قتلة رابين ودوابشة يتخوفون من التحريض ضد نتنياهو ومواجهة مصير ترامب

قتلة رابين ودوابشة يتخوفون من التحريض ضد نتنياهو ومواجهة مصير ترامب

قتلة رابين ودوابشة يتخوفون من التحريض ضد نتنياهو ومواجهة مصير ترامب

بقلم: أسرة تحرير "هآرتس"

لا يفوت المحرض الوطني نتنياهو فرصة لممارسة طبعه في قلب الأمور رأساً على عقب وعرض المعتدي كضحية. فقد حطم هو ووزراؤه أمس رقماً قياسياً ذاتياً في انعدام الخجل ببحثهم في التحريض ضد رئيس الوزراء على خلفية إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. “نعيش في تطبيع للتحريض”، قال طابع الكهانية وأساليب تشهير “آلة السم” أثناء جلسة الحكومة. ” عدم وقوع ما وقع في الولايات المتحدة حتى الآن يعد معجزة. حذرنا من وقوع الأمر نفسه عندنا، فجهاز القضاء ترك رئيس الوزراء لمصيره”، قال وزير العدل يريف لفين، الذي سيسجله التاريخ أنه مهندس الانقلاب النظامي الذي مزق الدولة إرباً.

لا حدود للوقاحة؛ الذي دخل السياسة محمولاً على موجات التحريض ضد رئيس الوزراء إسحق رابين، والذي كان من محدثيها الأساسيين – التحريض الذي أدى إلى اغتيال سياسي – ثم رفع شدة التحريض وطوره بإقامة جهاز تشهير حظي بلقب “آلة السم”، يدعي الآن أنه الضحية وينبه بأن حياته في خطر.

ليس هناك تلاعب إلا ويستخدمه نتنياهو وعصبته. وحتى محاولة اغتيال ترامب، تستخدمه على أنه فرصة لعرض اليمين –المعسكر المفعم تاريخه بالعنف السياسي– كضحية لعنف سياسي وهمي من جانب اليسار. وهاكم قائمة جزئية للقتلة من اليمين: يغئال عمير، يونا ابروشني، باروخ غولدشتاين، عامي بوكر، أعضاء التنظيم السري اليهودي، إسرائيل ليبرمان، دافيد بن شيمول، عيدان متان زادا، يعقوب تايتل، قتلة الطفل محمد أبو خضير وقتلة الزوجين سعد وريهام دوابشة من قرية دوما.

لقد غرس نتنياهو ثقافة تحريض، تهجم، شقاق، ملاحقة سياسية، عنصرية و”حيونة”. ليس فقط “يساريون” (“اليسار نسي ماذا يعني أن تكون يهودياً”) وعرب – لا توجد مؤسسة أو جسم أو جهاز سلطوي إلا وتعرض لهجمات لا لجام لها، إذا ما تجرأ على العمل بشكل لا يتطابق ومصالحه. لم يمنع “آلة السم” من التحريض ضد قادة الجيش وعائلات المخطوفين على الفظائع التي وقعت في ورديته. في مداولات أمس، تواصل التحريض ضد المستشارة القانونية للحكومة، التي أبيح دمها منذ زمن بعيد، وتواصلت الدعوات لإقالتها. إن محاولة عرض الاحتجاج ضد رئيس الوزراء كخطر على حياة نتنياهو هو تحريض بحد ذاته. ثمة احتجاج قوي ضد نتنياهو، لكنه ليس عنيفاً ولا يعرض حياته للخطر. هذا احتجاج مشروع ضد رئيس وزراء، قاد دولة إسرائيل إلى الكارثة الأكبر في تاريخها لذا فعليه أن يخلي مكانه.