مياه البحر تُستخدم لإخماد حرائق لوس أنجلوس وسط تحذيرات بيئية

مياه البحر تُستخدم لإخماد حرائق لوس أنجلوس وسط تحذيرات بيئية

مياه البحر تُستخدم لإخماد حرائق لوس أنجلوس وسط تحذيرات بيئية

لجأت فرق الإطفاء في لوس أنجلوس إلى استخدام مياه البحر لمكافحة حرائق الغابات المستعرة، في ظل نقص حاد بالمياه العذبة المتاحة. ورغم نجاح هذا الإجراء في إخماد النيران، إلا أن العلماء يحذرون من تداعيات بيئية خطيرة تهدد النظم الطبيعية والموارد الزراعية.

تستخدم الطائرات من نوع "Super Scoopers" ما يصل إلى 1500 جالون من مياه البحر في كل عملية، يتم إسقاطها مباشرة على بؤر الحرائق. ومع أن المحيط الهادئ يوفر مصدرًا غير محدود للمياه، إلا أن استخدام المياه المالحة يثير مخاوف بيئية كبيرة، من بينها تآكل معدات الإطفاء وتدهور خصوبة التربة المحيطة بالمناطق المستهدفة.

وأشار الباحث البيئي باتريك ميغونيغال إلى أن "مياه البحر المالحة تؤدي إلى أضرار طويلة المدى على الأراضي الزراعية بسبب خاصية التناضح، مما يحد من توافر المياه للنباتات ويحول الأراضي إلى أراضٍ قاحلة". كما أكدت أبحاث مركز سميثسونيان أن الغابات الساحلية المتأثرة بمياه البحر تعاني من موت تدريجي للأشجار، ما يؤدي إلى ظهور ما يُعرف بـ"غابات الأشباح".

في دراسة حملت اسم "TEMPEST"، أجرى العلماء تجارب لرش مياه مالحة على الغابات الساحلية، وخلصوا إلى أن الآثار الأولية تبدو محدودة، لكنها تتفاقم مع مرور الوقت، حيث تظهر علامات الإجهاد البيئي مثل تحول أوراق الأشجار إلى اللون البني وجفافها. كما أظهرت التجارب تغيرًا في كيمياء التربة نتيجة تراكم الأملاح، ما يجعل الأراضي أقل خصوبة ويؤثر سلبًا على الأنظمة البيئية.

ومع استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة تغير المناخ، تتزايد المخاوف من تفاقم تأثيرات المياه المالحة على السواحل الأمريكية والمناطق الزراعية المحاذية لها. ورغم أن مياه البحر توفر حلاً سريعًا لمكافحة الحرائق، يوصي الخبراء بتطوير تقنيات بديلة وأقل ضررًا على البيئة، مع تحسين إدارة موارد المياه العذبة.


Share:


آخر الأخبار