يديعوت : هل سننتحدث قريبا عن اليوم التالي للضفة أسوة بغزة؟!
يديعوت : هل سننتحدث قريبا عن اليوم التالي للضفة أسوة بغزة؟!
شمعون شيفر/ يديعوت أحرونوت
في نهاية الأسبوع مُنعت في منطقة “غوش عصيون“ عملية تفجير مزدوجة، تضاف إلى الحرب التي شنها علينا مثيرو الإرهاب في طولكرم وجنين ونابلس. يقترح المحللون التعامل مع القنبلة الاستراتيجية في الضفة قبل أن تصبح غزة. وأنا أسأل، مثلما سأل الأمريكيون أصحاب القرار عندنا في بداية المعركة في القطاع: وماذا تعدون لليوم التالي في الضفة؟ أين نقاط الخروج من هذه الحرب؟ ما الأفق السياسي الذي يسمح للطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، عيش أحدهما إلى جانب الآخر؟
تقدير: نتنياهو ومحيطه السياسي الذي يضم سموتريتش وبن غفير، يعتزمون إبقاءنا في الضفة وغزة لزمن طويل. لن أعجب إذا ما ظهر في خطتهم أيضاً ترحيل للفلسطينيين، أو بكلمات مغسولة: “هجرة طوعية”. بعد ذلك سيسيطرون على أراض واسعة في هذه المناطق، تكون بلا فلسطينيين، ويسمونها “قاطعاً أمنياً“.
في هذه الأثناء، اقترح وزير الدفاع غالنت إضافة إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم إلى قائمة أهداف الحرب – وتلقى نقداً على ذلك. غالنت لا يتراخى، وقال لنتنياهو أيضاً إن البقاء في فيلادلفيا سيمنع عودة المخطوفين، فتلقى نقداً آخر. هذا هو الوضع. الحكومة غير منصتة لآراء أخرى.
رئيس “الشاباك” رونين بار كان قد أخطر نتنياهو بالحرب قبل تموز 2023. مثلما كشف نداف ايال النقاب عنه في “يديعوت أحرونوت“. وهو “دليل ذهبي” على مسؤولية نتنياهو عن كارثة 7 أكتوبر. مع ذلك، ما الذي فعله بار مع هذا الإخطار؟ أين كان ليلة 7 أكتوبر؟
لكن دعكم من التحذيرات والإخطارات، لا حاجة لأدلة أخرى على مسؤولية نتنياهو عن وضعنا. فـ “بعمى مطلق“ قاد دولة إسرائيل إلى سلسلة كوارث يسميها “حرباً على وجودنا”. كان الرأس طوال سنوات، وهو مسؤول. وكل ما تبقى تفاصيل يمكن الجدال فيها.
هذه السنة لم أصل لزيارة والدي وأخي في القبور في الجنوب. انطلقت على الدرب، لكن أزمات السير والفوضى في الطرق أعادتني إلى بيتي. سمعت عبر الإذاعة أغنية يونتان جيفن “من يخاف السيدة لفين”، وفكرت: هذا مناسب لميري ريغف، “ماذا يوجد لك، ما لا يفهمه أحد؟”.
ماذا يوجد لكِ يا سيدة ريغف في أنكِ تحملين لقب وزير المواصلات، ولا تحلين أي مشكلة تجعلنا عالقين لساعات مضنية على الطرقات المأزومة حتى التعب. ريغف تفضل الاهتمام بالاحتفالات، لكن عليها أن تحررنا من المحاولة لتلوين ذكرى الكارثة بألوان تناسب نتنياهو، والاهتمام بأمور المواصلات.
في الضفة قرابة 3 مليون فلسطيني. سؤال لكل أولئك الذين يسعون لأن يحلوا محل نتنياهو: ما التسوية التي تقترحونها لهذه المنطقة؟ لماذا تتركون نتنياهو يلعب وكأن كلاً منكم بلا هدف؟
مؤخراً، نشر بالعبرية “أثر الفراشة”، آخر مؤلفات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الشاعر الذي يتماثل مع توق شعبه للوطن أكثر من غيره. ستجدون في كتابه أبياتاً تشير إلى رغبة في المصالحة واحتمال قيام دولة فلسطينية:
سنصيرُ شعباً إن أَردنا حين نعلم أَننا لسنا ملائكةً، وأَنَّ الشرَّ ليس من اختصاص الآخرينْ/سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس/ كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ/سنصير شعباً حين نحترم الصواب/ وحين نحترم الغَلَطْ!