يعقوب شريت نجل أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء لإسرائيل: إسرائيل دولة محتلة إجرامية ولدت في الخطيئة ومستقبلها أسود

يعقوب شريت نجل أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء لإسرائيل:  إسرائيل دولة محتلة إجرامية ولدت في الخطيئة ومستقبلها أسود

رام الله- خبر24- قال يعقوب شريت نجل أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء لإسرائيل الراحل موشيه شريت: " إن إسرائيل دولة محتلة وإجرامية ولدت في الخطيئة ومستقبلها أسود، وأن الصراع  نشب بعدما  قدمنا لبلاد مأهولة وحولنا الأغلبية لأقلية".

واضاف شريت البالغ من العمر حاليا (94 عاما) في حديث مطول لصحيفة هارتس العبرية: "هناك عاصفة تحت الماء وأخشى على مستقبل أبنائي وأحفادي، بعض أحفادي يقيمون في نيويورك..وهناك مليون اسرائيلي في الخارج ونتوقع بمرور الأجيال أن يتبخر الالتزام الأيديولوجي الصهيوني".

وتابع شريت: "اختفت كل الوعود التي قطعناها على أنفسنا وانا خائب الأمل فأجندتنا الوطنية هي الدم والموت والعنف، أشعر بالضيق عندما أرى رئيس حكومة اسرائيل يعتمر قبعة دينية (كيباة)، هذه ليست إسرائيل التي أريد أن أراها، إسرائيل باتت  دولة رجعية متعصبة وغيبية وتطمع بالتوسع والسيطرة. لست قلقا بالموت ولا أين سأدفن فعلى أية حال وفي جيل أو جيلين سيتم نسيان شواهد القبور والتخلي عنها".

وتأتي أهمية وقوة هذه التصريحات من كونها صادرة عن رجل ومثقف سجله حافل بالعمل السياسي والاستخباراتي والثقافي سابقا وابن رئيس حكومة راحل.

يعقوب شريت الذي سبق ووضع في الثمانينيات كتابا بعنوان "دولة اسرائيل زائلة"، ليس هو الوحيد من حيث حدة الموقف والرؤية والانتماء لرموز الدولة منهم افرهام بورغ والفيلسوف الراحل يشعياهو لايفوفيتش (زميل يعقوب شريت في الجامعة) والمؤرخ بيني موريس وغيرهم.

"لقد ولدت دولة إسرائيل والمشروع الصهيوني من رحم الخطيئة. هذه هي حقيقة الأمر"، قال يعقوب، الذي خدم في البلماح قبل تأسيس إسرائيل، وتطوع في اللواء اليهودي في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وشارك في تأسيس كيبوتسات في النقب، وخدم في جهاز "الشاباك"، وفي ناتيف (مكتب الاتصال الحكومي للهجرة من أوروبا الشرقية).

ويضيف: "هذه الخطيئة الأصلية تطاردنا وستظل تطاردنا وتتشبث بنا. نحن نبررها، وأصبحت خوفًا وجوديًا يعبر عن نفسه بشتى الطرق. هناك عاصفة تحت المياه الظاهرة".

وأضاف شريت "أبلغ من العمر 94 عامًا، لقد وصلت إلى عمري بسلام. من الناحية المالية، وضعي معقول. لكنني أخشى على مستقبل ومصير أحفادي وأحفاد أحفادي".

وقال: "أصف نفسي بأنني متعاون رغمًا عني. أنا متعاون قسريًا مع دولة إجرامية. أنا هنا (في تل أبيب)، ليس لدي مكان أغادر إليه. بسبب عمري لا أستطيع المغادرة إلى أي مكان، وهذا يزعجني كل يوم. هذا الاعتراف لن يتركني، الاعتراف بأن إسرائيل في النهاية دولة تحتل وتسيء إلى شعب آخر".

بعض أفراد عائلة شريت المكونة من يعقوب وزوجته وأبنائهما الثلاثة وخمسة أحفاد وثمانية من أبناء أحفادهم، غادروا بالفعل للعيش في نيويورك.

جده، يعقوب شاريت كان من مؤسسي حركة "حركة بيلو" أو "رواد فلسطين". وصل إلى إسرائيل عام 1882، بعد سلسلة من المذابح في روسيا أطلق عليها اسم "العواصف في الجنوب". لكنه عاد بعد سنوات قليلة، كما يقول حفيده، وكان لديه عائلة في الشتات.

موشيه شريت، والد يعقوب، ولد في مدينة خيرسون على نهر الدنيبر، والتي هي اليوم في روسيا، وكانت في ذلك الوقت في أوكرانيا. في عام 1906، بعد ارتكاب المزيد من المذابح، عاد الجد وعائلته إلى إسرائيل هذه المرة بشكل دائم.