لجنة وزارية عربية للقيام بحملة دولية لوقف الانتهاكات الاسرائيلية

قرر وزراء الخارجية العرب، اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية الأردن والسلطة الفلسطينية وقطر ومصر والمغرب وتونس والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط للقيام بحملة دبلوماسية لدى "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المؤثرة دوليا" لدفع إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
المالكي: الاحتلال الاسرائيلي اساس التهديد وعدم الاستقرار في المنطقة
وقال الدكتور رياض المالكي وزير خارجية دولة في كلمة فلسطين بالمؤتمر "لقد أثبتت الأحداث الأخيرة ان الاحتلال الإسرائيلي هو أساس التهديد وعدم الاستقرار في منطقتنا، وإن كان لمنطقتنا أن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام فيجب العمل أولا على انهاء الاحتلال.
واضاف "يجب ان يتحمل المجتمع الدولي والإسرائيليين أيضاً مسؤولياتهم حيال ما يحدث من جرائم، وعلى مجلس الأمن الوفاء بواجباته المنصوص عليها في الميثاق، حيث نجد أنفسنا أمام حالة لدولة عضو في الأمم المتحدة، تشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين يجب على هؤلاء جميعاً العمل على وقف التصعيد الإسرائيلي، والعمل على ضمانة مساءلة إسرائيل لانتهاكاتها القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الانسان".
وطالب بالعمل على اجبار اسرائيل وإلزامها باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الاقصى، ويجب أن تعترف إسرائيل ان القدس الشرقية هي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة وأن تلتزم بمسؤولياتها كسلطة احتلال بموجب القانون الدولي.
ودعا المجتمع الدولي الى أن يتحمل مسؤولياته وأن يحمل اسرائيل، دولة الاحتلال، المسؤولية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
مضيفا ان دولة فلسطين ستستمر في مساعيها لدى المحكمة الجنائية الدولية والإسراع في فتح التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الساسة والعسكريين والمشرعين والمستوطنين الاسرائيليين بحق الضحايا الفلسطينيين، ولن تتردد دولة فلسطين في طرق كل الابواب الممكنة من أجل وضع حد لجرائم الاحتلال، من أجل رفع الحصانة عن دولة الاحتلال ومن أجل محاسبتها على ما ارتكبته وترتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".
وقال "ننتظر تحركاً من المملكة المغربية لتفعل لجنة القدس ودعوتها الفورية للانعقاد، فأوضاع القدس اليوم تستدعي انعقادها لتبرير سبب وجودها.
ودعا الوزراء المحكمة الجنائية الدولية إلى "المضي قدما في النظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في فلسطين في ظل العدوان الاسرائيلي على القدس وسكانها.
مصر تجري اتصالات من أجل التهدأة
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء، إن بلاده أجرت اتصالات مع إسرائيل خلال الأيام الماضية من أجل التهدئة في القدس الشرقية المحتلة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".
وأكد شكري في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارىء، "ازاء كل هذه الانتهاكات (الإسرائيلية) تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل كل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم".
وأضاف شكري "لا تزال مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف".
وقال مصدر فلسطيني لفرانس برس إن "مصر أجرت اتصالات قبل يومين بالفصائل الفلسطينية ودعتها الى التهدئة مؤكدة أنها تبذل في الوقت نفسه مساعي مع اسرائيل من أجل التهدئة ولكن القاهرة لم تتلق ردا إيجابيا من إسرائيل".
وانتقد شكري موقف مجلس الأمن تجاه تدهور الاوضاع في القدس، وقال "كنا نتمنى أن يصدر مجلس الأمن أمس (الاثنين) موقفا يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط، ولكن للآسف دأب المجلس على التنصل من مسؤولياته بما يفقده مصداقيته".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن أهداف بلاده "لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولذا فإن مثل هذه الأزمات ستتكرر طالما لم تحل القضية الأساس".
الصفدي: علاقة الاردن مع اسرائيل قد تتأثر
من جهته لوح أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني في كلمته أمام الاجتماع الذي عقد عبر تقنية الفيديو بأن علاقات بلاده بإسرائيل قد تتأثر.
وقال "سيكون لاستمرار اسرائيل في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات خطيرة على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية-الإسرائيلية".
وفي ختام الاجتماع، قرر الوزراء تشكيل لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية الأردن والسلطة الفلسطينية وقطر ومصر والمغرب وتونس والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط للقيام بحملة دبلوماسية لدى "الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول المؤثرة دوليا" لدفع إسرائيل لوقف انتهاكاتها.