تقرير: سلسلة إخفاقات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أدت لنجاح هجوم حماس

تقرير: سلسلة إخفاقات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أدت لنجاح هجوم حماس

رصدت الاستخبارات الإسرائيلية نشاطا متزايدا في شبكات التواصل بين مقاتلي حركة حماس، صباح يوم السبت الماضي، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم، الأربعاء، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، وقالا إن الاستخبارات الإسرائيلية أدركت أن شيئا ما غير عادي يحدث، وأرسلوا تحذيرا إلى قيادة جنود إسرائيليين عن السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. وتبين لاحقا أن الجنود لم يتلقوا هذا التحذير أو أنهم لم يقرؤوه.

وتابعت الصحيفة أن بعد وقت قصير، أرسلت حماس طائرات مسيرة ودمرت بواسطتها أجهزة إسرائيلية، بينها شبكات اتصالات خليوية وأبراج تستخدم للتنصت، من أجل منع مراقبة عن بعد بواسطة كاميرات. كذلك دمرت الطائرات المسيرة منظومة "يرى ويطلق النار" التي يشغلها جنود إسرائيليون عن بعد بهدف استهداف مقاتلين فلسطينيين لدى اقترابهم من السياج الأمني. ونقلت الصحيفة عن مصادر في حماس قولها إنه تم استخدام 35 طائرة مسيرة في "ضربة البداية" هذه، وبينها مسيرات انتحارية من طراز "زواري".

بعد ذلك، فجر مقاتلو حماس مقاطع من السياج الأمني الذي اقتحمته جرافات لاحقا، وبذلك تمكن مئات المقاتلين من الدخول إلى "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية قريبة أخرى. وأفادت الصحيفة بأن هذه الإخفاقات الإسرائيلي كانت جزءا من إخفاقات لوجستية واستخباراتية كثيرة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن التحليل الأولي أظهر نجاح توغل مقاتلي حماس بسبب عدة إخفاقات من جانب الاستخبارات والجيش الإسرائيليين، وهي:

ضباط الاستخبارات الإسرائيليين فشلوا في رصد شبكات اتصال مركزية استخدمها المقاتلون الفلسطينيون.

إسرائيل استندت بشكل كبير على وسائل تعقب أسقطتها حماس بسهولة، الأمر الذي سمح بالهجوم الواسع والمفاجئ على القواعد العسكرية والبلدات في جنوب إسرائيل.

في المرحلة الأولى من الهجوم، اقتحم مقاتلو حماس قاعدة عسكرية إسرائيلية تواجد فيها ضباط، وبذلك منعوا إجراء اتصالات مع باقي القوات الإسرائيلية.

اقتناع القوات الإسرائيلية بأقوال قالها مسؤولون عسكريون في حماس في شبكات الاتصال الداخلية، التي يعلم مقاتلو حماس أن الإسرائيليين يتنصتون عليها، بأن الفلسطينيين لا يستعدون لمعركة.

وقال المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يوئيل غوجانسكي، إنه "أنفقنا مليارات كي نجمع معلومات استخباراتية عن حماس. ثم، خلال ثانية واحدة، سقط كل شيء مثل حجارة الدومينو".

وإخفاق آخر، حسب الصحيفة، هو أنه في إحاطة لمسؤولين عسكريين وأمنيين كبار، الأسبوع الماضي، تم التركيز على مخاطر في حدود إسرائيل الشمالية، وقال أحدهم إن "حماس مرتدعة". وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قد قال مؤخرا إن "حماس مرتدعة لـ15 سنة على الأقل، ولا تتجه إلى تصعيد".

وأضافت الصحيفة أن ضباط الجيش الإسرائيلي اعتقدوا أن أجهزة المراقبة عن بعد و"العائق تحت سطح الأرض" الذي بنته إسرائيل من أجل منع حفر أنفاق تتجاوز الحدود سيجعل التسلل إلى إسرائيل مستحيلا تقريبا، ويؤدي إلى تقليل عدد القوات في المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية، وهذا ما حدث بالفعل، وتم نقل قوات من هذه المنطقة إلى مناطق أخرى، بينها الضفة الغربية.

ودخل أكثر من 1500 مقاتل من غزة من خلال أكثر من 30 موقع في السياج الأمني، وقسم منهم دخل بواسطة طائرات شراعية، واقتحموا أربع قواعد للجيش الإسرائيلي على الأقل. وأظهرت صور نقلها ضباط إسرائيليون لاحقا أن جنودا كثيرين تعرضوا لإطلاق نار داخل غرف نومهم في القواعد العسكرية.

وأضافت الصحيفة أن إخفاقا آخر تمثل بتجميع ضباط من فرقة غزة العسكرية في مكان واحد عند السياج الأمني، ما أدى إلى مهاجمة مقر الفرقة ومقتل وإصابة العديد من الضباط الكبار. وقال مسؤولان أمنيان أن تم أسر عدد من الضباط والجنود في المكان ونقلهم إلى غزة. وهذا الأمر منع هجوما مضادا ونقل صورة للوضع إلى قيادة الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إلى أنه "نتيجة لذلك، لم يشعر أحد بالضرورة الفورية لهجوم جوي مكثف وجيوب جوية واسعة، حتى عندما نُشرت في الشبكات الاجتماعية صور حول الهجوم في بلدات كثيرة".