يسجل سعر الدولار امام الشيكل أدنى مستوى له منذ 24 عاما
اية حوراني - خبر 24
رام الله - يستمر هبوط سعر الدولار الامريكي امام سعر الشيكل الاسرائيلي ، وما زال يسجل أدنى مستوى له منذ 24 عاما .
سجل سعر الدولار الأمريكي الحد الأدنى في العامين الاخيرين مقابل العملات الرئيسية، فيما هبط أمام الشيقل الإسرائيلي إلى أدنى مستوى من 24 عاما، فقد سجل سعر صرف الدولار امام الشيكل اليوم 3.2198 البيع ، 3.2178 الشراء بعد ان تذبذب في نطاق دون 3.2625 طوال الاسبوع.
فقد تراجع الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي الى مستويات لم يصلها منذ عام 1996 ، حيث سجل مؤشر سعر الدولار الذي يقيس أداء العملة الامريكية امام سلة من ست عملات رئيسية حتى اللحظة أدنى مستوى له، وهو تراجعا بنسبة -0.36% إلى 90.02 نقطة ، اغلق اخر سعر له يوم أمس عند مستوى 90.34 نقطة .
وفي مقابلة سابقة لـ "خبر 24 " مع الاستشاري والخبير المالي والمصرفي محمد سلامة ، والذي توقع نزول سعر الدولار بناء لقياسات وتحليل الظروف الاقتصادية والسياسية، بحث سجل سعر الدولار في ذلك الحين دون مستوى 3.3650 ، بقوله " أن سعر الدولار مقابل الشيكل سيستمر بالانخفاض وقوة الشيكل ستستمر في ظل الظروف الحالية فهناك الكثير من الاسباب التي تدعم قوة الشيكل كاستقرار الصادرات وعدم تأثرها بارتفاع السعر وتراجع الواردات وتقارير متفائلة بتحسن اداء الاقتصاد الاسرائيلي وتراجع تأثير كورونا واستقرار البيئة المالية والاقتصادية في اسرائيل، الا ان هناك ثلاثة اسباب ضاغطة قد تحد من هذه القوة المفرطة حاليا فتزايد العجز في الميزانية وتسارع ارتفاع نسبة الدين العام الى الناتج المحلي حيث تقترب من 80% حاليا والوضع السياسي الداخلي والخارجي وتقلبات آثار كورونا كل ذلك قد يحد من قوة الشيكل وقد يساعد على تخفيف زخم وتيرة قوته الا انه غير كاف لوقف التراجع في السعر بانتظار أية اسباب تساعد على عكس اتجاه السعر, كتراجع مؤشرات الاسهم العالمية مثلا، لذا يبقى من المتوقع استمرار قوة الشيكل امام العملات الاخرى مع استمرار حدوث ارتدادات وتذبذبات في السعر بشكل دائم".
ففي مقابلة حديثة معه اجراها خبر 24 ، للاستفسار عن توقعاته لسعر الدولار أمام الشيكل في الفترة المقبلة ، قال " إن سعر الدولار قد انخفض بما يكفي خلال سنة 2020 ، لكن هناك ما يستدعي ضرورة استمرار تدخل البنك المركزي الاسرائيلي من اجل الاستثمارات دعما للصادرات . لكنه اوضح بان هناك استمرار لعمليات التحوط التي تنفذها صناديق الاستثمارات الخارجية الاسرائيلية المتواجدة في مؤشرات الاسهم الامريكية بالذات مؤشر نازداك لاسهم التكنولوجيا الذي ارتفع من بداية العام حوالي 45% حيث هناك شركات اسرائيلية مسجلة في هذا المؤشر تتأثر بسعر صرف الدولار ، فمن الضروري التحوط عند ارتفاع هذه الاسهم تبعا لتعليمات المركزي الاسرائيلي التي تنص على (حماية المستثمر الاسرائيلي بالتحوط بنسبة 20% من استثماراتها خارج اسرائيل) وذلك يستدعي شراء الشيكل لعمليات التحوط مما يؤدي الى ارتفاع سعره امام الدولار".
إن البنك المركزي الاسرائيلي مستمر في تدخله وشراء حوالي ربع مليون دولار لضبط ايقاع هبوط الدولار المتواتر خاصة بعد تراجع الدولار بسبب تصريحات الفدرالي المتشائمه في اجتماعه الاخير. من جانبها صرحت وزارة المالية الاسرائيلية ان الاقتصاد الاسرائيلي انكمش بنسبة 2.8% خلال التسعة شهور الاولى من العام ومن المتوقع ان ينكمش بنسبة 4.2% خلال عام 2020 اي افضل من توقعات سابقة بانكماش 4.8% وافضل من دول اخرى متقدمة بسبب التزام اسرائيل بالاغلاق ومواجهة كورونا حسب الوزارة.مؤشر اسعار المستهلك الاسرائيلي تراجع بنسبة 0.2 % لشهر نوفمبر مما يعني تراجعا بنسبة 0.6% على اساس سنوي بينما هناك زيادة في الطلب على المساكن وزيادة وارتفاع في اسعارها. تحسن في ميزان المدفوعات الاسرائيلي وتحسن في الميزان التجاري والاعلان عن البدء في التطعيم ضد كورونا مرافقا لتزايد اعداد الاصابات والوفيات في اسرائيل مما قد يدعم العودة للاغلاق في بعض المرافق. تفائل باقرار رزمة انعاش اقتصادي امريكي تدعم ارتفاع مؤشرات الاسهم مما يعني احتفاظ الشيكل بقوته. المؤشرات الفنية في المدى القصير وصلت الى مرحلة اشباع البيع بانتظار تحسن زخم وتيرة ارتفاع تصحيحي من هذه المستويات المتدنية الا ان المعطيات الاقتصادية قد تحد من ذلك. المحللون يرجحون استمرار قوة الشيكل حاليا في بيئة ايجابية رغم مؤشرات فنية ضاغطة للتصحيح فتجاوز 3.2650 يعني اعادة اختبار 3.3050 قبل معاودة الانخفاض. المؤشرات الفنية في المدى المتوسط والطويل ضاغطة وتشير الى تزايد احتمال اختبار نطاق الدعم بين 3.1800 و 3.2000 خلال 3 الى 5 اسابيع خاصة اذا ما استمرت مؤشرات الاسهم العالمية في الارتفاع.
ان متقاضي الدخل بالشيقل، وهم الغالبية العظمى من المواطنين، وموظفي القطاعين العام والخاص ومستفيدي المدفوعات الاجتماعية، هم أكبر المستفيدين من تراجع الدولار، إذ تنخفض كلفة تسديد التزاماتهم بالدولار والدينار، كذلك يؤدي تراجع الدولار أمام الشيقل إلى انخفاض كلفة الاستيراد من الخارج، ما ينعكس على الأسعار انخفاضا، خصوصا ان فلسطين تستورد الغالبية العظمى من احتياجاتها من الخارج، بما في ذلك سلع أساسية.
انما يضر تراجع الدولار بمن يتقاضى دخله بالدولار والدينار الاردني المرتبط به ، اذ سيضطرون لشراء الشيقل بكلفة أعلى لتلبية احتياجاتهم اليومية كشراء احتياجاتهم الأسرية، ويستخدم الشيقل بشكل أساسي في الأراضي الفلسطينية كعملة تداول يومي في البيع والشراء.