ما علاقة محور فيلادلفيا بمصير السنوار؟

ما علاقة محور فيلادلفيا بمصير السنوار؟

ما علاقة محور فيلادلفيا بمصير السنوار؟

شاحر كلاين / إسرائيل اليوم

بقي أربعة أيام على موعد انعقاد الاجتماع الذي سعى إليه الوسطاء للوصول إلى صفقة مخطوفين، وإذا بحماس تؤشر مرة أخرى أنها تتمترس في مواقفها وتحاول التشكيك بوحدة الموقف الإسرائيلي.

في بيان طويل كعادتهم، حاول الناطقون بلسان حماس أمس إلقاء المسؤولية على إسرائيل بشأن جمود الاتصالات. على هذه الخلفية، ذكرت حماس موافقتها المزعومة على بيان مجلس الأمن في الأمم المتحدة، الذي يتضمن شرط وقف نار دائم – بخلاف الموقف الإسرائيلي.

وذكرت تأييدها لخطاب بايدن الذي فسرته بالشكل ذاته. وفي النهاية، ذكرت موافقتها الأخيرة على وقف نار مؤقت في المرحلة الأولى، لكنه وقف يتضمن هدنة ما دامت الاتصالات على المرحلة الثانية متواصلة، على الأقل حسب مصادر أجنبية.

امتشقت حماس التهمة مرة أخرى بـ “شروط جديدة” زاعمة أن إسرائيل طرحتها، ولكنها نسيت أن تلك الشروط ترتبط أساساً بمحور فيلادلفيا الذي لم يكن تحت سيطرة إسرائيل في أثناء الجولات السابقة.

المحور المحاذي لحدود مصر وقطاع غزة ذو أهمية استراتيجية لحماس. فمنذ أيام طويلة وحماس تعاني من نقص في الوسائل القتالية والذخيرة، لأن مقاتلي الجيش الإسرائيلي قطعوا شريان الحياة لأعمالهم الإرهابية. وعليه، يضطر المخربون للتوجيه وأحياناً استخدام ذخيرة الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر.

هذا الوضع يضع السنوار في معضلة. من جهة، يمكن للضغط العسكري الإسرائيلي أن يكلفه حياته، وفي المدى القصير. ومن جهة أخرى، يبدو أن أي اتفاق لا يعيد السيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا سيحسم مصير المنظمة للمدى البعيد.

لقد أدت هذه المعضلة بحماس لدعوة الوسطاء لإجبار إسرائيل على التنازل لشروط السنوار. وعليه، كتب في البيان بأن لا معنى “لجولة أخرى من المفاوضات”، وأنه يجب وضع خطة لتنفيذ تفاصيل الاتفاق كما تراه حماس.

بكلمات أخرى: وقف نار في المرحلة الأولى، زعماً مؤقتاً، يؤدي بالضرورة إلى وقف نار دائم؛ وانسحاب من محور نتساريم بشكل يسمح للمخربين بتعزيز فلول حماس في شمال قطاع غزة؛ وانسحاب تام من محور فيلادلفيا بشكل يسمح لحماس بمحاولة إعادة التسلح على مدى الزمن.

مع ذلك، لم تغلق حماس الباب على الاتصالات ولم تعلن صراحة بأنها لن ترسل وفداً إلى قطر أو إلى مصر. إن من أبقى الباب مفتوحاً بعد تصفية إسماعيل هنية ومحمد ضيف، لن يغلقه الآن.