سموتريتش العدو الداخلي لإسرائيل
سموتريتش العدو الداخلي لإسرائيل
بقلم: يوسي كلاين/ هآرتس
سموتريتش أول من لاحظ ذلك. في الوقت الذي كان فيه الجميع منشغلين بالعدو من الخارج، لاحظ الوزير سموتريتش العدو من الداخل. هذا أمر غير سهل؛ فالعدو الداخلي متملص ويصعب تشخيصه، ليس لأنه يختبئ، بل العكس، مثل جميع الأعداء من الداخل؛ فهو يظهر تجاه الخارج الإخلاص الكبير والوطنية المتحمسة. هو ليس حليفاً للعدو، ولكن أهدافه تشبه أهداف العدو: التدمير وزرع الشك والفوضى.
لإيران شريك في الداخل، قال الوزير سموتريتش.
في الأسبوع الماضي، كشف أن “الخطة التدميرية الإيرانية تقوم على ضربة نارية… تندمج مع احتلال بري في عدة ساحات، بما في ذلك الساحة الداخلية”. ساحة داخلية! هذا شيء جديد، لم نسمع عنه. صدقوني، هو شخص يعرف. وحتى لو كان شخصاً حقيراً، يجب الاستماع إليه.
إلى أي مستوى وصلت حقارة هذا الوزير؟
ليس هناك من هو أحقر منه. السؤال هو: ما الذي يجعل شخصاً مثله يلعب دور نابليون – تسوية غزة بالأرض وتدمير طولكرم وتجاهل المخطوفين وإرسال الجنود إلى الموت – هذه مسألة يجب مناقشتها بالتفصيل. ولكن كشف العدو في الداخل لا يمكن نزعه منه. للعدو الداخلي نماذج سلوك دولية، فهو دائماً ما يندمج في القيادة، وعلى الأغلب يرتدي البدلة (من سيشك في إرهابي يرتدي بدلة وربطة عنق؟). وسيكون الأول الذي يحافظ على كرامة الدولة. فهو مستعد من أجلها للقيام بالعمل القذر الذي تخجل هي نفسها من القيام به، بلا كوابح أو حدود. الدولة لا تحارب كما يجب؟ وسيعلمها كيفية ذلك: سيحرق البيوت ويقتلع الأشجار ويطارد الأطفال. وسيلقي الزجاجات الحارقة على الجنود (بعد ذلك يشرح بأن هذا من كثرة الحب والقلق).
في الحقيقة، هناك سبب للقلق؛ فمئات آلاف قطع السلاح والمواد القتالية غير القانونية يملكها العدو الداخلي. كشف سموتريتش وأوصى: “يجب جمع السلاح واستئصال هذه الظاهرة”.
“يهودا والسامرة ساحة تبدو هادئة من السطح”، قال سموتريتش. “هناك من يصممون على وضع طبقة ماكياج سميكة فوقها لإخفائها. ولكنها تصبح ساحة مع إمكانية كامنة استراتيجية خطيرة”. اليد توقفت عن الكتابة، والقلب يرفض الاعتراف، لكن سموتريتش على حق. لـ “المناطق” [الضفة الغربية] وبحق إمكانية كامنة استراتيجية خطيرة.
الوزير كشف العدو الداخلي. ولكن بعد هذا الكشف، يتم طرح سؤال: من الذي ضخ الأموال للعدو الداخلي، من وفر السلاح له، من أيده في الحكومة؟
صحيح أن هذا هو الوزير سموتريتش نفسه. الآن تظاهروا بأنكم متفاجئون.
نعم، هو الممول والداعم والمزود؛ فتح دائرة بدأت بالعدو الداخلي وأغلقها بالمستوطنين. ولكن علينا ألا نخطئ؛ فهو تحدث عن العرب الإسرائيليين، واعتبر ضبط النفس من قبلهم مؤامرة، واعتبر إخلاصهم خيانة. اعتقدت “انظروا كم هي مناسبة أوصاف الخيانة للمستوطنين. وكم هو سهل إلصاق هذه الصفات بالعدو الذي تريدونه”!
النتيجة هي، إذا كان الأمر هكذا، فسموتريتش هو العدو الداخلي.
بالتأكيد هذا صحيح. فقد مر في المسار الذي يمر فيه كل عدو داخلي: انضم للحكومة، وتظاهر بأنه حامي الدولة، وكان في الحقيقة ينوي تفكيكها. له خطط مفصلة للدولة البديلة التي كان آية الله سيتفاخرون بها. هو يحتفظ بها سراً. ولو عرفنا كيف ستبدو الدولة التي يحلم بها، لحزمنا الأمتعة الآن وأبقيناه وحده مع قوانين التوراة والبقرة الحمراء والهيكل الجديد.
سيقولون لي: قلت لنا عن جزء من نظرية المؤامرة التي صنعتها لنا. وتقول إن الصهيوني المتعصب، القومي المتطرف، هو المستعد للتضحية بنا جميعنا لصالح الدولة، وهو العدو؟ نعم. انظروا من الذي يكسب في الانتفاضة في “المناطق”، ومن الحرب الأبدية في قطاع غزة، ومن المخطوفين الذين سيبقون في الأسر، وستعرفون هوية المصالح بين العدو في الخارج وشركائه في الداخل.
إيران وحماس ستحلمان بما يمكن للإرهابيين الذين يرتدون البدلات ويجلسون في الحكومة أن يفعلوا هنا. حماس لا يمكنها زرع إضعاف الروح المعنوية واليأس بيننا كما يفعل سموتريتش وروتمان وستروك عندما يفتحون أفواههم. استمعوا إليهم وستعرفون.