..
لكل أخصائي تغذية فلسفته الخاصة بالعمل وبالنسبة لمشارقة فهي تفضل دائماً توجيه اللاعبين والناس بشكل عام نحو نمط حياة صحي وليس فقط نحو الالتزام بنظام غذائي معين وصارم لفترة محددة أي نظام " The No Diet Diet "، نمط الحياة الصحي يشمل عدة نواحي تضمن للشخص حياة بجودة عالية و أهداف ثابتة وتتطلب من متبعها الالتزام لفترات طويلة ( طول العمر ) وليس لمدة شهر او شهرين، نمط الحياة الصحي يشمل نظام الغذاء الصحي المتوازن والمعتدل، النوم وتنظيم ساعات النوم، شرب الماء والسوائل بكميات كافية، ممارسة الرياضة او اي نشاط بدني بشكل دوري ومنتظم، الابتعاد بشكل عام عن الضغوطات والتدخين و الكحوليات.
وتؤكد مشارقة على أن أخصائي التغذية اذا لم يؤمن بما يقدمه ولا يطبقه هو بشكل عام لا يمكنه أن يكون مؤثر وقدوة لمن حوله ولن يكون مقتنعا بما يقدمه لذلك هي تعتبر نفسها دائما مثال وقدوة في نمط حياتها الصحي والوسطي الذي تتبعه.
أهمية التغذية للاعبين..
توضح مشارقة بأن هنالك العديد من العوامل والركائز المهمة للوصول الى أعلى وأفضل اداء من اللاعبين مثل الاستعداد الجيني أو الوراثي الذي يكتسبه اللاعب في بنيته الجسدية ونوعية اليافه العضلية كذلك التمرين الجيد والفعال وعامل التغذية السليمة في جميع الأوقات قبل التمرينات وبعدها وخلالها وفي فترات الاستراحة وفي فترات التحضير للبطولات وغيرها جميع هذه العوامل مجتمعة اذا تمكن اللاعب من الحصول عليها ستكون النتائج اكثر من مرضية.
وبالنسبة لتغذية اللاعب فمن الضروري على كل لاعب أن يعرف جسمه أولا من ناحية مكونات وقدرات حتى يتم بناء النظام الغذائي السليم الخاص به، فمعرفة كميات العضل والدهون في جسم اللاعب وتوزيعها في الجسم ضرورية لتحديد الأماكن التي يجب أن نزيد فيها الكتلة العضلية او نخففها حسب اللعبة التي يمارسها وحسب موقعه ودوره في اللعبة وكذلك الأمر بالنسبة الى نسب الدهون الموزعة في جسم اللاعب لما لها من أثرٍ سلبي إذا نقصت عن الحد الطبيعي أو زادت عنه ، فعند الاهتمام بغذاء الرايضي فهي تسلط الضوء على نوع التمرين ومدته وشدته ومن هو اللاعب وما موقعه في اللعبة وما نوع اللعبة وما الهدف من التمرين حتى نتمكن من اختيار الوجبة المناسبة قل هذا التمرين او بعده، حتى تتمكن من معرفة الحاجة الى تزويدة ببعض المغذيات والمشروبات والسوائل خلال التمرين أو لا، جميع هذه الأمور مهمة جداً لتمكين اللاعب من الحصول على الجسد المثالي وكذلك على مخازن الطاقة اللازمة له لتقديم أفضل أداء وحمايته من الاصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل الجفاف وشد العضل والتعب والإعياء المبكر خلال اللعب إضافة إلى ذلك فان التغذية السليمة للاعب لها دور مهم وفعال في الحصول على الاستشفاء الامثل بعد أداء التمرين الرياضي أو التواجد في منافسة معينة او مباراة .
تحديات البداية التي واجهت مشارقة خلال مشوارها كاخصائة تغذية في الوسط الرياضي..
بدأت مشارقة مشوارها بهمة ونشاط وبصفتها رياضية كانت اهتمامها وشغفها قوي جدا بالوصول إلى أعلى المستويات مع اللاعبين واللاعبات بسرعة و في وقت زمني قصير، إلا أن العمل على أرض الواقع كان أصعب من المتوقع حيث بد ات بمقابلة اللاعبين واللاعبات من مختلف الفئات العمرية ومن خلفيات ثقافية مختلفة ومن بيئات وقناعات مختلفة، عدا عن تأثير المدربين على اللاعبين بقناعاتهم وعاداتهم الغذائية التي تتراوح بين الجيد احياناً والخاطئ احياناً.
وتشير مشارقة إلى أن الصعوبة كانت في ايصال المعلومات الى اللاعبين وبالمقابل عدم قدرتهم على تعديل نظامهم الغذائي وتطبيقها، ومن المعيقات التي تواجهها دائماً هو عدم تمكنها من التواجد بشكل مستمر مع اللاعبين واللاعبات فمعظمهم من مناطق مختلفة لا يتم اجتماعهم إلا خلال المعسكرات التدريبية المغلقة وتكون الفترة قصيرة وبالتالي لا يمكنها استكمال المتابعة معهم بسهول ويسر وغالبا ما يعود اللاعب الى نظامه الغذائي المعتاد بعد خروجه من المعسكر التدريبي وخلال فترات الاستراحة.
وتتابع: من الصعوبات التي واجهتها أيضا اقناع بعض المدربين والمدربات والاداريين في الفرق الرياضية ببعض أساسيات التغذية العلمية الحديثة حيث أن البعض منهم كانت لديه قناعات غير قابلة للتغير أو كان يعتقد ان لديه الكم الكافي من المعلومات ليقدمه للاعبيه دون الحاجة إلى استشارة أخصائي تغذية، عدا عن قلة الموارد المتاحة والدورات والمتخصصة في هذا المجال.
طبيعة عملها في مؤسستها..
التواجد في منظومة رياضية ضخمة تضم جميع الألعاب الرياضية التي يمارسها شبابنا وشاباتنا الرياضيين المحترفين منهم والهواة وهو المركز الطبي الأولمبي حاليا التابع للجنة الأولمبية الفلسطينية يجعل على عاتق مشارقة مسؤولية تقديم الأفضل لهم في كل ما يخص تغذيتهم قبل وخلال وبعد التمرين وأبرز مهامها هي تقييم وتحليل الممارسات الغذائية لللاعبين واللاعبات، دراسة تكوين جسم كل منهم، ودراسة توازن الطاقة ( حساب الطاقة الداخلة للجسم والمصروفة ) لكل لاعب ولاعبة في سياق أدائهم الرياضي ووضعهم الصحي وتقديم المشورة لكل لاعب عن التغذية الأمثل في مرحلة التمرين التمرين، مرحلة المباريات، قبل المنافسات الكبيرة او السفرللاستشفاء بعد التمارين والمباريات، والتحكم في الوزن والكتلة العضلية ، زيادة المناعة، التقليل من اضطرابات الأكل ونقص الفيتامينات.
كما تعمل مشارقة على توفير خطط غذائية فردية لكل لاعب أو لاعبة للوصول لأعلى أداء رياضي وأفضل وضع صحي ممكن، وإدارة شرب الماء والمشروبات الأخرى لتنشيط اللاعبين ومنع حدوث الجفاف وغيرها من الاضطرابات، بالإضافة إلى التعامل مع بعض المشاكل الصحية والغذائية لدى اللاعبين مثل نقص الفيتامينات، الانيميا، مشاكل الجهاز الهضمي ,ونقص الحديد في الدم المنتشر كثيراً بين اللاعبين، بالإضافة إلى تقديم استشارة تغذوية خاصة للاعبين المصابين،لاولعب دور تكاملي مع الفريق الطبي للاعبين.
واخيراً تقييم الحاجة لبعض المكملات الغذائية حسب وضع كل لاعب على حدة، وعمل منشورات تثقيفية الكترونية و ورقية ونشر بعض المقالات في المجلة الدورية للجنة الأولمبية او الصفحات الالكترونية للجنة الأولمبية، وتقديم محاضرات تثقيفية للاعبين واللاعبيات والحكام والمدربين في شتى الألعاب الفردية والجماعية.
عن الدورات والمحاضرات التي قدمها للوسط الرياضي..
التثقيف في هذا المجال هو أحد أهم الطرق لايصال المعلومة والمحاضرات العامة والمتخصصة في مجال تغذية الرياضين التي تقوم مشارقة عادة بتحضيرها بشغف قبل تقديمها، كون هذه المحاضرات تجعل الوصول للمعلومة أسرع وأسهل وذلك بالتواصل المباشر بينها وبين اللاعبين أو المدربين فطرح فكرة أو معلومة معينة خلال المحاضرة عادة يعزز التفكير لديهم ويشجعهم على طرح التساؤلات للتأكد من صحة بعض المعلومات لديهم ومن الجميل إن بعض التساؤلات أحياناً تفتح باب للنقاش والتحاور خلال المحاضرات خصوصاً دورات مدربي كرة القدم لكافة المستويات ( A, B , C , D ) التي تطرح من خلالها العديد من المواضيع منها نتائج عدم اتباع نظام غذائي صحي وجيد للاعبين أو نتائج التغذية السليمة بعض المشاكل التي يعاني منها اللاعبين وكيفية تفاديها.
وتوضح مشارقة بأن نشر الوعي بشكل أكبر بين فئات المجتمع تطلب منهم قبل عامين البدء بمشروع تثقيفي لطلاب وطالبات المدارس عن التغذية الصحية والسليمة بالتعاون مع الاتحاد المدرسي وكان لهذه المحاضرات وقع وصدى جيد جداً حيث طالب بعض الطلاب باعادة المحاضرة او طرح محاضرات اخرى كما تم طرح محاضرات لطلاب الجامعات من تخصص التربية الرياضية وكذلك لاقت اهتمام واسع وجيد ورد فعل ايجاب وتفاعل كبير من الطلاب
الاخصائية الأبرز في الوسط الرياضي..
تعتبر ريم مشارقة أخصائية التغذية الوحيدة في فلسطين التي اتخذت مسار تغذية الرياضيين إضافة لفترة خبرتها التي تتمثل بعشرة أعوام وهذا ما جعلها الاخصائية الأبرز.
وبهذا الخصوص تقول مشارقة "خلال مسيرتي المهنية حصلت على العديد من الدورات في هذا المجال وكذلك متابعتي لكل ما هو جديد وتواصلي مع اخصائي تغذية الرياضين من دول مختلفة فقد طورت نفسي وسجلت بالعديد من المحاضرات والدورات الجديدة وإن كانت على نفقتي الخاصة في بعض الاحيان واحياناَ أخرى كانت اللجنة الأولمبية داعمة بقوة إضافة إلى ذلك أنني رياضية قبل أن أكون أخصائية تغذية فهذا يجعلني أقرب الى عالم الرياضين ومعرفة احتياجاتهم وانماط حياتهم".